مستوى كيليان مبابي لن يتغير – شماتة ضده من مدربه السابق!

مستوى كيليان مبابي لن يتغير – شماتة ضده من مدربه السابق!

في كرة القدم، لا يوجد شيء أقسى من التحوّلات الدرامية، حين يتحوّل الحلم إلى اختبار قاسٍ، والأمل إلى عبء ثقيل، هكذا يبدو حال كيليان مبابي في موسمه الأول مع ريال مدريد، الفريق الذي طالما انتظر أن يرتدي قميصه الأبيض كمن يقترب من القدر؛ لكن القدر، كما يبدو، لا يمنح الهدايا دون مقابل، ولا يسلم النجاح لمن لم يمر أولًا بمراحل التشكيك والخيبة.

انتقل مبابي إلى ريال مدريد وسط ضجيج إعلامي هائل وصخب جماهيري غير مسبوق، صفقة القرن التي طال انتظارها أخيرًا اكتملت، والمهاجم الفرنسي الذي تربّى على صور كريستيانو رونالدو بقميص الميرنجي أصبح جزءًا من التاريخ الملكي.

لكن على عكس الرواية المثالية التي كتبها الخيال، جاءت بداية مبابي مع الفريق الإسباني أكثر تواضعًا مما يُنتظر من نجم بقيمته، فريال مدريد خرج من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، وتعثر في الليجا في فترات حاسمة، وفي انتظار حسم لقب كأس الملك، ليجد نفسه في نهاية موسم باهت، لم يرقَ لتوقعات الجماهير ولا لطموحات النجم نفسه.

كيليان مبابي – ريال مدريد ضد مانشستر سيتي – المصدر : (Getty images)

أرقام جيدة لـ كيليان مبابي.. لكن ماذا عن الأثر الحقيقي؟

إحصائيًا، لا يمكن القول إن كيليان مبابي كان كارثيًا، فقد سجّل 33 هدفًا في 50 مباراة، رقم لا يُستهان به في أول مواسمه خارج فرنسا، فقط روبرت ليفاندوفسكي (40 هدفًا) وهاري كين (36 هدفًا) تفوقا عليه على مستوى الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى، ما يعني أن مبابي لا يزال ضمن النخبة تهديفيًا.

لكن رغم ذلك، هناك فارق واضح بين الأرقام والتأثير، بين عدد الأهداف وموعد تسجيلها، بين التوهج في المباريات المتوسطة والاختفاء في المواجهات الكبرى، الانتقادات طالت مبابي بسبب غيابه عن الظهور الحاسم، وافتقاده للمسة القائد حين يُطلب منه أن يحمل الفريق على كتفيه.

ومن بين موجة الانتقادات، برز صوت يعرف مبابي عن قرب، لكنه لم يُظهر أي شفقة، المدرب الفرنسي برونو إيرليس، الذي أشرف على مبابي في فرق الشباب في موناكو، خرج بتصريحات نارية، وُصفت بالشماتة المقنّعة، قال فيها: “هل يظن أحد أن مبابي سيتغير؟ ببساطة، لم أتمكن من تغييره حين كان في الخامسة عشرة. لماذا سيتغير اليوم؟ لا يدافع، لا يُغلق المساحات، وهناك دائمًا فجوة بينه وبين باقي اللاعبين. الصور لا تكذب”.

إيرليس لم يكتفِ بهذا، بل أشار إلى أن تأثير كيليان مبابي السلبي طال لاعبين آخرين في ريال مدريد مثل فينيسيوس ورودريجو، اللذين – بحسب رأيه – كانا أكثر التزامًا الموسم الماضي، لكن وجود مبابي غيّر من طبيعة أدوارهم وجعل اللعب الجماعي يعاني من اختلال.

موسم رمادي لا يليق باسم كيليان مبابي

ما يعيشه مبابي اليوم لا يمكن فصله عن الضغوط التي رافقته منذ لحظة التوقيع، لم يُمنح وقتًا للتأقلم، ولم تُمنح له المساحة الكافية ليكون نسخة جديدة من نفسه. الجمهور لا ينتظر؛ هو يريد رونالدو جديدًا، ومبابي لم يكن مستعدًا بعد لارتداء هذا العباءة الثقيلة.

لا يُخفى على أحد أن الموسم الأول لأي لاعب في ريال مدريد عادةً ما يكون مزيجًا من التوتر والتوقعات، حتى وإن كان اللاعب أحد أفضل من لمس الكرة في العقد الأخير، والموسم لم ينتهِ بعد، وربما ما زال يحمل بين طياته فرصًا لتعديل الرواية.

رغم كل ما سبق، لا يمكن اتخاذ هذه العقبات ذريعة دائمة لتبرير التراجع، فحين تنضم إلى ريال مدريد، تنضم إلى مؤسسة قائمة على مبدأ “النجاح أو الرحيل”، الكيان الملكي لا يرحم من يتأخر، لكنه أيضًا لا يتخلّى عن من يملك القدرة على القتال والعودة.

فـ”الحظ السيئ”، “ضغط البدايات”، و”تأثير الخطط” كلها عوامل قد تُفهم مؤقتًا، لكنها لا تصمد طويلًا أمام أعين الإعلام والجمهور في مدريد، فالعبرة ليست فقط بعدد الأهداف، بل بماذا تعني هذه الأهداف، ومتى جاءت، وهل غيّرت مصيرًا أم كانت مجرد أرقام على الورق.

إحصائيات نجوم ريال مدريد