مصائب قوم عند قوم فوائد.. صلاح الأقرب للكرة الذهبية 2025 بسبب دموع رافينيا

في بعض الأحيان؛ لا يُسجل الهدف دومًا بالقدم، أحيانًا تسجله الأقدار، وأحيانًا يكون الحسم ليس في الملعب، بل في لحظة بكاء… لحظة دموع رافينيا التي ربما كتبت أول سطر في قصيدة تتويج محمد صلاح بالكرة الذهبية.
في سهرة السادس من مايو، وعلى وقع أنفاس مشجعي البلوجرانا، تلقّى برشلونة ضربة موجعة أمام إنتر ميلان، في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
كانت مباراة ملحمية، صعد فيها الإنتر إلى النهائي بعد الفوز بنتيجة 4-3 في الوقت الإضافي، وفي قلب هذه العاصفة، كان رافينيا يُقاتل كأن الكرة الذهبية خلف مرمى الإنتر، لكن الحلم تبخر مع صافرة النهاية.
سقط رافينيا على الأرض، ليس كخاسر لمباراة، بل كمن خسر سباقًا كان متصدره؛ 11 هدفًا في دوري الأبطال، تمريرات ساحرة، لياقة ذهنية وفنية عالية..
كل شيء كان مثاليًا حتى لحظة السقوط، وها هو اليوم يبتعد خطوة ضخمة عن منصة البالون دور.
في أنفاس قاهرة.. الفرعون يبتسم
في الجهة الأخرى من البحر، يقف محمد صلاح، بعينين لا تنامان عن المجد؛ موسم ناري قدّمه نجم ليفربول: 33 هدفًا، 22 تمريرة حاسمة، وقيادة حديدية لفريق تُوّج بالدوري الإنجليزي الممتاز في لحظة درامية.
🚨 Raphinha: “We will come back stronger”.
“We continue together. This season is not over yet. Every day that passes, I feel more proud to wear these colours. Proud of this team. Visça Barça”. pic.twitter.com/B1L7R9IZXQ— Fabrizio Romano (@FabrizioRomano) May 7, 2025
خرج من دوري الأبطال مبكرًا؟ نعم، لكن أحيانًا، يكفي أن تكون سيد الساحة المحلية لتكسب قلوب المصوّتين.
وربما أهم ما في صلاح هذا الموسم، أنه لم يكن مجرد هداف، بل كان روحًا تسكن الفريق، لاعب حمل ليفربول على كتفيه وسط كل العواصف، والأهم؟ أن الوقت يعمل لصالحه.
دموع رافينيا.. مياه تسقي شجرة المجد لصلاح؟
كما يقول المثل: “مصائب قوم عند قوم فوائد”، فبينما تجف دموع رافينيا، تزهر آمال صلاح، ليس شامتًا، بل محارب ينتظر أن تفتح له الأبواب بعد أن أغلقها القدر على غيره.
ولأن الكرة الذهبية لا تُمنح فقط لأجمل هدف، بل لأكثر من يروي الموسم بحضوره، فإن بقاء صلاح في الصورة لا يرتكز على الحظ، بل على ثقل اسمه، ومسيرته، واستمراريته.
لا تصفه الكلمات ❤️🇪🇬 pic.twitter.com/DgOrH7evGm— نادي ليفربول (@LFC_Arabic) May 2, 2025
لقد كان هنا عامًا بعد عام، ومع كل موسم يتحدى القانون المكتوب: أن السن تقتل السرعة، صلاح يكذب هذه القاعدة كل أسبوع.
رغم وصول أرسنال إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا وتنافُسه حتى الرمق الأخير على لقب الدوري الإنجليزي، إلا أن أسماء لاعبيه لم تتردد كثيرًا في بورصة الكرة الذهبية. ساكا، أوديجارد، ديكلان رايس؟ أسماء لامعة، نعم، لكن لم يفرض أحدهم نفسه كأيقونة فردية للموسم.
إذا كان هناك من يُمكن أن يعكّر صفو الحلم المصري، فهو عثمان ديمبيلي. الجناح الفرنسي عاد من بعيد هذا الموسم، وتألق مع باريس سان جيرمان بشكل لافت، خاصة في دوري الأبطال. لم يكن هدّاف البطولة، لكنه كان صانعًا فارقًا في مباريات كبرى، وقاد فريقه إلى نصف النهائي أمام ليفربول سابقًا.
رافينيا لن يخرج من السباق نهائيًا، لكن زلته جاءت في توقيت قاتل، الكرة الذهبية تُحب الأبطال الأوروبيين، وصلاح فقد هذا السلاح، لكن في ظل تراجع منافسين آخرين، وموسم مبهر محليًا، تبدو الحظوظ متقاربة.
وإن كان المجد يُكتب بالحبر الذهبي، فإن صلاح هذا الموسم أمسك بالقلم جيدًا.. السؤال الآن: هل سيسمح له رافينيا (والتصويت) بأن يُتم الصفحة الأخيرة؟
إحصائيات نجوم الدوري الإنجليزي