فينيسيوس جونيور يتصدر المشهد.. تحدٍ جديد أمام أنشيلوتي خارج ريال مدريد

في خطوة تاريخية ومثيرة، أعلن الاتحاد البرازيلي لكرة القدم رسميًا تعاقده مع الإيطالي كارلو أنشيلوتي لتولي القيادة الفنية للمنتخب الوطني حتى نهائيات كأس العالم 2026 الإعلان، الذي صدر أمس الإثنين، جاء ليفتح فصلاً جديدًا في مسيرة المدرب الأكثر تتويجًا في تاريخ اللعبة، ومرحلة مختلفة تمامًا عن تلك التي قضاها على مقاعد ريال مدريد.
لكن يبدو أن التحديات بدأت قبل أن يدير أول مباراة رسمية، حيث يجد أنشيلوتي نفسه وسط أزمة فنية مبكرة تتمثل في صراع النجوم داخل المنتخب، وتحديدًا في خط الهجوم، الذي يزخر بأسماء لامعة مثل فينيسيوس جونيور، نيمار، رافينيا ورودريجو.
أنشيلوتي سصبح أول مدرب أجنبي يقود منتخب البرازيل في مباراة رسمية منذ عام 1925، أي بعد قرن كامل من الاعتماد على المدرسة البرازيلية هذه الخطوة، كما وصفها رئيس الاتحاد البرازيلي إدنالدو رودريجيز: “ليست مجرد قرار فني، بل رسالة للعالم بأن البرازيل عازمة على استعادة هيبتها”.
أزمة الأجنحة.. وفينيسيوس في الواجهة
المعضلة الكبرى التي ستواجه أنشيلوتي تكمن في مركز الجناحين الهجوميين فالبرازيل تمتلك أربعة من أفضل اللاعبين في العالم في هذا المركز فينيسيوس جونيور، ونيمار، ورافينيا ورودريجو وكل منهم يعتبر نفسه أساسيًا بلا منازع، سواء لما يملكه من مهارة، أو لما قدمه مع ناديه، أو لما يمثله من ثقل جماهيري.
فينيسيوس، نجم ريال مدريد والمتألق في الليجا ودوري الأبطال، يبدو في وضعية قوية لقيادة الخط الأمامي، خاصة أنه تحت قيادة أنشيلوتي نفسه في مدريد لكن هناك علامات استفهام من الإعلام البرازيلي حول تذبذب مستواه مقارنة بالموسم الماضي.
View this post on Instagram A post shared by Carlo Ancelotti (@mrancelotti)
أما نيمار، فرغم إصابته الطويلة، يظل “رمزًا” في الكرة البرازيلية، وشخصية ذات نفوذ داخل غرفة الملابس وتقول بعض التقارير إنه لعب دورًا مباشرًا في إقناع أنشيلوتي بتولي المهمة، ما قد يُعقد أي قرار مستقبلي باستبعاده أو وضعه على دكة البدلاء ورافينيا، من جهته، يقدم موسمًا مميزًا مع برشلونة، ويدخل بقوة إلى حسابات التشكيل الأساسي
الموقف ليس جديدًا على أنشيلوتي، الذي اعتاد إدارة غرف ملابس مليئة بالنجوم في ميلان، وتشيلسي، وبايرن ميونيخ، وريال مدريد. لكن التحدي في البرازيل مختلف فهنا لا يقرر السوق ولا رئيس النادي، بل ملايين من المشجعين، وإعلام لا يرحم، ولاعبون يملكون تاريخًا ومكانة جماهيرية استثنائية.
كما أن خلفية المنتخب البرازيلي المتعثرة في السنوات الأخيرة تزيد من الضغط فالجماهير تنتظر نهضة حقيقية بعد إخفاقات متكررة، وآخرها الخروج المبكر من مونديال قطر 2022.
موعد الظهور الأول لأنشيلوتي مع البرازيل
الظهور الرسمي الأول لأنشيلوتي سيكون في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، وتحديدًا في مواجهتي الإكوادور وباراجواي الشهر المقبل والأنظار كلها ستتجه إلى القائمة الأولى التي سيعلنها، حيث سيتضح من سيجلس على العرش الهجومي، ومن سيبدأ من مقاعد البدلاء.
ربما يكون أنشيلوتي قد تولى تدريب أعظم المنتخبات تاريخيًا، لكن الواقع الحالي يفرض عليه ما هو أكثر من مجرد إدارة فنية عليه أن يكون قائدًا للمرحلة، وحكيمًا في غرفة يملؤها الطموح والصدامات المحتملة.