كيان محمد صلاح.. يخلق من الشبه أربعين!

كيان محمد صلاح.. يخلق من الشبه أربعين!

“يخلق من الشبه أربعين”، مثل شعبي عتيق وُلد بين أزقة الحارات المصرية، ورافق الأجيال جيلًا بعد جيل، يحكي عن العجائب الصغيرة التي تصنعها الأقدار حين تُعيد نسخ ملامح البشر عبر الأزمنة والأمكنة، واليوم، في زمن السرعة وصخب العالم الرقمي، يتجسد هذا المثل أمام أعيننا بصورة نادرة الحلاوة، كان بطلها محمد صلاح وابنته الصغيرة كيان.

الحديث عن الشبه بين الآباء والأبناء لم يكن يومًا مقتصرًا على تقاطع الملامح أو تماثل الابتسامة، بل طال دومًا أعمق من ذلك: الشغف، الطموح، النظرة للحياة، وحتى الطريقة التي يخوضون بها معاركهم اليومية.

في الوقت الذي يمضي فيه صلاح أيامه مكرسًا جهده لبناء إرث رياضي وإنساني، تترعرع كيان في ظل أبٍ استثنائي، تعلم منذ نعومة أظافرها أن النجاح ليس صدفة، وأن العظمة تُبنى حجرًا فوق حجر، تربيتها بجوار شخصية بقوة محمد صلاح قد تعني أن كيان ستكون مشبعة من صغرها بقيم الاجتهاد، الصبر، والاحترافية العالية.

كيان محمد صلاح

أب ومثل أعلى.. محمد صلاح مُلهم كيان

في لحظة دافئة، خالية من التصنع، نشر محمد صلاح عبر خاصية “القصص” على حسابه الرسمي بموقع إنستجرام صورة تجمعه بكيان، صورة بسيطة، بلا فلاتر مُبهرة أو إعدادات مُتكلفة؛ هو وكيان يبتسمان بتلقائية نادرة، تغمرها ملامح متطابقة تكاد تشعر معها أن الزمن أعاد رسم نجم ليفربول نفسه في نسخة أصغر وألطف.

ومع انطلاق الصورة، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي:
“نسخة منه!”
“حتى نظرة العين هي نفس النظرة!”
“كيان مش بس شبهه في الشكل.. أكيد هتطلع زيه في كل حاجة!”
هكذا تناقل الجمهور الصورة بكلمات مفعمة بالدهشة والمحبة، معتبرين أن كيان ليست مجرد “شبه” والدها، بل ربما ستكون امتدادًا روحيًا وإنسانيًا له.

ليس غريبًا أن نتساءل: هل نرى كيان في المستقبل لاعبة كرة قدم تسير على خطى والدها؟ رغم أن الأمر يبدو خياليًا بعض الشيء في مجتمع لم يعتد بعد على بروز النساء في ملاعب الساحرة المستديرة بالشكل الكافي، إلا أن العالم يتغير، والأحلام تتسع.

كيان تنمو اليوم في بيئة تفتح لها الآفاق، وتمنحها حرية الاختيار والدعم، سواء أرادت أن تمسك كرة قدم، أو تسير في طريق آخر تمامًا، وفي كل الأحوال، فإن الشبه بين الأب وابنته قد يتجاوز المظهر الخارجي، ليكون امتدادًا لرؤية حياة تصر على أن الإصرار، الحلم، والإبداع لا تورثها الجينات فقط، بل تصنعها البيوت.

حين ننظر إلى صورة محمد صلاح وكيان، لا نرى مجرد لقطة عابرة أو تقاطع ملامح، نرى قصة حب صامتة بين أب وابنته، رسالة ضمنية تقول: “أنا هنا، وسأكون ظلك حين تحتاجين الضوء، وسندك حين تهب العواصف”.