موضوعات وآراء في الإعلام العالمي

عواصم
في 26 مايو /العُمانية/ رصدت وكالة الأنباء العُمانية عيّنة من الآراء حول قضايا
متنوعة تناولتها الصحف العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها، وتطرقت إلى أهمية
مجموعة الآسيان لمجلس التعاون الخليجي والصين، ومساعي إسرائيل لطمس الهوية
الفلسطينية، إضافةً إلى ضرورة اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمكافحة تغير المناخ.
ونشرت
صحيفة “نيو ستريتز تايمز” الماليزية مقالًا بعنوان: “أهمية رابطة
دول جنوب شرق آسيا بالنسبة لمجلس التعاون الخليجي والصين” بقلم الكاتب
“بهار كيم بينج” وهو أستاذ دراسات الآسيان في الجامعة الإسلامية
العالمية في ماليزيا.
استفتح
الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن في عالم يتجه نحو الاستقطاب والصراعات الجيوسياسية،
تبرز رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) كمنصة محايدة وعملية تجذب قوى صاعدة مثل
مجلس التعاون الخليجي والصين.
ويرى
الكاتب أن الآسيان تمثل نموذجًا فريدًا للتعددية غير الغربية، إذ تعتمد المجموعة
على الحياد والمرونة الاقتصادية والدبلوماسية، ما يجعلها شريكًا استراتيجيًّا لا
غنى عنه لكل من دول الخليج العربي والصين.
وبيّن
أن المجموعة تتميز بسياسة عدم التدخل واتخاذ القرارات عبر الإجماع، مما يتيح لها
استضافة دول متناقضة الأيديولوجيات (ديمقراطية – رأسمالية – اشتراكية) دون صدامات.
وأكد
على أن هذه السمة تجعلها جذابة للخليج العربي وللصين أيضًا، التي تواجه منافسة مع
التحالفات الغربية في المحيطين الهندي والهادئ.
ويعتقد
الكاتب أنه على عكس المنصات الدولية التي تهيمن عليها الأجندات الغربية، فإن مجوعة
الآسيان تقدم مساحة للحوار الهادئ، كما في منتديات مثل قمة شرق آسيا، حيث يمكن
للدول الصاعدة صياغة قواعد جديدة بعيدًا عن الهيمنة الغربية.
وحول
ما تمثله المجموعة من أهمية اقتصادية للخليج العربي والصين، قال الكاتب:
“اقتصاديًّا، تعمل المجموعة كحلقة وصل بين مصالح الخليج والصين، فالخليج يرى
في دول الآسيان (مثل إندونيسيا وماليزيا وفيتنام) أسواقًا واعدة للطاقة
والاستثمارات، خاصة في قطاعات البنية الأساسية، والتمويل الإسلامي، والتكنولوجيا ومن
جانبها، تعتمد الصين على مجموعة الآسيان كركيزة لمشروع الحزام والطريق، حيث تربط
موانئها وسككها الحديدية بين آسيا والشرق الأوسط، كما أن الموقع الجغرافي لآسيان
عند مفترق الممرات البحرية العالمية يعزز أهميتها كمركز لوجستي وتجاري”.
ويعتقد
الكاتب أن التقارب الثقافي يمثل عامل تعزيز يسهل التعاون بين مجموعة الآسيان وكل
من الخليج العربي والصين.
ويرى الكاتب أيضًا أن نجاح الآسيان يظهر إمكانية قيام نظام عالمي بديل لا يهيمن عليه
الغرب، حيث تتعاون الدول الصاعدة عبر منصات مثل الشراكة الاقتصادية الإقليمية
الشاملة التي تعتمد على البراغماتية بدلًا من الأيديولوجيا.
وأكد
في ختام مقاله على أن الآسيان ليست مجرد منظمة إقليمية، بل نموذجًا ناجحًا للتكامل
في عالم متعدد، مشيرًا إلى أن قدرتها على الجمع بين الخليج العربي والصين عبر
الحياد والفرص الاقتصادية والروابط الثقافية تجعلها تقوم بدور رئيس في تشكيل
النظام الدولي الجديد.
من
جانبها، نشرت صحيفة “ميل آند جارديان” الجنوب أفريقية مقالًا بعنوان:
“النيران تشتعل في أرض مسلوبة: الأشجار التي زرعتها إسرائيل فوق القرى
الفلسطينية تحترق” بقلم الكاتب: “روني كاسريلز”.
يناقش
الكاتب وهو مناضل سابق ضد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، الرمزية الكامنة وراء
حرائق الغابات التي تزرعها إسرائيل فوق القرى الفلسطينية المُهدمة منذ النكبة
(1948).
