النجوم وحدها لا تصنع البطولات.. رسالة باريسية يجب أن يقرأها الأهلي

في كرة القدم، لا تلمع كل النجوم في السماء نفسها، ولا يُترجم البريق دومًا إلى بطولات، قد تصنع الأسماء العناوين، لكن وحده الانسجام يصنع المجد.
وبينما يسير الأهلي بخطى واثقة نحو موسم يبدو موعودًا بالألقاب، تتعالى أصوات التحذير من تجربة شاهدها العالم بأسره… تجربة باريس سان جيرمان حين ظن أن الألقاب تُشترى، وأن المجد يُصنع بتوقيع لاعب.
اليوم، الأهلي لا يملك فقط أسماء من ذهب، بل أحلام جماهيرية بحجم قارة، وتاريخ لا يسمح بالفشل، ولكن، كما علّمتنا حكاية باريس، التحدي لا يكمن في من ترتديه القميص، بل في كيف توظّفه لخدمة الشعار.
هل يعيد الأهلي تجربة باريس سان جيرمان ؟
وأصبح النادي الأهلي الأن يسير على خطى باريس سان جيرمان الفرنسي، الذي عاش في السنوات الماضية فترة من التوهج على صعيد الأسماء، لكن دون تحقيق الطموحات القارية المرجوة.
الأهلي، الذي أبرم مؤخرًا عدة صفقات قوية وضخمة، نجح في تدعيم صفوفه بلاعبين على أعلى مستوى، ما زاد من طموحات جماهيره بحصد كل البطولات الممكنة، محليًا وقاريًا، ولكن التجربة الباريسية تُقدم، ربما بشكل غير مباشر، نصيحة حاسمة للنادي القاهري: الأسماء وحدها لا تصنع الإنجازات.
وتعاقد الأهلي مع المغربي أشرف بن شرقي العائد من تجربة احتراف خارجية، يُعد من أكثر اللاعبين خبرة ومهارة في المنطقة، وسبق له التألق مع الزمالك.
بالإضافة إلى نجيك جراديشار السلوفيني الشاب الذي برز بشكل مميز منذ ظهوره الأول خلال مواجهة بيراميدز في الدوري من خلال تسجيل هدف التعادل.
بالإضافة إلى أحمد مصطفى “زيزو”: المنتظر انضمامه في الصيف، والذي يعد أحد أفضل لاعبي الدوري المصري في السنوات الأخيرة، ويملك قدرات تهديفية وصناعة فرص من الطراز الرفيع، ومحمود حسن “تريزيجيه”: الاسم الأبرز، إذ يُعد أحد أنجح المحترفين المصريين في أوروبا في السنوات الأخيرة، وتمثل عودته للدوري نقلة نوعية في مستوى الهجوم الأحمر.
إنهيار باريس سان جيرمان رغم النجوم
ففي فترة تواجد الثلاثي الشهير نيمار، مبابي، وميسي، امتلك باريس سان جيرمان واحدة من أقوى القوائم في العالم، لكنه رغم ذلك فشل في التتويج بدوري أبطال أوروبا، وخرج أكثر من مرة من أدوار متقدمة وسط انتقادات حادة حول غياب الانسجام وتضارب الأدوار داخل الفريق.
ومع بداية الموسم الحالي، غيّر النادي الفرنسي من استراتيجيته، فاختار لاعبين أقل شهرة لكنهم أكثر اتساقًا مع أفكار المدرب لويس إنريكي، واستطاع بفضل هذا التغيير أن يصل إلى نصف نهائي دوري الأبطال، وسط أداء جماعي منظم وتكتيك واضح المعالم.
هذا السيناريو قد يشكّل إنذارًا مبكرًا للأهلي، فالفريق الأحمر، رغم تاريخه الكبير وقدرته على التتويج، قد يواجه صعوبات في حال لم يُحسن توظيف الكم الكبير من النجوم.
Lee Kang-In to Vitinha! ⚽️#PasseDé, presented by @Yassir_Global 📺#FCNPSG
pic.twitter.com/1RtOYhjkYY— Paris Saint-Germain (@PSG_English) April 23, 2025
تحدي الأهلي للخروج من دوامة باريس سان جيرمان
فالتحدي الأكبر لا يكمن فقط في التعاقدات، بل في قدرة الجهاز الفني بقيادة مارسيل كولر على خلق منظومة متماسكة، تُحسن استخدام كل هذه القدرات لصالح الفريق، لا أن تتحول إلى عبء على غرفة الملابس.
ومع ذلك، تبقى هناك احتمالية لا يمكن تجاهلها: أن يُقدم الأهلي نفسه كنموذج ناجح في كيفية توظيف “فريق النجوم”، ويمنح باريس سان جيرمان درسًا عكسيًا في استغلال الأسماء الكبيرة لتحقيق البطولات.
بين التجربتين، يظل الفارق الحقيقي في الإدارة الفنية والانضباط التكتيكي، وهما العنصران اللذان سيحددان ما إذا كانت صفقات الأهلي الجديدة بوابة لمجد قاري جديد، أم مجرد فصل آخر في كتاب التعاقدات الكبيرة ذات العائد المحدود.