من المستودع إلى المونديال: حارس أوكلاند سيتي تخلى عن راتبه ليواجه بايرن ميونخ بشجاعة

من المستودع إلى المونديال: حارس أوكلاند سيتي تخلى عن راتبه ليواجه بايرن ميونخ بشجاعة

في واحدة من أكثر القصص الملهمة والمفاجئة في عالم كرة القدم، خاض حارس مرمى أوكلاند سيتي، كونور تريسي، مباراة العمر عندما واجه عملاق أوروبا بايرن ميونيخ في افتتاح بطولة كأس العالم للأندية .

وعلى الرغم من الهزيمة القاسية بنتيجة 10-0، خطف تريسي الأضواء ليس بسبب النتيجة، بل بسبب رحلته الفريدة وطبيعة حياته المزدوجة بين العمل وكرة القدم.

لاعب هاوٍ أمام أبطال العالم

ينتمي تريسي إلى نادٍ يُعتبر من أكبر الأندية الهاوية على مستوى أوقيانوسيا، وهو أوكلاند سيتي النيوزيلندي، النادي يضم في صفوفه لاعبين غير محترفين بالكامل، معظمهم يعملون في وظائف يومية خارج الملعب.

تريسي نفسه يعمل عامل شوكة في مستودع لشركة أدوية في نيوزيلندا، الأمر الذي يجعل مواجهته أمام بايرن ميونخ أشبه بالحلم، ولقاء مانويل نوير هو لقاء العمر.

وقال تريسي في تصريحات بعد المباراة:”أعمل في مستودع، وأنا لاعب كرة قدم أيضًا… لا نرى الشمس حقًا، لأننا نعمل طوال اليوم، نذهب للتدريب، ثم نعود إلى المنزل الساعة التاسعة أو التاسعة والنصف مساءً. بالنسبة لبعض اللاعبين الذين لديهم عائلات، الأمر صعب للغاية.”

لقاء الحلم مع مانويل نوير

بالنسبة لتريسي، كانت المباراة ضد بايرن ميونيخ أكثر من مجرد مواجهة كروية، فقد حملت طابعًا شخصيًا، حيث حقق حلمًا طالما راوده بلقاء مانويل نوير، أحد أعظم حراس المرمى في تاريخ اللعبة.

وأضاف “أن تواجه مانويل نوير هو حلم لأي حارس مرمى في العالم، مجرد الوقوف على نفس أرض الملعب مع لاعب مثله هو شرف لا يوصف”.

تحديات خارج المستطيل الأخضر

لا تقتصر التحديات على أرض الملعب، فقد كشف تريسي أن بعض زملائه في الفريق لم يتمكنوا من السفر إلى الولايات المتحدة للمشاركة في البطولة، بسبب عدم حصولهم على إجازات من وظائفهم، وهو ما يعكس واقع كرة القدم للهواة في مناطق عديدة من العالم.

ورغم الفوارق الكبيرة بين الفريقين من حيث الإمكانيات والاحترافية، فإن حضور أوكلاند سيتي وتريسي في البطولة يمثل قصة كفاح وشغف، ويجسد روح كرة القدم الحقيقية التي لا تعتمد فقط على المال أو الشهرة، بل على الإصرار وحب اللعبة.