ويربط
بين سياسة التشجير الإسرائيلية ومحاولة طمس الهوية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن هذه
الأشجار (مثل الصنوبر والأوكالبتوس) ليست فقط غريبة على البيئة الفلسطينية، بل
تُستخدم كأداة استعمارية لإخفاء جرائم التطهير العرقي.
ويرى
أن زراعة هذه الغابات جزءًا من مشروع صهيوني استعماري يهدف إلى محو الذاكرة
الفلسطينية بتغطية أنقاض القرى المدمرة، وتدمير البيئة الأصلية باستبدال أشجار
الزيتون والأرز بأشجار أوروبية قابلة للاشتعال، تستهلك المياه وتغير المشهد
الطبيعي، إضافة إلى تضليل العالم عبر تصوير إسرائيل كدولة تخضر الصحراء، بينما هي
في الحقيقة تمارس العنف ضد الفلسطينيين.
وشبّه
الكاتب هذه الممارسات بنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، حيث استُخدمت الزراعة
الاستيطانية لطمس حقوق السكان الأصليين.
وبيّن
الكاتب أن حرائق الغابات الإسرائيلية رمزٌ لمقاومة الفلسطينيين، الذين رغم
التهجير لم ينسوا أرضهم، مؤكدًا على أن النصر الفلسطيني حتمي بفضل مقاومتهم
والتضامن الدولي.
وأدان
إسرائيل كمشروع استعماري ودعا إلى فضح أدواتها مثل التشجير القسري، معتبرًا أن
زوال النظام الصهيوني سيأتي كما زال نظام الفصل العنصري في بلاده.
من
جانب آخر، أشار كل من “مارك هيرتسجارد” و “كايل بوب” إلى أن
استطلاعات الرأي الحديثة كشف أن أغلبية ساحقة من سكان العالم (ما بين 80% إلى 89%)
يريدون من حكوماتهم اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمكافحة تغير المناخ، ومع ذلك، لا
يدرك معظمهم أنهم جزءًا من هذه الأغلبية، مما يجعلهم “أغلبية صامتة” غير
فاعلة سياسيًّا.
ويرى
الكاتبان في مقالهم الذي نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية أن هذه
النتائج تُشكل صدمة إيجابية، خاصة في ظل الخطاب الإعلامي والسياسي الذي يصور
المدافعين عن المناخ كأقلية هامشية.
وأكدا
على أن الفجوة بين الإرادة الشعبية وتراخي الحكومات تمثل أزمة ديمقراطية، لكنها
تقدم أيضًا فرصة لتحفيز التغيير إذا أدرك الناس قوتهم الجماعية.
ولفت
الكاتبان إلى أن الأغلبية العالمية مؤيدة للعمل المناخي إذ أظهرت دراسات من جامعة
أكسفورد وبرنامج ييل لتغير المناخ أن 89% من سكان الدول الفقيرة (حيث يعيش 80% من
البشر) يطالبون بسياسات مناخية أقوى، في حين 66% في الدول الغنية يدعمون ذلك، مع
ذلك، يقلل الناس من تقدير دعم الآخرين للإجراءات المناخية، مما يضعف تأثيرهم.
وأوضحا
أن التحدي يكمن في تحويل الدعم الشعبي إلى فعل سياسي، فرغم الإجماع العلمي على
وجود حلول تقنية للحد من الاحتباس الحراري، تنقص الإرادة السياسية بسبب ضغط شركات
الوقود الأحفوري وتضليل الإعلام.
وطرح
الكاتبان تساؤلًا مفاده: كيف يمكن تحويل هذه الأغلبية الصامتة إلى قوة ضاغطة؟
وأكدا
على أن هذا الأمر يكون من خلال الانتخابات (اختيار قادة داعمين للمناخ)، وعبر
الاستهلاك (مقاطعة الوقود الأحفوري) بالإضافة إلى الحوار المجتمعي.
وفي
هذا الإطار، أعلنت المنظمة غير الحكومية الدولية المعنية بالمناخ،” تغطية
المناخ الآن” عن حملة لتسليط الضوء على هذه الأغلبية، بمشاركة وسائل إعلام
كبرى مثل “الجارديان” و “فرانس برس” و “دويتشه
فيله” وصحف عربية استقصائية بهدف كسر “الصمت” بإظهار أن المطالبة
بالعدالة المناخية هي تيار رئيسي، وليس هامشي.
واختتم
الكاتبان مقالهم بالتشديد على أن إيقاظ الأغلبية الصامتة قد يُحدث تحولًا
تاريخيًّا، شرط أن تدرك وجودها وتُترجم دعمها إلى ضغط سياسي ومجتمعي، مشيرين إلى أن
التغطية الإعلامية الواسعة لهذا التوجّه قد تكون الخطوة الأولى نحو مستقبل مناخي
أكثر أمانًا.
/العُمانية/
أحمد
صوبان