التشكيك في عُمر لامين يامال

لامين يامال، الطفل الذي قرر أن يتحدث بلغة الكبار في عالم الكبار، في عمر 17 عامًا فقط – بحسب وثائقه الرسمية – صار يامال أحد أكثر لاعبي برشلونة تأثيرًا هذا الموسم، وأحد أبرز مَن مرّوا على أجنحة البلوجرانا منذ أيام نيمار وميسي، لكن، مع كل تمريرة عبقرية ومراوغة لا تليق إلا بلاعب ناضج، كان هناك من يرفع حاجبه متسائلًا: هل هذا فعلًا عمره الحقيقي؟

عبارة تتكرر كثيرًا عبر مواقع التواصل، تخرج من أفواه المندهشين، والمشككين، وربما المنافسين، ومن رحم هذه الدهشة، اشتعلت أزمة صغيرة لكنها جذابة إعلاميًا: هل لامين يامال يكذب بشأن عمره؟

بداية الحكاية كانت مع صورة أعادت صحيفة “سبورت” نشرها للاعب في أحد أرشيفاتها القديمة، والتي تُظهر يامال مرتديًا قميص برشلونة لموسم 2014-2015، ويظهر في المقال أنه كان يبلغ من العمر حينها 10 سنوات.

لامين يامال – برشلونة (المصدر:Gettyimages)

المشكلة؟ المقال مؤرخ بعام 2015؛ الحسابات البسيطة تقول إن يامال إذًا من مواليد 2005، ما يعني أنه اليوم يبلغ من العمر 19 عامًا وليس 17، والنتيجة؟ موجة تشكيك، هاشتاغات، وعبارات مثل “برشلونة بيتسنه اللعيبة!” و”La Liga Frauds”.

التشكيك في عمر لامين يامال.. موهبة مبكرة أم متقدم في السن بالسر؟

بعيدًا عن الانفعالات، بدأ البعض يدقق في الصورة وتفاصيلها، ليظهر أن الأمر ليس كما يبدو على السطح، أولًا، قميص موسم 2014-2015 الذي ارتداه يامال لا يُعد دليلًا دامغًا، لأن الأطفال في فرق الأكاديميات الصغيرة كثيرًا ما لا يمتلكون قمصان الموسم الحالي بسبب محدودية الكمية، وغالبًا ما تُوزّع عليهم قمصان قديمة من مخزون النادي، بالتالي، مجرد ارتدائه هذا القميص لا يعني بالضرورة أن الصورة التُقطت في ذلك الموسم تحديدًا.

ثانيًا، التواريخ نفسها محل جدل؛ إذ تبيّن لاحقًا أن المقال مؤرّخ فعليًا في نهاية عام 2017، وليس في 2015 كما روّج البعض، مما يتماشى تمامًا مع تاريخ ميلاد يامال الموثق: 13 يوليو 2007.

View this post on Instagram A post shared by 365Scoresarabic (@365scoresarabic)

يامال لم يفوّت الفرصة للرد بطريقته، عبر حسابه على إنستجرام، نشر تعليقًا ساخرًا على تلك المزاعم، قائلًا:
“أنا 16، أو لا؟ في الحقيقة أنا 30”.

جملة قصيرة، لكنها تختصر الكثير، لاعب في هذا العمر وبهذا الوعي، يعلم تمامًا أن عبقريته المبكرة ستثير الريبة، وأن العالم لم يعتد بعد على رؤية نجم بهذا النضج في عمر المراهقة.

المثير أن قضية “التسنين” ليست جديدة على عالم كرة القدم، كثير من اللاعبين من أمريكا الجنوبية وأفريقيا، بل وحتى أوروبا، تعرّضوا لمثل هذه المزاعم، السبب؟ حين يتفوّق شاب صغير على خصومه الأكبر، يبدأ البعض بالبحث عن تفسيرات “منطقية” تتجاوز الموهبة، كأن العبقرية المبكرة لا تُحتمل!

لكن في حالة يامال، لا يوجد أي دليل رسمي يدعم نظرية التزوير، كل الوثائق الرسمية تؤكد أنه من مواليد 2007، ومُسجل في سجلات الاتحاد الإسباني على هذا الأساس منذ سنوات طويلة، ولو كان هناك أدنى شبهة، لتدخلت رابطة الليغا منذ فترة، خصوصًا في ظل الصرامة المتزايدة في الإجراءات القانونية.

في النهاية، يبقى السؤال مفتوحًا فقط للساخرين ومحبي نظريات المؤامرة: هل لامين يامال عبقري خارج الزمن؟ أم مجرد ضحية تيشيرت قديم؟ الأقرب للواقع: هو طفل بزمن رجال.. فقرر أن يصنع فرقًا.

إحصائيات مواهب الدوري الإسباني