أبو العربي وصل.. فتاة لم تتعرف على يامال في الشارع وتطلب منه تصويرها (فيديو)

في لقطة كما لو أنها مشهد من فيلم كوميدي خفيف الظل؛ كان الشارع عاديًا، الناس تمشي في هدوء، ولا شيء يوحي بأن أحد أبرز لاعبي برشلونة، الشاب المعجزة لامين يامال، يتجول بين المارة كأي شخص آخر، دون حراس، دون موكب من الكاميرات، فقط خطوات هادئة وصمت ناعم لا يشبه صخب الملاعب.
بينما يامال يسير في الشوارع بهدوء، يترقب ملايين المشجعين في أنحاء العالم مباراة من العيار الثقيل، غدًا الأحد، 11 مايو 2025، تنطلق قمة لا تشبه سواها؛ ريال مدريد ضد برشلونة، على ملعب مونتجويك الأولمبي، في واحدة من أهم مباريات الموسم، وذلك في تمام الساعة الخامسة والربع مساءً بتوقيت القاهرة ومكة المكرمة.
الرهانات عالية، والتاريخ حاضر، برشلونة يتصدر الدوري بفارق أربع نقاط عن غريمه الملكي، والانتصار سيمنحه لقبًا معنويًا قبل أن يكون رسميًا، الفريق الكتالوني بقيادة هانز فليك، يدخل اللقاء بثقة الانتصارات السابقة في الكلاسيكوهات هذا الموسم، لكنه يجر خلفه خيبة الخروج الأوروبي أمام إنتر ميلان.
أما ريال مدريد، فقد وصل إلى لحظة الحقيقة؛ فريق كارلو أنشيلوتي لا يملك رفاهية التعادل أو التراخي، الفوز فقط قد يبقيه في دائرة المنافسة، رغم الغيابات المؤثرة التي يعاني منها، إنها لحظة يجب أن تكتب فيها الأقدام كل ما عجزت عنه الكلمات في الأسابيع الماضية.
براءة فتيات تتطلبن صورة من لامين يامال.. وتواضع الشاب
في قلب هذا المشهد، ظهرت مجموعة من الفتيات، ربما كن في نزهة أو خرجن لالتقاط بعض الصور، وبين ضحكاتهن وتساؤلاتهن، اقتربن من يامال، الذي كان يقف برفقة أصدقائه، لم يكن في بالهن أن هذا الشاب الأسمر، الذي تبدو عليه علامات الخجل الطفولي رغم ما صنعه من مجد كروي، هو اللاعب الذي تشاهد صوره في الإعلانات وتبث لمساته في المباريات على الشاشات.
طلبت منه إحدى الفتيات أن يلتقط لهن صورة، رد بابتسامة، رفع الهاتف وبدأ في التصوير دون أن يظهر أي ممانعة، وكأن الأمر معتاد بالنسبة له، ثم نظرت إليه فتاة وسألته وقد علت وجهها علامات الحيرة: “أنا حاسة إني أعرفك… هو اسمك لامين؟”؛ أجابها بهدوء وبملامح نصف جادة، نصف مازحة: “لا، اسمي ريان”.
View this post on Instagram A post shared by 365Scoresarabic (@365scoresarabic)
تلك اللقطة تُذكرنا بمثلها في أحد أشهر الأفلام المصرية ذات الطابع الكوميدي، “السيد أبو العربي وصل”، حينما التقى أبو العربي أحد الأشخاص بعدما أصبح رجل أعمال شهيرًا، وطلب منه هذا الشخص صورة، فاعتقد أبو العربي أنه يطلب منه صورة معًا، لكنه اتضح أنه يطلب من أبو العربي تصويره لا صورة معه، وهو تمامًا مع حدث مع لامين باعتباره شخصًا “عاديًا” لا يرغب أحد بالتأكيد في الاحتفاظ بصورة معه!
وبينما واصل حديثه الودي معهن، أكملت الفتيات طريقهن دون أن يصرخن أو يطلبن توقيعًا أو حتى صورة معه، لا لأنه لا يستحق، بل لأنه اختار ألا يكشف أوراقه، ومضى كأي مار في الطريق، في مشهد يستحق التوقف أمامه كثيرًا.
ما حدث مع يامال ليس فقط قصة طريفة تُروى، بل شهادة على شخصية اللاعب الذي لا يركض فقط خلف الكرة، بل يعرف كيف يمشي وسط الناس دون أن يشعرهم بأنه مختلف، لقطة تصلح أن تُعلّق على جدار مكتبه لاحقًا حين يكبر، ليبتسم كلما تذكر أنه كان يومًا “ريان” في عيون لا تعرف من هو.
ويبدو أن الاسم الحقيقي الوحيد الذي لم تفقده تلك الفتيات هو حدسهن، فإحداهن شعرت بأنها تعرفه، ربما رأت لمحة من وجهه في إعلان ما، أو صدفة في مقطع قصير على هاتفها، أو مجرد حدس بناتي عابر لكنه لم يخذلها، لم تتأكد، لكنها سألت، لم تصر، لكنها لم تُخطئ تمامًا، هذا هو صدى اسم لامين يامال، يلامس العابرين حتى إن لم يكونوا من جمهور المستديرة.
إحصائيات مواهب الدوري الإسباني