سيميوني يواجه هزيمة موجعة.. باريس تسجل رباعية تكتب تاريخًا صعبًا لأتلتيكو

في ليلةٍ لم تعرف الرحمة، وعلى أرضٍ أمريكية بعيدة عن دفء مدريد، سقط أتلتيكو مدريد سقوطًا مدويًا أمام عاصفة باريسية لم تهدأ.
لم تكن مجرد مباراة افتتاحية في كأس العالم للأندية، بل كانت مرآةً عاكسة لتحول مقلق في هوية الروخيبلانكوس تحت قيادة سيميوني.. أربعة أهداف بلا رد، كأنها طعنات متتالية في كبرياء المدرب الحديدي، الذي لطالما جعل من فريقه قلعة حصينة أمام أعتى الهجمات.
لكن هذه المرة، لم تكن الحصون كافية، ولم تكن الروح كافية، ولم تكن “الهوية الأتليتية” كافية.
حيث تلقى نادي أتلتيكو مدريد الإسباني هزيمة موجعة برباعية نظيفة (0-4) أمام باريس سان جيرمان الفرنسي في افتتاح مبارياته ضمن الجولة الأولى من المجموعة الثانية لدور المجموعات لبطولة كأس العالم للأندية 2025، وذلك على ملعب “روز بول” الشهير بالولايات المتحدة.
وعلى الرغم من القوة الدفاعية الكبيرة لفريق أتلتيكو مدريد، إلا أن هذا لم يشفع أمام قوة هجوم بطل دوري أبطال أوروبا الذي خرج متقدمًا في الشوط الأول بهدفين نظيفين، ليضيف مثلهما في الشوط الثاني.
في المقابل، أظهر باريس سان جيرمان بقيادة لويس إنريكي شخصية هجومية مرعبة وثباتًا تكتيكيًا كبيرًا، أكد به جاهزيته للمنافسة الجادة على اللقب.
الهزيمة الأثقل تتكرر… وسيميوني في قلب العاصفة
الخسارة أمام باريس لم تكن مجرد تعثر افتتاحي، بل سجّلت أثقل هزيمة في مسيرة المدرب دييجو سيميوني مع أتلتيكو مدريد، من حيث عدد الأهداف، وهي الهزيمة الرابعة بنتيجة 0-4 منذ توليه تدريب الروخيبلانكوس عام 2011.
الأمر اللافت أن هذه النتيجة تكررت للمرة الأولى مرتين في موسم واحد، مما يثير تساؤلات حول قدرة الفريق على مجاراة كبار القارة في البطولات الكبرى.
قائمة المباريات الأربع التي شهدت الهزائم الأثقل لسيميوني:
النتيجة | الفريق | البطولة | العام |
4/0 | بروسيا دورتموند | دوري أبطال أوروبا | 18/19 |
4/0 | بايرن ميونخ | دوري أبطال أوروبا | 21/22 |
4/0 | بنفيكا | دوري أبطال أوروبا | 24/25 |
4/0 | باريس سان جيرمان | كأس العالم للأندية | 2025 |
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة 365Scoresarabic (@365scoresarabic)
مشروع سيميوني… من المجد إلى المرايا المكسورة
سيميوني، الرجل الذي بنى أتلتيكو بشراسة الحديد وأحلام الفقراء، كان يُنظر إليه كواحد من أنجح المدربين في عصر كرة القدم الحديثة، لكنه اليوم، بات يواجه مرآة مكسورة تعكس نسخة باهتة من مشروعه.
حيث أن مباراة باريس سان جيرمان لم تكن مباراة تشهد أربعة أهداف، بل المرآة التي كشفت أخطاء سيموني، من دفاع يتآكل أمام كل فريق هجومي شرس، لوسط ملعب يُفقد السيطرة في أول صدمة، وهجوم بلا أنياب عندما تشتد المعارك.
هل بدأ المشروع في التصدع؟
في ضوء الرباعية أمام باريس، يبدو أن مشروع “الروخيبلانكوس” تحت قيادة سيميوني قد دخل مرحلة حرجة: هل ما زال أسلوب “المعاناة التكتيكية” يصلح في عالم يتجه للهجوم السلس والانضباط العالي؟
ربما لم يعد كافيًا التذكير بمجد 2014 ونهائي ميلانو وإقصاء ليفربول وبرشلونة، حيث أن الواقع بات أكثر صرامة، والأرقام أكثر قسوة.
وإذا كانت الرباعيات الثقيلة مجرد لحظات في دفتر كرة القدم، فإن تكرارها يجعل منها علامة فارقة، بل فاصلة، في تقييم مشروع سيميوني.