البيئة فاسدة منذ فيرجسون.. مطاريد مانشستر يونايتد يتألقون بعيدًا عن مسرح الأحلام

منذ اعتزال أليكس فيرجسون التدريب، بعد تاريخ طويل مع مانشستر يونايتد صنع من خلاله أسطورية الشياطين الحمر، والمصائب لا تأتي فرادى على جماهير ملعب أولد ترافورد.
12 عام ومانشستر يونايتد يعاني الويلات، حتى رغم تحقيق البطولات مثل الدرع الخيرية وكأس الرابطة والاتحاد، وكذلك الدوري الأوروبي، ولكن العشوائية مستمرة في الصفقات والمدربين، والتعامل مع ملف كرة القدم.
هذا الموسم تحت قيادة راتكليف، المالك الجديد والذي يستحوذ على نسبة 25% من النادي، وتحديدًا الخاصة بكرة القدم، تم تجديد الثقة في إيريك تين هاج، ومن ثم تمت إقالته بعد بداية موسم سيئة للغاية.
في أكتوبر الماضي، تحدث باتريس إيفرا عن رغبة فيرجسون في الاستمرار وأنه لم يكن يخطط للاعتزال، من أجل تحقيق دوري أبطال أوروبا مجددًا.
المليار الضائع في مانشستر يونايتد
“كان يرغب في ضم كريستيانو رونالدو من ريال مدريد وجاريث بيل من توتنهام، ورغم أنه حسم كل شيء، رفضت الإدارة إنفاق 200 مليون إسترليني”.
باتريس إيفرا لاعب مانشستر يونايتد السابق
تصريحات إيفرا أكد من خلالها أن فيرجسون أدرك طريقة تفكير الإدارة، مع رفضهم ضم رونالدو وبيل، ومن هنا انتقد الفرنسي الإدارة التي انفقت مليار إسترليني خلال تلك الفترة، ولم يتمكنوا من تحقيق بطولة كبيرة.
ما بين ديفيد مويس ثم فان جال مرورًا بـ مورينيو وسولشاير وتين هاج، وأخيرًا أموريم، وبينهم كاريك ورانجنيك في فترات مؤقتة، مدربين قادوا أحمر مانشستر خلفًا لـ فيرجسون، ولم يتمكن أي منهم من تحقيق الدوري الإنجليزي أو دوري أبطال أوروبا.
في ظل كل هذا، أنفق مانشستر يونايتد أكثر من مليار و500 مليون جنية إسترليني، في صفقات باهظة الثمن، مثل بول بوجبا الذي عاد إلى يوفنتوس مجانًا، والثنائي أنتوني وسانشو، بالإضافة لـ هاري ماجواير ودي ماريا وروميلو لوكاكو.
جميع هذه الصفقات لم تقدم ما كان ينتظره مانشستر يونايتد، مع تحقيق النادي نتائج سيئة للغاية، وعدم التأهل لـ دوري أبطال أوروبا في أكثر من مناسبة، وابتعد عن المنافسة في أغلب المواسم الـ10 الأخيرة.
ومع ربط الانفاقات التي تخطت المليار ونصف إسترليني، بتصريحات باتريس إيفرا حول رغبة فيرجسون بعودة كريستيانو رونالدو وجاريث بيل في 2012، سنجد بأن النادي الإنجليزي أضاع أضعاف أضعاف المبلغ الذي كان يمكن رصده لضم نجم الدوري الإنجليزي في ذلك الوقت (جاريث بيل)، والبرتغالي أسطورة النادي الملكي.
هل الأمر توقف هنا؟.. بالتأكيد لا، فإن بيئة مانشستر يونايتد تُثبت فسادها يومًا تلو الآخر، باختلاف المدربين واللاعبين، والمشكلة الأساسية لم تكن فنية أبدًا.
تعاقد مانشستر يونايتد مع عدد كبير من اللاعبين بمبالغ كبيرة. لم يتألق أي منهم في أولد ترافورد، وبمجرد الخروج انفجروا في أنديتهم، وما يلي دليل على ذلك.
