غدًا.. بدءُ فعاليات “ربيع الجبل” بولاية الجبل الأخضر تزامنًا مع موسم حصاد الورد

نزوى في 9 أبريل/العُمانية/ تنظم محافظة الداخلية وإدارة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالمحافظة بالتعاون مع شركة مشاريع الصقري الشاملة فعالية “ربيع الجبل” غدًا الخميس في إطار الاحتفال بموسم حصاد الورد في الجبل الأخضر.
وتهدف الفعالية إلى تنشيط الحركة السياحية ودعم المجتمع المحلي، وتقديم تجربة فريدة للزوار والتركيز على قيمة الورد العُماني وما يرتبط به من ممارسات زراعية وصناعات تقليدية، فضلًا عن إبراز التراث الثقافي والطبيعي لولاية الجبل الأخضر.
ويتضمن برنامج الفعالية زيارات ميدانية بصحبة مرشدين سياحيين إلى مزارع ومصانع الورد في مناطق مثل “سيق”، “العين”، “الشريجة”، و”العقر”، حيث يتعرف الزوار على مراحل زراعة الورد وقطافه وتقطيره بالطرق التقليدية والحديثة. كما تشمل الفعالية خيمة “رواد الأعمال والفنانين التشكيليين”، بالإضافة إلى أسواق تراثية وأركان للعسل والقهوة العُمانية والمشغولات اليدوية، مع تنظيم عروض ترفيهية وتعليمية للأطفال.
وقد انطلق موسم حصاد الورد في الجبل الأخضر مطلع الشهر الجاري، وهو واحد من أبرز الفعاليات السنوية التي تجذب الآلاف من الزوار والسياح من داخل سلطنة عُمان وخارجها. ومع بداية الموسم، تتزين مدرجات الجبل الأخضر بألوان زهرية زاهية، تنشر عبقها الفواح في الأجواء، إيذانًا بانطلاق عمليات القطاف التي تستمر أسابيع عدة.
وأكد الشيخ سليمان بن عبد الله الكلباني نائب والي الجبل الأخضر على الأهمية البالغة لفعالية “ربيع الجبل”، التي تأتي في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها المحافظة لتعزيز قطاعات السياحة والزراعة وريادة الأعمال.
ووضح أن الفعالية توفر منصات لعرض منتجات الحرفيين والمزارعين المحليين، مما يسهم في دعم الاقتصاد المحلي وتحفيز روح الابتكار والإبداع بين أبناء المجتمع.
وأشار إلى أن فعاليات “ربيع الجبل” تركز على قيمة الورد العُماني الذي يعد رمزًا من رموز التراث الزراعي في سلطنة عُمان، وتتضمن استعراض الممارسات الزراعية التقليدية المتعلقة بزراعة الورد وإنتاجه، مما يعزز الوعي بأهمية هذه الصناعة ويشجع على الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي للولاية.
وأضاف إن موسم حصاد الورد يمثل فرصة ذهبية لتعزيز السياحة البيئية والثقافية في الجبل الأخضر، حيث يجذب أعدادًا كبيرة من الزوار من مختلف أنحاء سلطنة عُمان وخارجها. مبينا أن الزوار يمكنهم الاستمتاع بجمال الطبيعة الخلابة، ومشاهدة عمليات الحصاد والتقطير عن كثب.
وقال سعود بن حامد المياحي مدير دائرة الثروة الزراعية وموارد المياه بالجبل الأخضر إن أشجار الورد في ولاية الجبل الأخضر من أهم الموارد الزراعية التي توليها وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه اهتماما بالغًا، حيث يتجاوز عددها أكثر من 5000 شجرة على مساحة تصل إلى 11 ألف فدان، مشيرا إلى أن موسم حصاد الورد يبدأ من منتصف مارس ويستمر حتى بدايات مايو، ويشهد ازدهار الإنتاج.
وأضاف أن الدائرة تسعى لتقديم الإرشاد الزراعي للمزارعين من خلال تبني أصناف ملائمة من الورد وتوجيههم نحو أفضل الممارسات لزيادة الإنتاج وتعزيز فعالية مكافحة الآفات مشيرا إلى أن متوسط إنتاج كل شجرة يبلغ حوالي 7 لترات من ماء الورد، ليصل الإنتاج الكلي إلى نحو 15 ألف لتر.
وأشار سعود المياحي إلى أن الجبل الأخضر يشهد أيضًا إنتاجًا متزايدًا من دهن الورد المستخدم في صناعة الصابون والعطور، مما يعزز تنوع الصناعات المحلية. ويضم الجبل الأخضر ثلاثة مصانع حديثة و52 مصنعًا تقليديًّا مخصّصًا لإنتاج دهن الورد.
من جانبها قالت أحلام بنت حمد القصابية مديرة إدارة التراث والسياحة بمحافظة الداخلية، إن موسم حصاد الورد يمثل مصدر قيمة مضافة محليًّا من عدة جوانب، فهو يسهم في تنشيط الاقتصاد المحلي من خلال دعم المزارعين وتوفير فرص عمل موسمية، وتحفيز الصناعات المرتبطة مثل التعبئة والتغليف والتصنيع التقليدي. كما يعزز الحركة السياحية في قطاعات الضيافة والمطاعم والأسواق، ويشجع الحرفيين على إنتاج وبيع منتجات مستوحاة من الورد مثل الصابون والعطور والمشغولات اليدوية.
وأضافت إن موسم الورد في الجبل الأخضر يمثل نموذجًا ناجحًا للتنمية المحلية المستدامة، حيث يسهم في الحفاظ على التراث الزراعي والتقنيات التقليدية ويعزز الوعي البيئي.
وتبدأ مراحل صناعة الورد بالجبل الأخضر من جني محصول الورود، ليتم وضعها في الأفران الخاصة المعروفة باسم “الدهجان”، وهي أدوات صممها المزارعون لهذه المهنة القديمة. ويتم إشعال النار تحت الأفران باستخدام الخشب أو أسطوانات الغاز، وتوضع عليها أوان فخارية تحتوي على الورد.
ويُقطر الورد باستخدام قرص معدني فوق الأزهار، وتستمر العملية من 3 إلى 4 ساعات، وبعدها يُجمع ماء الورد في الأواني لمدة 30 إلى 40 يومًا لتصفية الشوائب الناتجة عن عملية التقطير.
ويعتبر الورد الجبلي في الجبل الأخضر من أقدم الزراعات العُمانية، حيث يمتد تاريخه إلى مئات السنين. ويتميز ورد الجبل الأخضر بجودته العالية وعطره الفريد، ويحرص المزارعون على العناية بأشجاره طوال العام، حيث تُجمع الأزهار بعناية قبل شروق الشمس للحفاظ على زيوتها العطرية النفيسة.
/العُمانية/
محمد السيفي/عبدالله الشريقي