من سيبكي على أنشيلوتي بعد رحيله عن ريال مدريد؟

من سيبكي على أنشيلوتي بعد رحيله عن ريال مدريد؟

الوداع هو واحد من أصعب اللحظات التي يمر بها أي شخص، لكنه في عالم كرة القدم قد يحمل حسابات مختلفة قليلًا، فقد لا نجد حزنًا كبيرًا على وداع مدرب لناديه إلا في حالات نادرة جدًا، مثل حالة السير أليكس فيرجسون مع مانشستر يونايتد.

فهو رجل قضى سنوات طويلة من عمره مع نفس النادي وحقق إنجازات تاريخية عديدة، وحتى عندما قرر الرحيل اعتزل مهنة التدريب، وظل كرحالة يكتفي بحضور مباريات الفريق فقط، وبالطبع هناك قصص مؤثرة أخرى ولكن قد لا تصدق أن الأمر ذاته ينطبق على الإيطالي كارلو أنشيلوتي.

ذلك لأن أنشيلوتي، بالرغم من تاريخه الحافل والمليء بالتجارب مع كبار أندية أوروبا في الدوريات الخمسة الكبرى، وحصده العديد من البطولات طوال مسيرته، لم يستمر مع أي نادٍ لفترات طويلة تُنشئ علاقة قوية بجماهيره ولاعبيه.

فأغلب تجارب كارلو التدريبية كانت تمتد من عام إلى عامين أو ثلاثة، باستثناء فترته مع ميلان التي استمرت 8 سنوات من 2001 إلى 2009، وولايته الثانية مع ريال مدريد التي امتدت لأربع سنوات من 2021 حتى عام 2025 الجاري.

صورة من الحساب الرسمي لـ”ريال مدريد” على تويتر

جاتوزو بكى من أجل أنشيلوتي

وبالرغم من ذلك، فإن أنشيلوتي يملك العديد من القصص المؤثرة في كرة القدم مع الأندية التي تولى تدريبها، بل إن هناك الكثير من اللحظات المؤثرة والدموع التي سقطت عند وداعه، دون النظر إلى عدد السنوات التي قضاها في كل ناد.

ففي عام 2001، تعاقد نادي ميلان مع أنشيلوتي لتولي مهمة تدريب الفريق، حيث جاء في جيل تاريخي للعملاق الإيطالي مليء بالنجوم، وعمل مع واحد من أقوى وأهم رؤساء الأندية في التاريخ وهو سيلفيو برلسكوني.

كان ميلان في تلك الفترة يضم عددًا من أساطير كرة القدم، وكان من أبرز هؤلاء النجوم جنارو جاتوزو نجم دفاع الفريق ومنتخب إيطاليا، والذي كان يشتهر بصرامته وطباعه الحادة، لكن هذا الأمر اختلف مع أنشيلوتي، الذي قرر تغيير مركزه واستغلال قوته الجسدية في خط الوسط الدفاعي.

ونجح المدرب الإيطالي في كسب ثقة جميع اللاعبين، وكون علاقة قوية معهم، خاصة مع جاتوزو، الذي شعر بسعادة كبيرة في مركزه الجديد، وقاد أنشيلوتي الفريق للفوز بـ8 ألقاب، من بينها لقبا دوري أبطال أوروبا، ولقب الدوري الإيطالي، وغيرها.

جنارو غاتوزو - ميلان
جنارو غاتوزو – ميلان
(المصدر:Gettyimages)

وكل ذلك دفع جنارو جاتوزو إلى البكاء في غرفة ملابس ميلان بعد إعلان رحيل كارلو، حسب ما ذكرته الصحف الإيطالية، في مشهد أثار الدهشة أن صاحب القلب القاسي يبكي على رحيل مدربه.

أنشيلوتي الذي أبكى رومينيجه

ثم في عام 2016، تولى أنشيلوتي مهمة تدريب بايرن ميونخ، ولم يستمر سوى عامًا واحدًا، حصد خلاله 3 ألقاب، وهي الدوري الألماني مرة واحدة، وكأس السوبر الألماني مرتين.

وبالطبع عام واحد لا يكفي لتنشأ روابط قوية بين أنشيلوتي وجماهير بايرن ميونخ أو لاعبيه، ولكن بالرغم من ذلك، خرج كارل هاينز رومينيجه، الرئيس التنفيذي للنادي البافاري، بتصريحات لاحقًا أكد خلالها أنه بكى عندما اضطر إلى إقالة كارلو من تدريب الفريق.

اللاعب الذي أبكى أنشيلوتي

ومن المعروف عن أنشيلوتي أنه مدرب عاطفي بدرجة كبيرة، وتجمعه علاقات قوية باللاعبين الذين يعمل معهم. ورغم ذلك، لم تنتشر عنه الكثير من القصص التي تظهر بكاءه بسبب لاعب، حتى عند وداعه للألماني توني كروس، لاعب وسط ريال مدريد، لحظة اعتزاله، لم تسقط منه دمعة واحدة، على عكس نجله دافيد.

لكن المفاجأة كانت أن المدرب الإيطالي بكى بالفعل عند رحيل أحد نجوم ريال مدريد، وهو البرازيلي كاسيميرو لاعب وسط الفريق السابق ومانشستر يونايتد الحالي.

فقد قال كاسيميرو عقب رحيله عن ريال مدريد في صيف 2022 في مقابلة صحفية: “بعد انتهاء عقدي مع مانشستر يونايتد، دخلت مكتب أنشيلوتي وبدأ بالبكاء. كانت تلك هي المرة الوحيدة التي شككت فيها في رحيلي عن مدريد”.

الدور على ريال مدريد

قد لا يكون أنشيلوتي من المدربين المحبوبين جماهيريًا، حتى بين مشجعي الفرق التي دربها، لكنه من أكثر المدربين تأثيرًا في تاريخ اللعبة، ومن أنجحهم، ولم تُعرف عنه أي خلافات تُذكر مع من عمل معهم، وقد ظهر ذلك في بكاء وحزن بعض الأشخاص على رحيله، ممن لم يكن من المتوقع تأثرهم بأي شيء في الأساس، بسبب صلابتهم.

والآن يقترب كارلو من نهاية مسيرته مع ريال مدريد، حيث سيرحل عن الفريق بنهاية الموسم الحالي، فهل من المتوقع أن يبكي عليه أحد داخل الميرينغي بعد كل هذه المدة؟ ومن سيكون ذلك الشخص؟