حوار مع تيبوهو مولوي لاعب أورلاندو بايرتس السابق قبل مواجهات إفريقيا

في ظل المنافسة القوية والمواجهات المشتعلة بين كبار القارة، تعود الأنظار مجددًا إلى صراع مصري جنوب إفريقي على بطاقات العبور نحو نهائي بطولة دوري أبطال إفريقيا.
فبعد انتهاء مواجهتي الذهاب بالتعادل السلبي، اشتعلت حسابات الإياب بين الأهلي ضد صن داونز، وأورلاندو بايرتس ضد بيراميدز في نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا.
ولرصد أجواء الترقب وكواليس الصراع من وجهة نظر جنوب إفريقية، أجرينا حوار خاص مع تيبوهو مولوي أحد نجوم الكرة السابقين في جنوب إفريقيا، والذي خاض تجارب عديدة في الملاعب المحلية، يحدثنا عن قراءته الفنية لمواجهتي الذهاب، ويقدم رؤيته حول الفريقين الأوفر حظًا للتأهل إلى النهائي.
كما يناقش خلال حديثه تطور الكرة المصرية في السنوات الأخيرة، ومدى تأثير الاستقرار الإداري والفني على أداء الأندية المصرية في المحافل الأفريقية، ويقارن ذلك بتجربة الأندية الجنوب إفريقية التي باتت عنصرًا دائمًا في الأدوار النهائية.
وفي سياق تحليله، يتناول أيضًا احتمالية تكرار سيناريو النهائي المصري الجنوب إفريقي، في ظل الصراع الكروي بين المدرستين، مؤكدًا على أن وجود ممثلَين من البلدين في النهائي سيكون شهادة جديدة على تطور كرة القدم في القارة السمراء.
– كيف تقيّم مباراة الذهاب بين أورلاندو وبيراميدز؟ وهل تعتقد أن النتيجة كانت عادلة؟
في الشوط الأول، فريق بيراميدز دخل إلى جنوب أفريقيا بخطة لعب واضحة. كانوا يبغون يصيدوا أورلاندو بايرتس بالمرتدات، كانوا يلعبون بشكل دفاعي جداً، وكانت خطتهم تعتمد بشكل كبير على الهجمات المرتدة السريعة وفعلاً، الخطة كانت قريبة من النجاح.
بصراحة، الجماهير ما كانوا مبسوطين بسبب الخطة الدفاعية اللي طبقوها في جنوب إفريقيا ما عجبت كثير من المشجعين، خصوصًا إنك تعرف في مصر الجماهير متعودة على كرة قدم ممتعة ونتائج قوية، الجماهير هناك مدللة بكرة هجومية وفرق تفوز، بيراميدز تراجع للخلف وترك السيطرة لفريق أورلاندو ولذلك الجماهير قامت بصافرات الاستهجان للضغط عليهم.
بيراميدز عندما جاء لجنوب إفريقيا كان مثل الكتاب المغلق، ولكننا سمعنا أنه متصدر الدوري المصري ويلعب بمستوى عالي ولكن ما كنا نتصور أن يلعب بهذا الشكل الدفاعي.
مدرب بيراميدز كان بيتكلم بعد المباراة، كسبنا 2-0، هل الـVAR ممكن يغشك؟، أيام التلاعب انتهت لا يوجد قرارات مثيرة للجدل ممكن فريق يكسب المباراة بسببها، وكلنا عارفين إن الهدفين اتراجعوا وتحللوا صح وبالتالي النتيجة عادلة.
– من يملك الأفضلية في مباراة الإياب بين أورلاندو ضد بيراميدز؟
بيراميدز كان دفاعي جدًا ضدنا في مباراة الذهاب، ولذلك علينا الانتظار لمعرفة خطته في مباراة الإياب، لأن في النهاية هو مجبر على تسجيل هدف ولابد أن يلعب على نقطة قوته، هما الآن تحت الضغط.