مطاريد اليونايتد يتألقون بعيد عن مسرح الأحلام
لن نذهب بعيدًا ونتحدث عن كريستيانو رونالدو ومدى تأثيره مع النصر بعد رحيله عن الشياطين الحمر، أو بول بوجبا الذي نجح في يوفنتوس ولم يتمكن من تكرار النجاح في مسرح الأحلام، فقط بالنظر لآخر عامين فقط من سوق الانتقالات الصيفية أو الشتوية.
في صيف 2023، تعاقد مانشستر يونايتد، مع راسموس هويلوند، وماسون ماونت، وأندريه أونانا، وسفيان أمرابط، وجميعهم كانوا يتألقون مع أنديتهم، لكنهم لم يتمكنوا من تحقيق ذلك في الفريق الإنجليزي.
على الجانب الآخر، رحل في نفس الميركاتو كلًا من دين هندرسون الذي يقدم أداء مميز مع كريستال بالاس، وأنتوني إيلانجا أحد رجال نونو سانتو في نوتينجهام فورست حاليًا، بالإضافة لـ ماسون جرينوود.
جرينوود انضم إلى خيتافي معارًا بسبب المشاكل القضائية رغم تبرئته من الاعتداء على صديقته، ومع ذلك قرر النادي تركه للفريق المدريدي، وتمكن ماسون من تسجيل 10 أهداف وصناعة 6 لينضم بعد ذلك إلى مارسيليا في الميركاتو الماضي.
جرينوود ينفجر في مارسيليا مع المدرب دي زيربي، فقد تمكن من تسجيل 17 هدفًا وصنع 4 خلال 31 مباراة حتى الآن.
في موسم 2023-2024، أنفق مانشستر يونايتد 203 مليون يورو للتعاقد مع لاعبين، وحصل على 58 مليون فقط من رحيل لاعبيه.
هذا الموسم، دليل واضح على فساد بيئة مانشستر يونايتد، بعد أن تألق كل من رحل عن مسرح الأحلام، ليتألق في الخارج وبمختلف المستويات.
أنفق مانشستر يونايتد إجمالي 246 مليون يورو في ميركاتو الصيف والشتاء. ضم ليني يورو من ليل مقابل 62 مليون، وأوجارتي بـ 50 مليون من باريس سان جيرمان، وماتياس دي ليخت بـ 45 مليون من بايرن ميونخ. وجوشوا زيركزي مقابل 42.50 مليون يورو من بولونيا.
بالإضافة لـ نصير مزراوي مقابل 15 مليون من بايرن ميونخ، وباتريك دورجو بـ 30 مليون يورو من ليتشي، ومليون و800 ألف لـ أيدين هيفين لاعب شباب آرسنال.
لك أن تتخيل أن تلك المبالغ تم انفاقها على لاعبين فريقهم حاليًا في المركز الرابع عشر، بفارق 3 نقاط فقط عن آخر المراكز التي تضمن البقاء.
ما يدل على أن البيئة فاسدة، أن كل اللاعبين الذين تعاقد معهم مانشستر يونايتد في الصيف الماضي تألقوا مع أنديتهم، ولكن ماذا عن جنود الشياطين الحمر أنفسهم.
أنتوني وجرينوود وفوائد الرحيل عن مانشستر يونايتد
رحل عن مانشستر يونايتد في ميركاتو الصيف بيساكا إلى وست هام، وسكوت ماكتوميناي الذي أنقذ الفريق في الموسمين الماضيين إلى نابولي مقابل 30.50 مليون يورو. بالإضافة للظهير الأيسر ألفارو كاريراس لـ بنفيكا.وأنتوني مارسيال انتهى عقده قبل أن ينضم إلى آيك أثينا.
وفي ميركاتو الشتاء، رحل كلًا من ماركوس راشفورد، وتيريل مالاسيا، وأنتوني ماتيوس، الثلاثي أعير لـ أستون فيلا وأيندهوفن وريال بيتيس، على الترتيب.
راشفورد يجد ضالته في فيلا بارك
بعد انضمامه إلى أستون فيلا، يتواجد حاليًا ماركوس راشفورد في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، ونصف نهائي كأس الاتحاد، وينافس على التأهل للأبطال في الموسم المقبل.

وخلال 14 مباراة مع الفيلانز، سجل 3 وصنع 5 بمختلف المسابقات، على الرغم من أنه مع مانشستر يونايتد، شارك في 24 مباراة، سجل 7 وصنع 3.
