لماذا يلف لامين يامال يده بالشاش على الرغم من عدم وجود إصابة؟

لماذا يلف لامين يامال يده بالشاش على الرغم من عدم وجود إصابة؟

عادة أم رسالة؟ غموض الشاش الذي يلف معصم جوهرة برشلونة

لامين يامال، الموهبة الكتالونية المتوهجة، لا يكتفي بخطف الأنظار بقدميه، بل أيضًا بعادة أثارت الفضول؛ لف شاش أبيض حول معصمه، في كل مباراة تقريبًا، دون وجود إصابة ظاهرة.

مع كل ظهور ليامال، يلاحظ المتابعون الشاش الملفوف حول يده اليمنى أو اليسرى – أحيانًا الاثنتين – الأمر الذي جعل البعض يتساءل إن كان الشاب يعاني من إصابة مستمرة.

لكن الحقيقة تبدو أكثر تعقيدًا مما هو ظاهر، فرغم ارتدائه الشاش، لا تظهر عليه أي علامات ألم، كما أن أداءه البدني لا يتأثر، بل غالبًا ما يكون في أفضل حالاته.

لامين يامال – برشلونة – منتخب إسبانيا
Lamine Yamal of Spain celebrates after scoring the team’s third goal during the UEFA Nations League Quarterfinal Leg Two match between Spain and Netherlands at Mestalla stadium in Valencia, Spain, on March 23, 2025. (Photo by David Aliaga/NurPhoto via Getty Images)

وتشير بعض التقارير إلى أن يامال تعرّض لإصابة خفيفة في المعصم أثناء أحد التدريبات في فبراير الماضي، ما استدعى لف الشاش وقتها، لكن المثير أن هذه اللفافة البيضاء ظلت ترافقه حتى بعد التعافي، لتتحول من إجراء طبي إلى عادة متكررة، بل وربما طقس نفسي.

حين تتحول التفاصيل إلى طقوس.. عادة لامين يامال الغريبة!

لامين يامال ليس أول لاعب يتشبث بعادة أو تفصيلة خاصة داخل الملعب، كرة القدم مليئة بقصص مشابهة، من لاعبين لا يدخلون أرض الملعب إلا بالقدم اليمنى، إلى آخرين يضعون شريطًا لاصقًا على أيديهم أو رؤوسهم دون سبب طبي واضح.

أحد أبرز الأمثلة هو الفرنسي كريم بنزيما أسطورة ريال مدريد السابق ونجم الاتحاد السعودي الحالي، الذي حافظ على شاش معصمه حتى بعدما شُفي من إصابة قديمة، لدرجة أن ذلك الشاش أصبح جزءًا من صورته الذهنية كلاعب.

العادات في الملاعب ليست فقط تعبيرًا عن شخصية اللاعب، بل أحيانًا تكون مصدرًا للراحة النفسية والثقة. البعض يعتبرها تميمة حظ، وآخرون يرون فيها وسيلة للحفاظ على التركيز.

وفي حالة يامال، يبدو أن الشاش تحول إلى علامة فارقة في مسيرته، حتى بات جزءًا من “ماركته” داخل الملعب.

تصريحات مثيرة.. وتشكيك من مدريد ضد لامين يامال!

في هذا السياق، فجّر نيكو ميهيتش، الطبيب السابق في ريال مدريد، موجة من الجدل بعدما تساءل ساخرًا عن “ظاهرة الشاش” التي باتت ملازمة للاعبي برشلونة، مشيرًا إلى أسماء مثل رافينيا وفرينكي دي يونج ويامال.

وقال ميهيتش إن لاعبي برشلونة ربما يكثرون من لعب تنس الطاولة، أو “يبحثون عن عذر لتغطية أوردة أيديهم”، في تلميحات فسرها البعض بأنها تشكيك مبطن في ممارساتهم.

ردود الفعل لم تتأخر، حيث دافع الطبيب أنطوني مورا عن لاعبي برشلونة، مؤكدًا أن الأمر لا يتعدى كونه عادة شخصية، وأن الكثير من اللاعبين يتمسكون بعادات صغيرة تمنحهم توازنًا ذهنيًا داخل الملعب، مشيرًا إلى أن “من يلعب جيدًا بشاش، سيحتفظ به”.

لامين يامال لم يدخل في سجال، لكنه رد على طريقته الخاصة، من خلال أداء استثنائي ضد إنتر ميلان في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، ورغم أن أصابعه كانت مربوطة بوضوح، إلا أنه لم يُظهر أي تأثر بالألم، وساهم في التعادل المثير 3-3، في واحدة من أفضل مبارياته.

بعد اللقاء، أشار يامال إلى إصابة طفيفة في اليد، مؤكدًا أنه “يلعب رغم الألم”، في رسالة ضمنية لم تكن بحاجة لتفسير، المثير أنه خلال المباراة، لم يحتفظ يامال بالشاش طوال الدقائق التسعين، في ما فسره البعض على أنه محاولة لكسر التفسيرات المتداولة حول “التستر” أو “الرمزية المبالغ فيها”، وكأنه يقول: أنا لا أختبئ خلف الشاش، بل ألعب وأبدع وأتحمّل.

وفي النهاية، سواء كانت عادة شخصية، أم إشارة تكتيكية، أم مجرد جزء من طقوس نفسية، فإن الشاش حول يد لامين يامال أصبح أكثر من مجرد ضمادة… إنه رمزٌ جديد للاعب لا يكف عن إثارة الأسئلة، داخل الملعب وخارجه.

إحصائيات مواهب الدوري الإسباني