عندما أدت اللازانيا إلى فقدان توتنهام فرصة الوصول إلى دوري الأبطال.

عندما أدت اللازانيا إلى فقدان توتنهام فرصة الوصول إلى دوري الأبطال.

قد تُحسم البطولات في ملاعب كرة القدم بضربة جزاء أو هدف في الدقيقة الأخيرة، لكن ما حدث مع توتنهام في موسم 2005/2006 تخطى كل منطق، حين لعبت وجبة “لازانيا” دور البطولة في أحد أكثر السيناريوهات غرابة في تاريخ الدوري الإنجليزي، لتنتهي آمال الفريق اللندني في التأهل إلى دوري أبطال أوروبا بمشهد لم يكن لأحد أن يتخيله.

في مايو 2006، دخل توتنهام الجولة الأخيرة من الدوري الإنجليزي أمام وست هام وهو يحتل المركز الرابع، متقدمًا على أرسنال بنقطة واحدة، المطلوب كان بسيطًا؛ معادلة نتيجة الجانرز أمام ويجان، أو التفوق عليها، لضمان التأهل التاريخي إلى دوري أبطال أوروبا لأول مرة منذ انطلاق البطولة بنسختها الحديثة.

لكن بدلًا من التركيز على الخطة الفنية أو تجهيز اللاعبين نفسيًا، فوجئ الجهاز الفني بكارثة صحية تضرب الفريق عشية المواجهة المرتقبة، السبب؟ وجبة عشاء في فندق الفريق تضمنت لازانيا، قادت إلى نوبة تسمم جماعية أطاحت بأحلام نادٍ وجماهيره.

توتنهام 2006
LONDON, ENGLAND – December 2: Teemu Tainio of Tottenham Hotspur and Tomas Rosicky of Arsenal challenge during the Premier League match between Arsenal and Tottenham Hotspur at Emirates Stadium on December 2, 2006 in London, England. (Photo by Richard Sellers/Sportsphoto/Allstar via Getty Images)

اللازانيا تُدمر حلم توتنهام في التأهل لدوري أبطال أوروبا

يروي جيرمين جيناس، أحد لاعبي الفريق آنذاك، تفاصيل ما حدث في تلك الليلة المشؤومة قائلًا: “كنا قد تناولنا اللازانيا وسباجيتي بولونيز، ثم في منتصف الليل بدأ اللاعبون يسقطون واحدًا تلو الآخر؛ كنا نتساقط كالذباب كانت فوضى عارمة“.

النتائج كانت كارثية؛ مايكل كاريك، روبي كين، إدجار ديفيدز، آرون لينون، ومايكل داوسون، جميعهم تأثروا بدرجات متفاوتة، ما دفع النادي للتقدم بطلب عاجل لتأجيل المباراة.

لكن رابطة الدوري رفضت، وأبلغت توتنهام بأن الإلغاء قد يؤدي إلى خصم نقاط، فوجد المدرب مارتن يول نفسه مضطرًا للدفع بلاعبين منهكين أمضوا الليلة السابقة بين دورات المياه والمغاسل.

على أرضية ملعب أبتون بارك، لم يكن الفريق في حالته، تقدم وست هام مبكرًا بهدف كارل فليتشر، ونجح توتنهام في إدراك التعادل عبر جيرمين ديفو، لكن آثار المرض كانت واضحة.

وفي الدقيقة 80، حسم يوسي بن عيون النتيجة لأصحاب الأرض، بينما كان أرسنال يتفوق على ويجان برباعية قادها تييري هنري، ليخطف بطاقة دوري الأبطال من جاره اللندني في اللحظات الأخيرة.

قال يول بعد اللقاء: “شعر عشرة لاعبين على الأقل بالمرض طوال الليل، لم نكن أقوياء كفاية، والمباراة كانت خارج قدراتنا الجسدية، أردنا التأجيل، لكننا خفنا من العقوبات”.

أما ديفو، فعبّر عن صدمته: “مباراة بهذا الحجم، وسبعة من لاعبينا كانوا مرضى، ما زلت أقدّر ما فعله كاريك عندما شارك وهو بالكاد قادر على الجري”.

التحقيقات تكشف السبب: “فضيحة اللازانيا”.. جرح لم يندمل

وبينما توجّهت أصابع الاتهام في البداية إلى الفندق، وبدأت الصحف تتحدث عن “فضيحة لازانيا”، سرعان ما كشفت وكالة حماية الصحة في بريطانيا أن الأمر لا يتعلق بالتسمم الغذائي، بل بفيروس “نوروفيروس” شديد العدوى، والذي انتقل غالبًا من أحد أفراد الطاقم أو من مصدر مجهول آخر.

رغم التبرئة الرسمية للفندق، ظلت جماهير توتنهام تنظر إلى تلك الليلة كوصمة يصعب نسيانها، لم يتأهل الفريق لدوري الأبطال إلا بعد أربع سنوات، وظل هذا الحدث يُستعاد مع كل إخفاق، باعتباره أحد أكثر الفصول مرارة في تاريخ النادي.

مرت السنوات، وتغيرت الأسماء، لكن ذكرى تلك الليلة المشؤومة لا تزال تُروى كحكاية درامية سوداء في أرشيف الدوري الإنجليزي، فقد كان كل شيء مهيئًا لصعود توتنهام، قبل أن تتدخل وجبة عشاء واحدة لتقلب مسار موسم بأكمله.

في عالم تُحسم فيه الأحلام أحيانًا عبر تفاصيل لا علاقة لها بكرة القدم، تظل “لازانيا مايو 2006” درسًا مؤلمًا في هشاشة التوقعات… وقوة المصادفات.