كواليس صورة محمد صلاح على سفينة أبحاث التنوع البيولوجي وعلاقتها بمستقبله

في مدينة ليفربول، لا تمر لحظة دون أن تُمحص وتُقرأ بين السطور، خاصة إن كانت تتعلق بالنجم المصري محمد صلاح، الرجل الذي حوّل نفسه من جناح سريع إلى رمز عالمي، ومن صفقة واعدة إلى أيقونة لا يمكن للريدز تخيّل الحياة من دونه.
مع اقتراب نهاية عقد الملك المصري، الحالي، ومع غياب أي إعلان رسمي بشأن تجديده، أصبح مستقبل صلاح لغزًا متداولًا بين الجماهير، وعنوانًا يوميًا في الصحف، ففي الأيام الأخيرة، انتشرت صورة لصلاح وهو يقف مبتسمًا وسط طاقم تصوير، مرتديًا زي ليفربول الكامل، على متن سفينة أبحاث راسية في منطقة ألبرت دوك الشهيرة.
الصورة التي التُقطت تحت سماء ميرسيسايد الرمادية لم تكن عادية، لم يرفقها النادي بأي تعليق رسمي، ولم يُعرف في البداية سياقها، ما فتح أبواب التكهنات على مصراعيها، الجماهير التي تترقب خبرًا بشأن مستقبله ربطت سريعًا بين الصورة وتجديد العقد، خاصة مع قرب انتهاء الموسم.
البعض رأى فيها تلميحًا، والبعض الآخر اعتبرها إعلانًا مبطنًا، أو على الأقل تمهيدًا لخبر كبير قادم، كيف لا، والنادي لا يُشرك لاعبيه في مثل هذه الجلسات التصويرية ما لم يكن مستقبلهم محسومًا!
حقيقة تجديد عقد محمد صلاح وعلاقته بالصورة على السفينة
لكن خلف الكواليس، كانت الحكاية مختلفة تمامًا؛ فالصورة لم تكن إعلانًا لتجديد العقد، ولا تلميحًا لأي قرار مصيري، صلاح كان يصوّر إعلانًا ضمن مبادرة بيئية بالتعاون مع مؤسسة ليفربول وشركة التأمين AXA، على متن سفينة مخصصة لأبحاث التنوع البيولوجي البحري، المبادرة التي شارك فيها عدد من أطفال المؤسسة، جاءت في سياق الشراكات المجتمعية للنادي، والتي يحرص النجم المصري على المشاركة فيها بانتظام.
ورغم وضوح الهدف من الصورة لاحقًا، إلا أن التوقيت لم يكن بريئًا، فالعروض القادمة من السعودية، وتحديدًا من نادي الاتحاد، لا تزال على الطاولة، الأرقام ضخمة، والإغراءات لا تُقاوم، لكن القصة ليست مادية فقط، فصلاح لا يزال يشعر أن لديه ما يقدمه في أوروبا، والجماهير تأمل في موسم أخير، على الأقل، تحت أضواء أنفيلد.
هدف رائع من صلاح بثلاث نقاط 🎯 pic.twitter.com/Gz4aeBSpr4— نادي ليفربول (@LFC_Arabic) November 2, 2024
ما يجعل الأمر أكثر تعقيدًا، هو أن محمد صلاح يتحرك في صمت، لا تصريحات، لا إشارات، ولا حتى تلميحات، فقط صور… مثل تلك الصورة التي أُخذت في قلب ليفربول، وتركَت المدينة بأكملها في دوامة من الأسئلة، هل كانت مجرد حملة إعلانية؟ أم ومضة غير مقصودة تكشف عن قرار داخلي لم يُعلَن بعد؟
الشيء المؤكد حتى اللحظة هو أن محمد صلاح لا يزال قائدًا داخل غرفة الملابس وخارجها، وأن كل تحرك له -حتى ولو كان لركوب سفينة أبحاث- له وزنه، وله صدى يتردد في المدرجات، وفي الصحف، وفي عقول جماهير ما زالت تأمل أن ترى الرقم 11 يركض مجددًا في ممرات أنفيلد، لا في موانئ الخليج.
إحصائيات نجوم الدوري الإنجليزي