مدرب منتخب إنجلترا المُقال بعد 67 يومًا بسبب سخرية عن إعاقة المدرب السابق!

في صيف عام 2016، تحقق حلم سام ألارديس بتولي تدريب منتخب إنجلترا، المنصب الذي طالما سعى إليه طوال مسيرته التدريبية.
لكن هذا الحلم لم يدم سوى 67 يومًا، ليصبح ألارديس صاحب أقصر فترة تدريبية في تاريخ منتخب إنجلترا، بعد أن أطاحت به فضيحة أخلاقية كشفتها الصحافة البريطانية.
في سبتمبر 2016، نشرت صحيفة “ديلي تلجراف” تحقيقًا استقصائيًا أجرته على مدار عشرة أشهر، تضمن تسجيلات سرية لألارديس وهو يتحدث مع صحفيين متخفين ادعوا أنهم مستثمرون آسيويون.
خلال هذه اللقاءات، ناقش ألارديس كيفية “التحايل” على قواعد الاتحاد الإنجليزي والفيفا بشأن ملكية الطرف الثالث للاعبين، وهي ممارسة محظورة منذ عام 2008.
كما تفاوض على صفقة بقيمة 400 ألف جنيه إسترليني مقابل تقديم محاضرات لصالح شركة وهمية، مشيرًا إلى أنه سيحتاج لموافقة الاتحاد الإنجليزي على ذلك.
من الحلم إلى العار.. مدرب منتخب إنجلترا الذي سقط بعد 67 يومًا
بعد نشر التحقيق، واجه ألارديس ضغوطًا هائلة من وسائل الإعلام والجمهور، مما دفعه للاجتماع مع مسؤولي الاتحاد الإنجليزي، وفي بيان مشترك، أعلن الطرفان إنهاء العقد بالتراضي، معربين عن “خيبة أمل عميقة” إزاء ما حدث.
أصدر ألارديس اعتذارًا صريحًا، واصفًا ما حدث بأنه “خطأ في التقدير”، ومضيفًا: “لقد ساعدت شخصًا أعرفه منذ 30 عامًا، وكان ذلك تصرفًا أحمقًا مني”.
كما انتقد إعاقة سلفه روي هودجسون في الكلام، وقال إن مساعده جاري نيفيل يجب أن “يجلس ويصمت”، وانتقد إعادة تطوير الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم “الغبية” لملعب ويمبلي.
Stop that, @BellinghamJude 😮💨 pic.twitter.com/UvqsOIiWeY— England (@England) June 12, 2024
رغم أن التحقيق لم يثبت ارتكاب ألارديس مخالفة قانونية، إلا أن سلوكه اعتُبر غير لائق لمنصب بحجم مدرب المنتخب الوطني، الصحافة البريطانية، بما في ذلك صحيفة “ذا جارديان”، دافعت عن التحقيق باعتباره يخدم المصلحة العامة، مشيرة إلى أن “التحايل على القواعد” من قبل شخصية بارزة في كرة القدم يستدعي الكشف والمساءلة.
قصة سام ألارديس تسلط الضوء على أهمية الأخلاق والنزاهة في عالم الرياضة، وتؤكد أن النجاح لا يُقاس فقط بالنتائج على أرض الملعب، بل أيضًا بالسلوك خارجها.
فالمدرب، بصفته قدوة وممثلًا لوطنه، يجب أن يتحلى بأعلى معايير النزاهة والشفافية، وإلا فإن مسيرته قد تنتهي في لحظة، كما حدث مع ألارديس.
في النهاية، تظل الرياضة مرآة تعكس القيم والمبادئ التي نؤمن بها، وتذكرنا دائمًا بأن الأخلاق هي أساس النجاح الحقيقي والمستدام.