بيبي ماروتا.. عقل إنتر ميلان المدبر الذي صنع عملاقًا لا يستسلم!

وصول إنتر ميلان إلى نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية خلال ثلاث سنوات لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة عمل إداري كبير قادته إدارة النيراتزوري خلال السنوات الماضية. ولكن خلف كل هذا النجاح، هناك رجل واحد يستحق نصيب الأسد من الفضل: بيبي ماروتا.
ماروتا، البالغ من العمر 67 عامًا، هو الآن رئيس نادي إنتر ميلان، لكن ما يعيشه الفريق اليوم هو نتيجة لعمل بدأ منذ سنوات، حين شغل ماروتا منصب المدير التنفيذي للنادي.
وبعد أن فشلت الإدارة الصينية في سداد القروض لشركة “أوكتري”، استحوذت الأخيرة على ملكية النادي، وأعلنت تعيين ماروتا رئيسًا لإنتر بعد فترة طويلة من إدارته التنفيذية الناجحة.
رحلة ماروتا إلى قلعة إنتر ميلان
في ديسمبر 2018، قرر إنتر ميلان الشروع في مشروع جديد يهدف إلى إعادة النادي لزعامة الكرة الإيطالية. حينها كان يوفنتوس يهيمن على المشهد المحلي بشكل كامل، لعقد من الزمان.
فكان القرار بضم ماروتا، الرجل الذي شارك في صناعة مجد يوفنتوس الحديث، ليقود التحول الكبير في إنتر. لم يكن التعاقد مع شخصية تقليدية، بل مع عقلية إدارية مجربة وناجحة.
سريعًا، ظهرت آثار قراراته، وبدأ الفريق في التحول من منافس تقليدي إلى مرشح حقيقي للقب الدوري الإيطالي.
خطوات بناء المشروع.. تفكيك وإعادة تركيب
بدأ ماروتا بتفريغ الفريق من اللاعبين الذين لا يشكلون قيمة حقيقية للمشروع، واستبدلهم بعناصر شابة تمتلك الحافز والرغبة في التطور. ثم جاءت خطوة المدرب، فاختار المخضرم أنطونيو كونتي، أحد شركائه السابقين في نجاح يوفنتوس.
وبالفعل، قاد كونتي إنتر لتحقيق لقب “السكوديتو”، منهياً سنوات من الصمت، وكاسرًا هيمنة يوفنتوس، لتبدأ رحلة إنتر التاريخية نحو الزعامة.
الرهان على إنزاجي
بعد رحيل كونتي الصاخب، كان لا بد من اختيار مدرب جديد قادر على مواصلة المشروع بنفس الروح. لكن ماروتا اختار مفاجأة: سيموني إنزاجي، المدرب الهادئ الذي لا يُشبه كونتي.
وكان قد أثبت كفاءته مع لاتسيو، لكنه يختلف كليًا عن سلفه، بشخصية هادئة وأسلوب تدريبي أكثر توازنًا وأقل انفعالًا. ورغم الشكوك، نجح إنزاجي في تجاوز التوقعات، وقاد الفريق إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في 2023، قبل أن يخسر أمام مانشستر سيتي.

لكن المشروع لم يكن قائمًا على لقب أو اثنين، بل على الاستمرارية. وبعد عامين، يعود إنزاجي من جديد إلى نهائي الأبطال، في محاولة لتحقيق ذات الأذنين لأول مرة في مسيرته.
كما أن ماروتا يريد أن يحقق مع إنتر ما لم يتمكن من تحقيقه مع يوفنتوس على المستوى القاري، ليصبح بيبي ماروتا رمز النجاح الحقيقي للنيراتزوري، والرجل الغامض الذي يأخذ الأندية إلى حيث تحلم أن تكون.