هبط وهو هابط.. كيليان مبابي يفشل في إدارة نادي كاين

في كرة القدم، لا يكفي أن تكون نجمًا عالميًا لتنجح خارج المستطيل الأخضر، هذه الحقيقة تتجلى بمرارة في تجربة كيليان مبابي، الذي فشل في أول مغامراته الإدارية، بعدما هبط نادي إس إم كاين الذي يمتلكه، رسميًا إلى دوري الدرجة الثالثة الفرنسي، لتنهار طموحات مشروع كان يُراد له أن يكون قصة نجاح جديدة في مسيرة بطل العالم.
ثمانية أشهر فقط كانت كافية لتحويل الحلم إلى كابوس، مبابي نجم صفوف ريال مدريد، رفقة عائلته، استحوذ على النادي العريق الذي يقع في نورماندي، وهو أحد الأسماء التاريخية في الكرة الفرنسية.
لكن النادي خاض موسمًا هو الأسوأ في تاريخه الحديث، فشل خلاله في تحقيق استقرار فني أو نتائج تُرضي جماهيره، ليتأكد هبوطه رسميًا يوم 18 أبريل بعد خسارة ثقيلة بثلاثية نظيفة أمام نادي مارتيغ، مع تبقي ثلاث جولات فقط على نهاية دوري الدرجة الثانية.
(المصدر:Gettyimages)
الهبوط لم يكن مجرد نتيجة رياضية، بل فضيحة إدارية، فقد وُجهت أصابع الاتهام نحو أسرة مبابي التي تمسك بزمام الأمور، وتحديدًا والدته فايزة العماري التي عينت زياد حمود رئيسًا للنادي، رغم انشغالاته المتكررة بأعماله الأخرى، ما ترك الفريق بلا قيادة حقيقية في لحظات مصيرية.
مشروع كيليان مبابي.. أول اختبار خارج المستطيل الأخضر
في خطوة مثيرة للجدل، تعاقد النادي مع المدرب البرتغالي برونو بالتازار، وهو اسم غير معروف على الساحة الفرنسية، لم يسبق له العمل في بيئة مشابهة، وسبق له الترحال بين الولايات المتحدة وبولندا وبلغاريا، لكن الرهان عليه لم يؤتِ ثماره، إذ غرق الفريق في دوامة من النتائج الكارثية خلال الشتاء، ما اضطر الإدارة لتغييره منتصف فبراير.
“لم يصل إلى هنا من أجل كأس الملك، بل من أجل كبرياء مدريد وتاريخه”🤯
من ركلة ثابتة، كيليان مبابي يسدد بدقة ليعلن أول أهداف ريال مدريد في كلاسيكو نهائي الكأس⚽🔥
ريال مدريد 1 × 1 برشلونة
#ريال_مدريد_برشلونة
#CopaDelRey | #SSC
pic.twitter.com/rRFpjwv7Qi— SSC (@ssc_sports) April 26, 2025
حين تولى الفرنسي ميشيل دير زاكاريان المهمة، كانت سفينة كاين قد بدأت تغرق بالفعل، المدرب البالغ من العمر 62 عامًا، أعلن رسميًا رحيله عن الفريق بنهاية الموسم، قائلًا: “جئتُ هنا لتحقيق النجاح، لكننا فشلنا. أتحمّل المسؤولية وأعتذر للجماهير. لم أقرر الاعتزال، لكنني لن أستمر في قيادة الفريق بدوري الدرجة الثالثة، الأمور هناك مختلفة ومعقدة“.
كلامه كان بمثابة إعلان رسمي عن انتهاء المشروع الفني، واعتراف من الداخل بأن الأمور خرجت عن السيطرة.
في مقابلة حديثة مع صحيفة Ici Normandie، أكدت فايزة العماري أن النادي يبحث حاليًا عن مدرب يمتلك خبرة واسعة في دوري الدرجة الثالثة، مشيرة إلى أن “الكرة في هذا المستوى لها قواعد مختلفة تمامًا”، كما قالت إن على النادي أن يُعيد ابتكار نفسه، مثلما فعلت أندية مثل ستراسبورغ ولانس وحتى بوردو، التي لعبت في درجات أدنى لكنها احتفظت بجماهيريتها.
Mi nueva casa. ¡Hala Madrid! 🏟️😍😃 @realmadrid pic.twitter.com/2XWvNTgNqQ— Kylian Mbappé (@KMbappe) July 17, 2024
هذه النكسة تمثل أول اختبار واقعي لكيليان مبابي في عالم الإدارة والاستثمار الرياضي، النجم الفرنسي، المعروف بسرعته ومهاراته الحاسمة، وجد نفسه هذه المرة في ميدان لا تُجدي فيه الأهداف ولا التمريرات، بل تتطلب رؤية، تخطيط، وفهم دقيق لمنظومة معقدة.
وإن كان الطموح مشروعًا، فإن الخطأ الأكبر تمثل في خوض كيليان مبابي التجربة دون تجهيز البنية الإدارية أو توفير الكفاءات القادرة على تحمّل الضغط، وهو ما ظهر بوضوح في اختيارات المدربين وطريقة التعامل مع الأزمات.
إحصائيات نجوم ريال مدريد