من التسوق في السوبر ماركت إلى قيادة أوكلاند سيتي في كأس العالم للأندية: قصة بائع متواضع!

في زاوية بعيدة من العالم، حيث تُصافح المحيطات قمم الجبال وتهمس الأشجار بأغنيات الرياح، يستعد نادي أوكلاند سيتي النيوزيلندي لمغامرة العمر في كأس العالم للأندية 2025، هناك حيث لا حدود للأحلام، ولا مكان للصدف.
وفي صدارة هذه الرحلة، يقف ماريو إيليتش، رجل لا يصنع التاريخ فحسب، بل يعيشه، لحظة بلحظة، بنبض القلب وعرق الجبين.
ماريو ليس مجرد قائد على أرض الملعب، بل هو رمز لعصر مختلف، حيث لا تمنحك الحياة كل شيء على طبقٍ من ذهب، بل تطلب منك أن تُقاتل لأجله.
من رفوف محل إلى العالمية.. ماريو إيليتش يصنع المجد في كأس العالم للأندية
يستيقظ إيليتش قبل أن يصحو الضوء، يرتدي حذاء العمل لا حذاء المباريات، ويغادر إلى المتجر حيث يعمل بائعًا للمشروبات الغازية، بين رفوف السوبر ماركت، يتنقل كأنه يجهّز خطة تكتيكية، يضع الزجاجات بدقة، وكأنه يرتب دفاعاته أمام هجومٍ كاسح.
وبعد يوم شاق، لا يذهب إلى منزله ليخلد للراحة، بل إلى الملعب، حيث يبدأ الشغف الحقيقي، يتدرّب لساعات، يركض، يصرخ، يوجّه، يُلهم… ثم يعود متأخرًا إلى منزله، يتناول العشاء سريعًا، ويغفو على حلم الغد.
منذ أول ظهور له في فبراير 2012، صنع إيليتش لنفسه مكانًا في تاريخ النادي، 162 مباراة و14 هدفًا لا تروي الحكاية كاملة، بل صوته في غرفة الملابس، ويده الممدودة لزملائه، ونظرته التي تسبق صافرة الحكم.
The captain of Auckland City FC, Mario IIich, in the 2025 Club World Cup, works as a supermarket salesperson.#FIFAClubWorldCup2025 || #FIFACWC || #FCBACFC pic.twitter.com/lQ8h2vEdxU— Olt Sports (@oltsport_) June 15, 2025
يقول: “نشأتُ في أوكلاند، وعشتُ فيها معظم حياتي، إنها مدينةٌ تمنحك كل شيء: الشواطئ، والجبال، والملاعب… والأحلام“.
ولأنه ابن المدينة، يعرف معنى تمثيلها في أكبر المحافل، في كأس العالم للأندية، يقود ماريو كتيبة أوكلاند سيتي أمام عمالقة مثل بايرن ميونخ وبنفيكا وبوكا جونيورز.
هو يعلم أن المعركة في كأس العالم للأندية غير متكافئة، لكن قلبه لا يعرف الهزيمة.
“كل مباراة فرصة لإثبات أن العمل الجاد يؤتي ثماره“، هكذا قالها، بثقة من ذاق التعب وعرف طريق النور.
ماريو إيليتش ليس محترفًا بالمعنى المعتاد، هو أب، عامل، صديق، وقدوة، حين يخطو إلى الملعب، لا يحمل راتبًا بملايين، بل يحمل حلم مدينة وشغف قارة، وإيمانٌ بأن المجد لا يحتاج ثمنًا، بل تضحية.
أداؤه في البطولة فاجأ الجميع، بروحٍ لا تُقهر، قاد فريقه ليمضي بثبات، لم يخف، لم يتراجع، بل قاتل كمن يعرف أن كل دقيقة في هذا الحدث، قد تكون الأخيرة في هذه الرواية.
في زمن تزدحم فيه الملاعب بالنجوم المصطنعين، يبزغ نجم ماريو من سواد العاديين، ليلمع بضياء مختلف.. ضياء من صدق، وعرق، وحبٍ لكرة القدم.
قد تبدأ من رف في محل، لكنك إن أحببت اللعبة، يمكنك أن تصل بها إلى القمة.