غضب أموريم واستبعاده راشفورد، فتح طريق للنجم الإنجليزي تحت قيادة أوناي إيمري، وكوّن ثنائية رائعة مع ماركو أسينسيو المنضم معه في نفس الميركاتو من باريس سان جيرمان.
أنتوني ينفجر في فيامارين
بعد أن كان أنتوني ماتيوس اللاعب البرازيلي، محط سخرية من وسائل التواصل الاجتماعي والشبكات التلفزيونية البريطانية، أصبح أحد أهم صفقات ميركاتو الشتاء.
انضم معارًا لـ ريال بيتيس، ومثلما نثر إيسكو سحره هناك، كان الدور على أنتوني وتمكن من خوض 15 مباراة، سجل خلالهم 4 أهداف وصنع مثلهم.
حكاوي 365 – ما سر السحر في ريال بيتيس؟
أنتوني قبل الرحيل عن يونايتد، كان قد ساهم في 17 هدفًا في 96 مباراة، وشارك في الجزء الأول من الموسم الحالي في 14 مباراة، وهدفه الوحيد كان في كوفنتري سيتي بكأس رابطة الأندية الإنجليزية.
ماكتوميناي المظلوم
سكوت ماكتوميناي كان أحد اللاعبين المرشحين للرحيل في صيف 2023 عن مانشستر يونايتد، لكنه استمر وكان أحد أسباب وصول الشياطين الحمر إلى الدوري الأوروبي بفضل أهدافه القاتلة في المباريات الصعبة.
ورغم ذلك، في الميركاتو الصيفي الماضي، وافق يونايتد على رحيله، وكأن الأسكلندي لم يقدم شيء، وانضم إلى نابولي تحت قيادة أنطونيو كونتي.
“احذر من القادمين من الخلف”
هدف صاروخي بأقدام ماكتوميناي ونابولي يتقدم ⚽️#نابولي_إمبولي#الدوري_الإيطالي pic.twitter.com/3ST9pljNKg— ADSportsTV (@ADSportsTV) April 14, 2025
في ملعب دييجو أرماندو مارادونا، تألق ماكتوميناي مع الإيطالي بجانب أنجويزا ولوبوتكا، وتمكن هذا الموسم من تسجيل 9 أهداف وصنع 4 في 30 مباراة بالكالشيو.
مارسيال .. يتنفس أخيرًا
انضم أنتوني مارسيال في صيف 2015 مقابل 60 مليون يورو من موناكو، وكان أحد المواهب المنتظر منها الكثير في مسرح الأحلام، ولكن خلال 9 سنوات أعير خلالهم موسم لـ إشبيلية، كان أنتوني يبحث عن نفسه.
الفرنسي انضم إلى آيك أثينا في صفقة انتقال حر الصيف الماضي، وتمكن من تسجيل 9 أهداف وصناعة 2 في 20 مباراة مع الفريق اليوناني.
في الموسم الماضي مارسيال ساهم في 4 أهداف فقط خلال 19 مباراة، والموسم الذي سبقه ساهم في 12 هدف خلال 29 مباراة.
هل هذا يكفي لإثبات أن بيئة مانشستر يونايتد فاسدة ؟
بالتأكيد لا، فبالذهاب إلى الدوري البرتغالي، سنجد ألفارو كاريراس، الذي يلفت أنظار أوروبا هذا الموسم وتألقه في مواجهة برشلونة، جعل البعض يبحث، من هذا الظهير الأيسر؟
سنجد بأنه معارًا من مانشستر يونايتد، الذي في الأساس يعاني على مستوى الظهير الأيسر، وأنفق 30 مليون يورو في يناير لضم باتريك دروجو الذي كان ينشط في ليتشي الإيطالي.
الفساد يتوغل في بيئة مانشستر يونايتد، وكل ما سبق دليل على ذلك، بداية من تصريحات إيفرا التي أكدت أن ذلك الفساد نتاج عشوائية وعدم مسؤولية منذ 2013، وهو ما دفع فيرجسون للاعتزال، لأنه كما صنع تاريخ الشياطين الحمر، كان يرى المستقبل جيدًا.