هانز فليك عقدة ريال مدريد؟ كلاسيكو واحد يساوي الثلاثية أو لا شيء

يقولون: “السعادة في الرحلة وليست في الوصول”، لكن في كرة القدم، السعادة غالبًا ما تتحقق عند بلوغ النهائيات ومعانقة الكؤوس. ربما يشعر عشاق برشلونة أن دماء الشغف بدأت تتجدد في عروقهم مع قدوم الألماني هانز فليك، فالشغف في عالم كرة القدم لا يُختزل فقط في التتويج، بل ينبض في كل تفصيلة من تفاصيل الرحلة… حتى وإن لم تنتهِ بنهاية سعيدة.

ولكن، ماذا لو اكتشف الجميع أنهم كانوا تحت تأثير وهم جميل؟ وماذا لو كانت “الرحلة” عبارة عن غشاوة على العيون سببها سحر طويل، ليُدركوا حينها أن السعادة الحقيقية ليست في الرحلة.. بل في الوصول؟.

هانز فليك، الألماني الذي يحمل شغفًا يعانق السماء، جاء ليعيد برشلونة إلى مجده القديم. اقترب من كتابة فصل ذهبي جديد في تاريخ النادي الكتالوني، بعدما أحدث ثورة تكتيكية مبنية على انضباط ألماني صارم، إن خالفت قواعده تعرضت لعقوبة شديدة، وكأنه قاعد عسكري يقود جبهة قتال في حرب!، كل تلك التفاصيل مع شغف كتالوني أحيا الروح في الجماهير التي عادت لتحلم بثلاثية… كادت أن تتحول إلى ثلاثية تاريخية.

حتى الآن، استطاع فليك أن يُهدي برشلونة لقبي السوبر الإسباني وكأس الملك، وكلاهما على حساب الغريم الأبدي ريال مدريد. والآن، يقف الفريق على أعتاب كلاسيكو ثالث، قد يكتب اللقب الثالث ويضع حجر الأساس لأسطورة جديدة في موسمه الأول.. والمفاجأة أن اللقب الثالث سيتم خطفه من الغريم اللدود أيضًا، وإما قد يتلاشى الحلم في لحظة، كما هي كرة القدم التي لا تمنح الوعود، ولا تعترف بالضمانات.

أن تكون بطلًا للثلاثية التاريخية.. أو لا شيء

قصة حزينة كُتبت سطورها الأولى في سان سيرو، حيث ملعب إنتر ميلان. مباراة يمكن وصفها بالتاريخية، أو حتى الأسطورية، بكل عبارات التفخيم الممكنة.. نهائي مبكر جمع إنتر ميلان وبرشلونة في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2025، في مواجهتين شهدتا 13 هدفًا، ولم تهدأ فيهما الكرة ولا القلوب لدقيقة واحدة.

ملحمة كروية لا تأتِ عالمنا إلا مرة كل 100 عام، رفعت شعار: “مش هتقدر تغمض عنيك”، من فرط المتعة والإثارة التي أصبحت نادرة في مباريات كرة القدم مؤخرًا.

لكن الكابوس كان من نصيب “فليك”، والحظ ابتسم لـ”إنزاجي”. حيث تأهل إنتر إلى نهائي دوري الأبطال ليواجه باريس سان جيرمان، بينما غادر فليك مجددًا البطولة دون أن يلمس برشلونة ذات الأذنين حتى!

والكابوس هنا ليس فقط في الخروج، بل في ضياع حلم الثلاثية التاريخية الذي كان قاب قوسين أو أدنى من التحقق. فلقبي السوبر الإسباني وكأس الملك، إن أضيف إليهما دوري الأبطال، ستكون الثلاثية أعظم… أما إذا أضيفت إليهما الليغا فقط؟ فالقصة تختلف كثيرًا.. فهل ينجح فليك في الانتقام من كابوس سان سيرو في كلاسيكو مونتجويك؟.

الكلاسيكو كلمة السر.. حلم قد يصبح كابوس يابرشلونة!

برشلونة الذي كان يعاني الأمرين مع تشافي هيرنانديز في الموسم الماضي 23/24، الآن يمكنه أكل الأخضر واليابس مع هانز فليك.. بنفس العناصر وأغلبهم من الشباب.

ليس فقط لأنه خط من غريمه اللدود؛ ريال مدريد لقبي كأس السوبر الإسباني وكأس الملك هذا العام! لكن هل تتخيل أن هانز فليك يقود حاليًا سلسلة انتصارات متتالية في الكلاسيكو مع برشلونة ضد ريال مدريد؟

3 انتصارات متتالية في الكلاسيكو في موسم واحد بدأت في أكتوبر 2024 ومستمرة حتى الآن، حقق في مباراتين منهم لقبين! ويمكن أن يضع اللقب الثالث في خزينته إذا فاز بالمواجهة الرابعة.

علمًا بأن برشلونة لم يحقق 4 انتصارات متتالية أو أكثر سوى مرة واحدة في تاريخ الكلاسيكو، كان ذلك في الفترة ما بين ديسمبر 2008 و نوفمبر 2010، عندما حقق 5 مباريات متتالية تحت قيادة المخضرم بيب جوارديولا.

