أطفال غزة: طموحات مدفونة تحت الأنقاض

أطفال غزة: طموحات مدفونة تحت الأنقاض

غزة في 4 يونيو/العمانية/ بين أزقة المخيمات التي سقطت
جدرانها، ووسط أنقاض البيوت التي كانت قبل أشهر تضج بالحياة، يقف الطفل آدم
البحيصي، 10 أعوام، يحمل حقيبته المدرسية التي وجدها بين الركام، بعد أن دُمر
منزله في إحدى غارات جيش الاحتلال الإسرائيلي الأخيرة.

“كان عندي غرفة خاصة، فيها كتب ورسومات.. راحت
كلها”، يقول آدم بصوت خافت وعينين تملؤهما الحسرة. رغم صغر سنه، يُدرك جيدًا معنى
أن يُجبر على ترك بيته، وأن يتحول إلى نازح في مدرسة تابعة لوكالة الأونروا.

يعيش آلاف الأطفال في غزة واقعًا مأساويًا، حرمهم من أبسط
حقوقهم في التعليم، والأمان، واللعب، فوفقًا لمنظمة “أنقذوا الأطفال”، فإن ما يزيد
عن مليون طفل في قطاع غزة يواجهون خطرًا يوميًا بسبب الحرب المستمرة، ويعانون من
صدمات نفسية حادة.

ليان أبو حسنين، 9 أعوام، ترقد في إحدى المستشفيات بعد
إصابتها بشظية خلال غارة استهدفت حيّهم. كانت تحلم بأن تصبح طبيبة، لكنها اليوم
تخشى حتى من صوت الطائرات. تقول والدتها: “لم تعد تنام إلا وهي تحت السرير.. ترتجف
كلما سمعت صوتًا عاليًا.”

وتقول المعلمة نهى أبو شعيرة، التي تشرف على مجموعة من الأطفال
النازحين: “نحاول أن نمنحهم لحظات فرح بسيطة.. لعبة، قصة، رسمة، لكننا لا نستطيع
محو ما رأوه بأعينهم.”

في غزة، لا تُقاس الطفولة بالسن، بل بعدد الليالي التي قضوها
في الظلام، تحت القصف، وعلى وقع الخوف. أطفال غزة ليسوا أرقامًا في تقارير
المنظمات، بل قصص حية تبحث عن فرصة للسلام، وعن عالم لا تُدفن فيه الأحلام تحت
الركام
/العمانية/
فهد الحضري