كيليان مبابي فقد الشغف ولا يريد اللعب مع ريال مدريد

كيليان مبابي فقد الشغف ولا يريد اللعب مع ريال مدريد

في كرة القدم، هناك أحلام تُكتب بالذهب، ويُنتظر تحقيقها كما يُنتظر القمر في ليالي العتمة، وكيليان مبابي، الذي لطالما صرّح أن ارتداء قميص ريال مدريد هو حلم طفولته، يبدو الآن وكأنه اصطدم بالحقيقة، أو بالأدق، استيقظ من حلم لم يكن كما تصوّره.

حين ننبش في الأرقام، نجد أن مبابي لم يسجل في آخر خمس مباريات خاضها مع ريال مدريد، رغم أن الفريق واجه خصومًا مثل ألافيس وفالنسيا — مباريات كانت تُعتبر مسرحًا مثاليًا لمبابي كي يستعرض سحره، لكن الرقم “0” في خانة الأهداف بات عالقًا، وكأنه علامة استفهام كبيرة على ما يمر به الفرنسي.

ولم يكتفِ الغموض بالأداء فقط، بل امتدّ إلى التصرفات؛ فقد تلقى مبابي بطاقة حمراء مباشرة أمام ألافيس في الدوري الإسباني، بعد تدخل متهور أثار غضب المدرب كارلو أنشيلوتي والجماهير على حد سواء، تصرف غريب من لاعب عادةً ما يُضرب به المثل في الانضباط.

كيليان مبابي – ريال مدريد
(المصدر:Gettyimages)

هل فقد كيليان مبابي الشغف؟

في مواجهة أرسنال الأخيرة في دوري أبطال أوروبا، والتي ودعها ريال مدريد من الدور ربع النهائي، خرج مبابي مصابًا بعد تعرضه لالتواء في الكاحل الأيمن، التقارير الأولية تشير إلى أن الإصابة “طفيفة”، وفقًا لمحطة COPE، لكن اللاعب سيخضع لفحوصات دقيقة يوم الجمعة، ورغم ذلك، فإن احتمالية غيابه عن كلاسيكو الكأس ضد برشلونة تبقى قائمة، وهو غياب قد يُفقد اللقاء واحدة من أهم رواياته.

ما يثير القلق ليس فقط تراجع الأرقام، بل لغة الجسد، مبابي، الذي كان يومًا يركض بشغف الأطفال خلف الكرة، بات اليوم لاعبًا تبدو تحركاته باردة، خطواته ثقيلة، وعيناه شاردتان، هل تحقق الحلم وفقد بريقه؟ هل عانى مبابي من صدمة الواقع حين اكتشف أن مدريد ليست فقط جماهير تُصفق، بل ضغوطات لا ترحم؟

في باريس، كان الملك غير المتوّج، أما في مدريد، فالمنافسة على العرش لا تهدأ: فينيسيوس، بيلينجهام، رودريجو… كلهم يطالبون بمساحتهم من الضوء، وربما، وسط كل ذلك، بدأ مبابي يشعر بأنه نجم في كوكبة لا تتوقف عن التوهج.

ريال مدريد بحاجة إلى مبابي كما هو في أفضل حالاته: سريع، حاسم، قائد بالفطرة. لكن هذا النسخة من اللاعب لم تظهر بعد في العاصمة الإسبانية، وربما، إن لم يستفق قريبًا، سيكون على مدريد أن تسأل نفسها سؤالًا مرعبًا: هل ضم الفريق لاعبًا كان يحلم بالقميص، لكنه لم يكن مستعدًا لثقله؟

مبابي لا يزال في ربيعه الكروي، المستقبل مفتوح، لكن من دون الشغف، لا توجد بطولة يمكن أن تعوّض غيابه.

إحصائيات نجوم ريال مدريد