ولذلك مدرب بيراميدز حاول تبرير أداء مباراة الذهاب بأنه سجل هدفين وتم إلغاؤهم مع إن النتيجة الحقيقية كانت 0-0، من كلام المدرب تقدر تحس إنه قاعد يرسل رسائل إنه تحت ضغط من الجماهير، وتحت ضغط من الجميع.
مدرب بيراميدز يعاني من الضغط لأنه يريد صناعة التاريخ ويعرف جيدًا أن مصر تملك مدربين عظماء ويريد صنع ذلك، مصر كان لديها أحد أعظم المدربين في إفريقيا وهو حسن شحاته، وتتذكر الأخوين حسن، لاعبين عظماء، ثم أبو تريكة وحاليًا محمد صلاح نجم كبير في أوروبا.
فبالتالي المدرب بيحس بضغط كبير، وتعرف إن الجماهير المصرية، إذا المدرب الأجنبي لم يقدم لعب ممتع للعين، ولم يحقق نتائج سيغادر على الفور الفريق خصوصًا لو كان بيلعب في دوري الأبطال أو الكونفدرالية.
من وجهة نظري، الضغط على المدرب الأجنبي دايمًا أكبر. لازم يثبت نفسه بسرعة، ولازم يقدم كرة حلوة ونتائج قوية في نفس الوقت، إذا فشل في واحدة من الاتنين بيكون مصيره الإقالة، الجماهير لن تصبر على المدرب، والإعلام يزيد الضغط، وده يرجع لتاريخ مصر الكروي الغني بالنجوم والأساطير الذين رفعوا سقف التوقعات عالي جدًا لأي مدرب جديد.
– كيف ترى تطور كرة القدم في جنوب إفريقيا في السنوات الأخيرة؟
في دوري الأبطال، حالياً هناك فريقين من جنوب إفريقيا وصلوا لنصف النهائي، وبالتالي هذا تطور كبير لنا، الأمر حاليًا أصبح أكثر واقعيًا الأندية الجنوب إفريقية صعبة في الوقت الحالي، وتركز على تقديم أداء جيد والبحث الدائم عن الانتصارات.
منذ سنوات كانت هناك مشاكل سواء في التنظيم أو الملاعب أو حتى على مستوى المنافسة، ولكن الآن الأمور أصبحت قريبة مع أندية القارة، نحن نملك القدرة على الانتصار سواء داخل الملعب أو في الخارج حاليًا.
كنا معزولين عن بطولات الكاف لفترة طويلة جدًا وخلال هذه السنوات، الأهلي بيلعب ضد الزمالك، أو نهائي دوري الأبطال بين عملاقين من المغرب، أو عملاقين من الجزائر.
فبالنسبة لنا كجنوب أفارقة، هيكون إنجاز كبير إن فريقين من جنوب إفريقيا يوصلوا نهائي الكاف، سيمنحنا الثقة أن نثبت وجودنا في القارة، ونقول إحنا كمان وصلنا، وإن اللي بتقدر عليه الفرق المصرية أو المغربية، إحنا كمان نقدر نعمله.
الملاعب أصبحت متكافئة، ولا يوجد شكوى من التحكيم في بلادنا، وليست هناك شكوى من الملاعب أو حتى التغطية التليفزيونية كل شئ على ما يرام حاليًا.
هذا رسالة مفادها أنه من الآن فصاعداً، عندما تلعب ضد فرق جنوب إفريقيا، يجب أن تخطط بشكل جيد لدينا اللاعبين، لدينا المنشآت، لدينا البنية التحتية، من الجيد بالنسبة لنا أن صن داونز وصل إلى نصف النهائي، وأورلاندو بايرتس في نصف نهائي دوري الأبطال، ومن الجهة الأخرى في كأس الكونفدرالية، لدينا ستيلينبوش.
هذا يقول الكثير عن كرة القدم الجنوب إفريقية كما قلت، كنا غائبين عن الساحة الدولية لذا سواء تأهل فريق جنوب إفريقي للنهائي ضد فريق مصري، أو كان النهائي بين فريقين جنوب إفريقيين، فهذا أمر جيد لكرة القدم الإفريقية.