هل يصبح هانز فليك عقدة ريال مدريد؟

تخيل أن مباراة واحدة.. 90 دقيقة فقط قد تؤكد نظرية أو تنفيها تمامًا، هل يصبح هانز فليك عقدة لريال مدريد بسبب انتصاراته المتتالية في الكلاسيكو؟ هل يُعيد للأذهان ما فعله الجيل الذهبي للبلوجرانا مع بيب جوارديولا قبل 15 عامًا؟

برشلونة سبق وحقق سلاسل متتالية من الانتصارات في الكلاسيكو ضد ريال مدريد لمدة 3 مباريات فقط في أكثر من مناسبة على مر تاريخ الكلاسيكو، لكن لم يحقق من قبل إلا سلسلة متتالية وحيدة من الانتصارات تتكون من 5 مباريات أكثر من أي سلسلة أخرى له.

وإذا فعلها هذه المرة سيقود فريقه لتحقيق لقب الدوري الإسباني مُجددًا، حيث سيكون قريبًا أكثر من أي مرة سابقة من اللقب، بعدما ابتعد العام الماضي عن منصات التتويج لصالح ريال مدريد.

في الوقت نفسه، سيصبح هانز فليك بمثابة عقدة لـ ريال مدريد وتحديدًا الجيل الذي يغلبه عنصر الشباب في ظل وجود كيليان مبابي وجود بيلينجهام وفينيسيوس ورودريجو، وربما ينضم لهم ترينت ألكسندر أرنولد في الموسم القادم.

هانز فليك وثأر جديد في الكلاسيكو على ملعبه

منذ قدوم هانز فليك إلى برشلونة وكل ما يفعله هو أخذ ثأر فريقه من كافة الخصوم الذين فازوا على الفريق بنتائج كبيرة في المواسم الماضية!

في الليجا حدث ولا حرج، يمكنك سؤال جيرونا وفالنسيا عما حدث لهم هذا الموسم من كتيبة هانز فليك، وفي دوري الأبطال ربما بنفيكا وبايرن ميونخ عندما ودعوا البطولة على يده عرفوا قيمته.. والآن حان موعد ثأر جديد.

تخيل أن في آخر 5 مباريات كلاسيكو على ملعب برشلونة، لم يفز إلا في مباراة وحيدة كانت في مارس 2023.. فهل يكسر هانز فليك اللعنة التي صنعها الغريم الأبدي؟

نتائج آخر 5 كلاسيكو على ملعب برشلونة

28 أكتوبر 2023: برشلونة 1-2 ريال مدريد

19 مارس 2023: برشلونة 2-1 ريال مدريد

24 أكتوبر 2021: برشلونة 1-2 ريال مدريد

24 أكتوبر 2020: برشلونة 1-3 ريال مدريد

18 ديسمبر 2019: برشلونة 0-0 ريال مدريد

ريال مدريد سيدها.. أطول سلاسل انتصارات متتالية في الكلاسيكو

يعتبر الفريق الملكي هو سيد السلاسل المتتالية في الانتصارات في مباريات الكلاسيكو، حيث فعل ذلك في 8 مناسبات سابقة، كانت أكبر سلسلة انتصارات متتالية في الفترة ما بين 1962 وحتى 1965 بـ 7 انتصارات.. وآخرها كان في الفترة ما بين أبريل 2023 وحتى أبريل 2024 بـ 4 فوز متتالي فقط.

أما برشلونة.. فقد حقق 7 سلاسل انتصارات متتالية في الكلاسيكو، آخرها السلسلة المستمرة الحالية التي بدأها في أكتوبر 2024، لكن أكبر سلسلة فوز متتالي قدمها برشلونة كان في عهد جوارديولا في الفترة ما بين ديسمبر 2008 وحتى نوفمبر 2010.

ماذا لو حلم الثلاثية أصبح لا شئ؟

ماذا لو خسر برشلونة كل شيء في أسبوع واحد فقط؟ ماذا لو تحولت الثلاثية إلى كابوس وانتهت الأحلام؟

خسارة الكلاسيكو ضد ريال مدريد لن تفعل أي شيء سوى جعل الفارق بين الملكي وبرشلونة نقطة وحيدة، وسيظل الأخير في صدارة الجدول بـ 79 نقطة.

لكن إذا فقط هانز فليك السيطرة على غرفة الملابس، ولم يقدر على تشتيت أفكارهم وأحزانهم التي ظهرت على جميع اللاعبين من أصغرهم يامال وحتى ليفاندوفسكي وتشيزني بعد توديع دوري أبطال أوروبا ضد إنتر ميلان.. سيكون موسم هانز فليك مع برشلونة مؤلم للغاية.

ثورة تكتيكية من العيار الثقيل حدثت، كل شيء تغيّر.. حتى الأطفال في برشلونة منذ عامين صاروا نجوم، أصبحت الكرة تعشق أقدامهم، تجلس لمتابعتهم ولا تمل منهم! تجدد الشغف حتى عادت جماهير برشلونة تحلم وتُساوم على الفوز بالألقاب.. وإذا خسر برشلونة الليجا ياعزيزي بعد خسارة أبطال أوروبا بأيام ربما تستفيق عشاقه من مفعول السحر لتؤكد لنا جميعًا أن السعادة ليست في الرحلة بل في الوصول ومعانقة الألقاب.