كارلو أنشيلوتي ضحية في ريال مدريد – وهذا هو الجاني الحقيقي

كارلو أنشيلوتي ضحية في ريال مدريد – وهذا هو الجاني الحقيقي

لا شك في أن كارلو أنشيلوتي أحد أسباب ما يحدث لـ ريال مدريد، لكن لما لا يكون الضحية؟، نعم أنت لا تخطئ في قراءة ما سبق، الإيطالي قد يكون ضحية ما يحدث.

خرج ريال مدريد من دوري أبطال أوروبا أمام أرسنال بالخسارة 5-1 بنتيجة المباراتين في ربع النهائي، وفرّط في صدارة الليجا وأصبح يطارد برشلونة منتظرًا سقوطه.

اليوم سيخوض أنشيلوتي نهائي كأس ملك إسبانيا، الذي حققه على حساب برشلونة في 2014، بموسمه الأول مع النادي الملكي، وبدون كريستيانو رونالدو حينها عندما غاب للإصابة.

نهائي كأس الملك قد يكون بمثابة إنقاذ مؤقت لـ كارلو أنشيلوتي، الذي أصبحت أيامه في ريال مدريد معدودة، مع تواصل النادي الملكي مع تشابي ألونسو لخلافة العراب الإيطالي.

أنشيلوتي الذي حقق إنجازات في كرة القدم، وآخر ما تبقى من جيله من المدربين، بعدما تبخرت تلك الأسماء وأبرزها جوزيه مورينيو الذي يتواجد حاليًا في الدوري التركي.

هناك من اعتزل التدريب، وآخرون اتجهوا لتحليل المباريات على شاشات التلفاز، لكن كارلو لا يزال في القمة، مع أفضل فريق في تاريخ دوري أبطال أوروبا، بعدما جلب للملكي 3 بطولات، 2014، 2022، 2024.

كارلو أنشيلوتي – ريال مدريد (المصدر:Gettyimages)

كارلو أنشيلوتي الضحية في ريال مدريد

عندما نعود بالذاكرة للموسم الماضي فقط، ريال مدريد كان بدون رأس حربة أساسي بعد رحيل أسطورته كريم بنزيما إلى اتحاد جدة، وتعاقد حينها الفريق مع جود بيلينجهام وخوسيلو من بين صفقات أخرى.

خوسيلو لم يكن اللاعب الأساسي، وتمكن ريال مدريد من الفوز بالدوري والكأس بفضل ابداعات بيلينجهام وفينيسيوس، وبدرجة أقل رودريجو.

حكاية ديربي – قصة الكلاسيكو والعداء الشهير بين ريال مدريد وبرشلونة

بينهم فيجو وإنريكي – أبرز الخائنين في عيون جماهير ريال مدريد وبرشلونة

مباريات مصيرية حسمها بيلينجهام الذي كان يلعب في مركز المهاجم الوهمي أحيانًا، وقاد الملكي للتتويج ببطولة دوري أبطال أوروبا، والدوري الإسباني، وكأس السوبر على حساب برشلونة.

في الصيف الماضي، رحل خوسيلو، وكذلك ناتشو، وبالتأكيد الرحيل الأبرز، كان توني كروس الذي قرر اعتزال كرة القدم بعد يورو 2024 في ألمانيا.

بالنظر لصفقات ريال مدريد، سنجد فلورنتينو بيريز تعاقد مع لاعبين مثل إندريك وكيليان مبابي فقط، ولم يتم التعاقد مع لاعب وسط يمكنه خلافة توني كروس.

تأثر ريال مدريد في ظل غياب كروس، الرجل الذي كان يربط بين جميع الخطوط في الملعب، ويحسم بعض الأمور بتمريراته الساحرة في كثير من الأحيان.

رحل أيضًا ناتشو فرنانديز عن دفاع النادي الملكي، بعدما كان لاعبًا أساسيًا في الموسم الماضي بسبب إصابات ألابا وميليتاو، ولكن هذا الموسم لم يتم تعويضه، مما أدى لتصعيد راؤول أسينسيو، بشكل اضطراري.

ظهرت عيوب ريال مدريد في بداية الموسم، خسارة من ميلان في دوري الأبطال، وسقوط مدوّي برباعية ضد برشلونة، وحتى عندما كان يفوز الملكي، لم مقنعًا لجماهيره.

ميركاتو الشتاء بدون إنقاذ

يأتي ميركاتو الشتاء، مع إصابة داني كارفاخال الظهير الأيمن الأساسي، وإيدير ميليتاو المدافع البرازيلي، وهو الأمر الذي جعل النادي الملكي يدخل بمدافع واحد فقط جاهز وهو أنطونيو روديجر، لبطولة السوبر الإسباني.

شارك كامافينجا كظهير، وتشواميني كمدافع، أسينسيو بدأ يحصل على الفرصة، وفاسكيز يعوّض كارفاخال، ولكن جميعهم كانوا مجرد حلول مؤقتة فقط من المدرب الإيطالي.

فلورنتينو بيريز لم يتحرك لتعويض كروس في الصيف، أو حتى في ميركاتو الشتاء. كذلك لم ينقذ الفريق بتدعيمات بدلًا من اللاعبين المصابين، خاصة في الخط الخلفي ووسط الملعب.

فلورنتينو بيريز الجاني الحقيقي

وبما أن أنشيلوتي يكون ضحية في تلك الفرضية التي فرضناها فيما سبقى، فالجاني الحقيقي هو فلورنتينو بيريز، الآمر والناهي داخل جدران ملعب سانتياجو بيرنابيو.

نتذكر في نهائي كأس السوبر الإسباني يناير الماضي، وأثناء تسلم اللاعبين ميداليات المركز الثاني، وجه بيريز كلماته لـ مودريتش وقال له: “أحيانًا يمكننا خسارة بعض النهائيات”.

تلك التصريحات المليئة بالثقة من أنجح رئيس نادي في تاريخ كرة القدم بالبطولات والإنجازات، كانت بمثابة “عنجهية” بترك كل الأمور التي أدت إلى ذلك، ومحاولة التبرير بجبروت معتاد من رجل الأعمال الإسباني.

بيريز لم يحرك ساكنًا تجاه ما كان يحدث لـ ريال مدريد من بداية الموسم، وكانت أغلب تصريحاته تجاه الحكام، وبيانات النادي الرسمية والقنوات الخاصة بالملكي.

ربما لو كان خصص بيريز وقته لدعم الفريق في الميركاتو الصيفي أو الشتوي، بأولوية الشراء قبل أي شيء، لكان ريال مدريد منافسًا على الثلاثية في هذا الوقت.

بعد أزمة الحكام.. قرار جديد من بيريز قبل كلاسيكو كأس الملك


ما تم ذكره، لا يعفي كارلو أنشيلوتي من المسؤولية، وأن الإيطالي كان سببًا في خسارة ريال مدريد العديد من المباريات، بسبب بعض الأمور التكتيكية والتغييرات الغير منطقية، لكنه ليس السبب الأساسي أو الوحيد.

كارلو ظالم ومظلوم في الوقت نفسه، بينما بيريز لا يمكن أن نطلق عليه نفس التشبيه، فقد كان بإمكانه أن يصلح كل شيء قبل بداية الموسم.

كان بإمكان بيريز أن يخطط ببُعد نظر بفضل خبراته السابقة والتاريخية مع ريال مدريد، لكنه لم يفعل ذلك.