فراغ الإصابة.. هالاند يُفاجئ الأطفال متنكرًا

فراغ الإصابة.. هالاند يُفاجئ الأطفال متنكرًا

وسط صمت الملاعب وهدير المدرجات الذي اعتاد عليه، يجد اللاعب المصاب نفسه في مواجهة من نوع مختلف، مواجهة مع الفراغ، هكذا يعيش إيرلينج هالاند حاليًا فترة من الابتعاد الإجباري عن المستطيل الأخضر بعد إصابته في كاحله الأيسر أمام بورنموث في ربع نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي مع مانشستر سيتي، التي من المتوقع أن تُبعده عن الملاعب من خمسة إلى سبعة أسابيع.

لكن هالاند، المهاجم الذي لا يهدأ داخل منطقة الجزاء، قرر ألا يبقى ساكنًا خارجها.

الإصابة بالنسبة للاعب كرة القدم ليست مجرد ألم جسدي، بل اختبار نفسي، في تلك الفجوة الزمنية التي تفصل الإصابة عن العودة، تتراكم الأسئلة: هل سأعود كما كنت؟ هل سيفقدني الفريق؟ هل سأتجاوز هذه المرحلة أم أنها بداية التراجع؟

إرلينج هالاند – مانشستر سيتي
(المصدر:Gettyimages)

بالنسبة لهالاند، لم تكن تلك الأسئلة عائقًا، بل وقودًا لاختيار مختلف، عوضًا عن الانعزال، اختار الحضور، عوضًا عن الصمت، اختار أن يكون جزءًا من مشهد يُرسم عليه البهجة.

هالاند يستغل فترة إصابته بظهور فريد من نوعه

في مشهد لا يخلو من الدهشة والدفء، ظهر هالاند وسط مجموعة من الأطفال الصغار، ليس كلاعب نجومية، بل كمصور مجهول الهوية يرتدي شاربًا مزيفًا ويتنكر في هيئة موظف بالكاد يُلاحظ، كانت المناسبة هي إطلاق قميص كرة القدم الجديد لشركة “كيلوج”، وافتتاح معسكرات كرة القدم المجانية التي تستهدف الأطفال من عمر 5 إلى 15 عامًا.

لم تكن مجرد لفتة لطيفة، كانت رسالة.. رسالة مفادها أن الغياب عن الملعب لا يعني الغياب عن التأثير.

غالبًا ما تُقاس قيمة اللاعب بعدد الأهداف أو دقائق اللعب أو الألقاب، لكن في تجربة هالاند هذه، ظهر “الاحتراف” بشكل آخر. ظهر في تواصله مع الجمهور، في اهتمامه بالأطفال، وفي وعيه بأهمية أن يكون قدوة خارج حدود الملعب.

تنكره لم يكن عبثًا أو عرضًا ترويجيًا سطحيًا، بل مشاركة حقيقية في مشروع مجتمعي يهدف لمعالجة واحدة من أبرز مشاكل الطفولة: الخمول الصيفي والانفصال عن الرياضة بسبب التكلفة أو الاعتماد الزائد على الشاشات.

إيرلينج لم يختر أن يُقاوم إصابته بالتمارين وحسب، بل بالمبادرة، لم يختر فقط أن “يتحمل”، بل أن “يصنع تأثيرًا”، وفي زمن أصبحت فيه أخبار الإصابات تتكرر، من اللافت أن تتحول إصابة نجم بحجمه إلى خبر إيجابي، وإلى تجربة إنسانية تُروى، لا مجرد رقم يُسجل في سجل الغيابات.

فراغ الإصابة قد يكون قاتلًا للبعض، ومجرد استراحة للبعض الآخر، لكن في حالة إيرلينج هالاند، كان مساحةً للابتكار، وفرصةً لإعادة التعريف: لاعب الكرة ليس مجرد قدم تركل… بل قلب يلامس.

إحصائيات نجوم الدوري الإنجليزي