تسجيل مستوى قياسي لتدمير الغابات الاستوائية في 2024 نتيجة الحرائق

تسجيل مستوى قياسي لتدمير الغابات الاستوائية في 2024 نتيجة الحرائق

باريس في 21 مايو /العُمانية/ سجل تدمير الغابات المطيرة الاستوائية مستوى قياسيًّا في العام الماضي 2024 بسبب الحرائق التي يغذيها تغير المناخ والوضع الذي يتدهور مرة أخرى في البرازيل.

وفقدت المناطق الاستوائية 6.7 مليون هكتار من الغابات الأولية العام الماضي، وهي مساحة تعادل تقريبا مساحة بنما، وهو أعلى مستوى منذ أن بدأ المرصد المرجعي / Global Forest Watch/ الذي طوره معهد الموارد العالمية (WRI) وهو مؤسسة بحثية أمريكية بالتعاون مع جامعة ماريلاند جمع البيانات في عام 2002 .

وقالت إليزابيث جولدمان، المديرة المشاركة للمرصد، إن هذا الرقم، الذي يزيد بنسبة 80 بالمائة عن عام 2023، “يعادل خسارة 18 ملعب كرة قدم في الدقيقة”. وتتسبب الحرائق في ما يقارب من نصف هذه الخسائر، متقدمة على الزراعة لأول مرة.. ويمثل هذا الدمار ما يعادل 3.1 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون المنبعثة إلى الغلاف الجوي، وهو ما يزيد قليلا عن انبعاثات الهند المرتبطة بالطاقة.

ورأت جولدمان أن “هذا المستوى من تدمير الغابات غير مسبوق على الإطلاق منذ أكثر من 20 عاما من البيانات… هذا هو التنبيه الأحمر العالمي.”ويركز تقرير المرصد على الغابات الاستوائية الأكثر عرضة للخطر ولها أهمية كبيرة للتنوع البيولوجي وقدرتها على امتصاص الكربون من الهواء.. ويشمل ذلك الخسائر الناجمة عن كافة الأسباب: إزالة الغابات طوعًا، ولكن أيضا التدمير العرضي والحرائق.

وكان عام 2024 هو العام الأكثر سخونة على الإطلاق على مستوى العالم، بسبب تغير المناخ الناجم عن حرق الوقود الأحفوري على نطاق واسع وظاهرة النينيو الطبيعية. ورغم أن الحرائق قد تكون ناجمة عن أصول طبيعية، إلا أنها في أغلب الأحيان تحدث بسبب أنشطة البشر في الغابات الاستوائية من أجل تطهير الأرض.

وتأتي إزالة الغابات خصيصا لإفساح المجال للزراعة، والتي كانت تاريخيا السبب الرئيس للتدمير، في المرتبة الثانية ولكنها تظل سببا رئيسيا .وقد سجلت البرازيل تدمير 2.8 مليون هكتار من الغابات الأولية العام الماضي، ونسب ثلثاها إلى الحرائق، التي بدأت في كثير من الأحيان لإفساح المجال لزراعة فول الصويا أو الماشية إلا أنها سجلت نتائج جيدة في عام 2023، حيث استفادت الغابات من تدابير الحماية التي قررها الرئيس لولا، خلال العام الأول من ولايته الجديدة.

وتقول سارة كارتر، الباحثة في المعهد العالمي للموارد، إن “هذا التقدم مهدد بسبب التوسع الزراعي”. كانت منطقة الأمازون البرازيلية الأكثر تضررا، حيث وصل الدمار إلى أعلى مستوى له منذ عام 2016.

وتتناقض أرقام معهد الموارد العالمية مع تلك التي نشرتها شبكة الرصد البرازيلية MapBiomas في 16 مايو، والتي أفادت بانخفاض حاد في إزالة الغابات ولكنها لا تشمل الحرائق.

وتصدرت حماية الغابات قائمة أولويات الرئاسة البرازيلية لمؤتمر الأطراف الثلاثين، وهو المؤتمر السنوي الرئيس للمناخ الذي تنظمه الأمم المتحدة، والمقرر عقده في بيليم (10-21 نوفمبر). بينما جاءت بوليفيا المجاورة في المركز الثاني حيث تضاعفت ثلاث مرات المناطق المدمرة العام الماضي، مرة أخرى بسبب الحرائق العملاقة. ويشير الباحثون إلى أن “معظم هذه المشاريع تهدف إلى إزالة الأراضي لإقامة مزارع على نطاق صناعي”.

وكانت النتائج مختلطة في أماكن أخرى، مع تحسن في إندونيسيا وماليزيا، ولكن مع تدهور واضح في الكونغو وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

وقالت /تي في 5/ الفرنسية إن الضغوط على الغابات كانت تأتي تاريخيًّا من استغلال أربعة منتجات، يطلق عليها اسم “الأربعة الكبار”: زيت النخيل، وفول الصويا، ولحوم البقر، والأخشاب.. لكن التحسن في بعض القطاعات ــ مثل زيت النخيل ــ تزامن مع ظهور مشاكل جديدة، على سبيل المثال الأفوكادو في المكسيك، أو القهوة والكاكاو.

ولن تظل أسباب إزالة الغابات “على حالها دائما”، كما يصر رود تايلور، مدير برنامج الغابات في المعهد العالمي للموارد، وهو يدعو إلى اتباع نهج عالمي. ويحذر قائلا: “إننا نشهد أيضا ظاهرة جديدة مرتبطة بصناعة التعدين والمعادن الأساسية”.

/العُمانية/

أسماء