– ما رأيك في مباراة الأهلي ضد صن داونز؟ وما توقعاتك لهذه المواجهة؟
تاريخ كرة القدم بين مصر وجنوب أفريقيا قديم وطويل، من أيام بافانا بافانا لحد الفراعنة، من أورلاندو بايرتس للأهلي، من ماميلودي صنداونز للأهلي والزمالك.
– إذا تأهل أورلاندو بايرتس إلى النهائي، هل تفضل مواجهة الأهلي أم صن داونز؟
مصر تملك فريقين كبار، هما الزمالك والأهلي، رغم إن المصري أوقات يضرب مفاجآت في الدوري، لكن بصراحة، نهائي الكأس أيًا كان اللي هيوصل، هيكون نهائي عظيم، سواء كانت المباراة بين بايرتس وصنداونز أو بايرتس والأهلي.
هيكون مثير جدًا رؤية فريق من جنوب إفريقيا ضد فريق مصري وثانيًا، هيكون مثير نشوف المواجهة دي وثالثًا، تكرارها ليس غلطة لأن فعلاً اللقاء دايمًا بيكون حماسي ومليان إثارة.
– ما التحديات التي تواجه أندية جنوب إفريقيا في البطولات؟
كفرق جنوب إفريقية، التحدي الذي نواجهه عند المشاركة في المسابقات الأفريقية، وخاصةً نحن القادمون من الجنوب، هو السفر، السفر إلى أي جزء آخر من القارة يُمثل تحديًا لنا لأننا بعيدون عن بعضنا البعض.
نحن قريبون فقط من بعضنا البعض في بطولة كأس جنوب أفريقيا، كما تعلمون، منطقة جنوب أفريقيا. قد نسافر ساعة أو ساعتين، لكن السفر من جنوب أفريقيا إلى مصر يُمثل تحديًا، إلى المغرب، إلى الجزائر، إلى تنزانيا، إلى كل هذه الأماكن الأخرى. إنه تحدٍّ لنا قادمين من الجنوب، ومتجهين إلى الشمال، لكن من ناحية كرة القدم، نحن مرتاحون جيدًا لأننا الآن نفهم ديناميكيات السفر، ونفهم التحديات، والآن اللعبة.
– الأهلي قادر على المنافسة في كأس العالم بمجموعة تضم إنتر ميامي، وبالميراس، وبورتو؟
ليس من الغريب رؤية الأهلي يشارك في بطولة كأس العالم، ليست أول مرة الأهلي يشارك فيها، حتى أيام بيتسو موسيماني، ذهبوا وقدموا أداء ممتاز.
مثلما قلت القارة الإفريقية تستحق مكانة أفضل، لدينا مواهب كبيرة والطريق ليس سهل لكن بالعزيمة والإصرار والإيمان بقدراتهم نقدر نحقق الأحلام.
بالنسبة لأي فريق إفريقي يشارك هناك، ده مكسب لينا كلنا كأفارقة، الرسالة اللي بتوصل لأوروبا هي إننا بنقرب منهم، وبنطور من نفسنا، وبنقدم أداء أفضل.
صحيح إن دور المجموعات صعب لكن في النهاية، كل شيء يعتمد على اللاعبين ورغبتهم، لأنه في هذا المستوى، كلاعب أفريقي، مباراة أو مباراتين ممكن يغيروا حياتك ممكن تلاقي نفسك في أوروبا.
لست قلق من مشاركة الأهلي في كأس العالم للأندية، عمرهم ما هيحرجوا نفسهم دايمًا بيقدموا أعلى المستويات وبأعلى المعايير، كما أن انتصار لأي فريق إفريقي في بطولة كبيرة، هو مكسب كبير لنا، لذلك نتمنى التوفيق للأهلي ونحن ندعمه في كأس العالم للأندية ونتمنى فريق إفريقي يوصل للنهائي ويحصد اللقب.