هزار مصري بين محمد صلاح وزملائه في ليفربول

هناك شيء لا يُدرّس في الكُتب والمجلدات، ولا يُقاس في جداول الأداء أو التحليلات الفنية، لكنه يصنع الفارق في أجواء الفريق، ويترك أثرًا في النفوس لا يُنسى، إنه “الهزار” المصري، الممزوج بخفة الدم، وروح الدعابة التي تعرف كيف تتحرك في المساحات بين الجدية والراحة، وفي ليفربول، لا أحد يُجيد تصديره مثل محمد صلاح.
محمد صلاح، الذي اعتاد أن يكون قدوة في الاحتراف، لا يتخلى أبدًا عن جانبه الإنساني، وكأنه يعرف جيدًا أن كرة القدم ليست فقط ما يحدث في التسعين دقيقة، بل ما يبنيه اللاعب في علاقته بزملائه، وما يزرعه من أجواء تمنح الفريق خفة في الحركة وثقة في النفس.
الهزار المصري يتميز بأنه غير متكلف، متدفق كالنيل، يلمس القلب قبل أن يصل للأذن، هذه الروح يزرعها صلاح يومًا بعد يوم في تدريبات ليفربول، في النفق قبل الدخول للمباريات، في غرف الملابس، وحتى على مقاعد البدلاء، وهو ما يجعل علاقته بزملائه أكثر من مجرد زمالة احترافية.
محمد صلاح.. روح مصر المرحة داخل ليفربول
مشهد بسيط لكنه مليء بالمعاني، ظهر في فيديو رسمي نشره الحساب الرسمي لنادي ليفربول عبر منصة “إكس”، حيث دخل صلاح في نوبة من المزاح والضحك مع زملائه خلال التدريبات، بطريقة بدت وكأنها قادمة مباشرة من شوارع نجريج أو أزقة القاهرة.
الفيديو يُظهر لاعبًا لا يحمل فقط أرقامًا وأهدافًا، بل يحمل في قلبه حارة مصرية وروحًا قادرة على تحويل أكثر اللحظات صرامة إلى مساحة للضحك وتبادل الطاقة الإيجابية، حيث حرص اللاعب المصري على القيام بحركة “طرقعة الإصبع” في خلفية رأس زملائه مثل ترينت ألكسندر أرنولد، وكذلك روبرتسون.
Mischievous Mo 👀😅 pic.twitter.com/9BBi4ZejE7— Liverpool FC (@LFC) May 9, 2025
واللافت أن زملاءه في الفريق لا يقاومون هذا المزاج المصري، بل يتجاوبون معه، وكأنهم ينتظرون تلك اللحظات التي يفتح فيها صلاح نافذة من الضحك على هامش يوم شاق.
من يعرف المصريين عن قرب يدرك أن الدعابة عندهم ليست مجرد نكتة، بل وسيلة للمقاومة، للتعبير، ولإضفاء البهجة في أكثر الظروف صعوبة.
محمد صلاح لا يبتعد عن هذا السياق، بل يستخدم نفس الأداة ليبني أجواء إيجابية داخل غرفة ملابس يعجّ فيها الضغط والتنافس، هو يوزّع الضحك بنفس الدقة التي يوزع بها الكرات على الأطراف.
إحصائيات نجوم الدوري الإنجليزي