بأمجاد 2010.. لاعب وحيد استدعاه إنتر ميلان من الماضي ضد برشلونة

توجد لدى كل شخص حالة ارتباط بالماضي، ويفكر البعض أحيانًا في استعادة بعض الأمور القديمة وتحسينها في الحاضر، فإذا كانت تلك الأشياء جيدة فقد تصبح رائعة أو حتى ممتازة، وهذا بالضبط ما فعله إنتر ميلان في بطولة دوري أبطال أوروبا.
بالطبع لا يمكننا استرجاع شيء من الماضي حرفيًا ولم يفعل إنتر ميلان ذلك بالمعنى المباشر، لكن شاءت الأقدار أن يمتلك الفريق شيئًا مميزًا بل ولاعبًا واحدًا عاد بروحه في واحد من اللقاءات التاريخية لعملاق إيطاليا في دوري أبطال أوروبا.
فكما تابع الجميع، حقق إنتر ميلان فوزًا مثيرًا على برشلونة في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا يوم الثلاثاء الماضي، 6 مايو 2025، وتأهل إلى النهائي بنتيجة 7-6 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب.
ورغم أن لقاء الإياب كان واحدًا من أعظم مباريات البطولة، فإن مباراة الذهاب لم تكن أقل أهمية أو إثارة، وفي كلتا المباراتين، أجمع الجميع على لاعب واحد كان له تأثير كبير في النتيجة، بل يمكن القول إنه كان العامل الحاسم في التأهل.
يان سومر يعيد أمجاد سيزار ولقاء 2010
هذا اللاعب هو السويسري يان سومر حارس مرمى فريق إنتر ميلان، الذي أكد الجميع أنه كان أحد الأسباب الرئيسية في تأهل فريقه لنهائي دوري أبطال أوروبا على حساب برشلونة، وكان أحد أبطال موقعتي نصف النهائي.
وتألق سومر وتصدياته المذهلة في مباراتي برشلونة، يعيدنا إلى واحدة من أقوى وأهم مباريات دوري أبطال أوروبا على مر التاريخ، وللمصادفة كانت بين إنتر ميلان ضد برشلونة أيضا، وكانت في نصف النهائي ولكن عام 2010.
كانت هذه المواجهة لا تقل في قوتها عن مواجهة هذا العام، بل تفوقت عليها بميزة وجود مجموعة من الأساطير في كلا الفريقين، أمثال ليونيل ميسي وزلاتان إبراهيموفيتش وتشافي هيرنانديز وغيرهم في برشلونة ويقودهم بيب جوارديولا، وصامويل إيتو وويسلي سنايدر وتياجو موتا وغيرهم في إنتر ويقودهم جوزيه مورينيو.
ولكن وبالرغم من وجود الكثير من الأسماء المميزة في خطي الهجوم والوسط في الفريقين، برز اسم من الخطوط الخلفية خلال المواجهتين، وهو البرازيلي جوليو سيزار حارس مرمى إنتر ميلان.
فقد تألق سيزار بشكل لافت للأنظار في المباراتين، وبالتحديد في مباراة الإياب على ملعب كامب نو، فقد تصدى لكرة خطيرة جدًا وقوية من ميسي من خارج منطقة الجزاء.
والمصادفة أن سومر كان قد تصدى إلى كرة خطيرة في مباراة الإياب أيضا ولكن كانت على ملعب سان سيرو، وكانت من لامين يامال، الذي يصفه الجميع حاليًا أنه سيكون خليفة ليونيل في الملاعب.
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Bruno Torelly “Vegeta” (@0vegeta)
وفي النهاية فاز إنتر ميلان ضد برشلونة في نصف نهائي 2010، بنتيجة 3-2 بمجموع مباراتي الذهاب والإياب، وتأهل العملاق الإيطالي في ليلة تاريخية لنهائي دوري أبطال أوروبا، ليضرب موعدًا مع بايرن ميونخ.
وأقيمت المباراة النهائي بين إنتر ميلان وبايرن ميونخ، وواصل العملاق الإيطالي زحفه وتألقه، وفاز في اللقاء بنتيجة 2-0، وحصد لقب دوري أبطال أوروبا هذا العام وكانت المرة الأخيرة حتى وقتنا هذا.
الحاضر تفوق على الماضي
هذا اللقاء وتألق جوليو سيزار أعاده سومر إلى أذهان جميع مشجعي كرة القدم مرة أخرى، ولكن هنا قد تفوق الحاضر على الماضي بشكل كبير جدًا وهو ما أثبته الحارس السويسري في لقاء 2025.
ففي مواجهة برشلونة وإنتر ميلان في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2025، لم يتصد سومر لكرة أو اثنتان على مرماه، بل تصدى لـ14 تسديدة في مباراتي الذهاب والإياب.

ويعتبر هذا هو ثاني أكثر عدد تصديات في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا منذ موسم 2004/2005، وفقط يان أوبلاك حقق عدد أكبر حيث تصدى لـ 16سديدة مع أتلتيكو ضد بايرن ميونخ في موسم 2015/2016.
والآن فرصة سومر الحقيقية لإعادة الأمجاد كاملة وإثبات التفوق بشكل أكبر، في مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا التي ستجمع بين فريقي إنتر ميلان ضد باريس سان جيرمان، على ملعب أليانز أرينا، وهي أفضل فرصة للحارس السويسري يثبت خلالها تفوق الماضي على الحاضر بشكل كاسح، فهل سينتهز الفرصة؟