من تكون أم كريستيانو رونالدو؟

في ظلال المجد، لا يظهر النور من لاعب فحسب، بل من قلبٍ كبير ظلّ يرافقه منذ لحظة ولادته حتى صعوده إلى قمة العالم، تلك القصة ليست فقط عن كريستيانو رونالدو، بل عن المرأة التي صنعت الأسطورة، ماريا دولوريس دوس سانتوس أفيرو، والدة أحد أعظم من لمس الكرة.

ولدت ماريا في ماديرا البرتغالية، وعاشت حياةً لم تكن سهلة، عملت في طفولتها عاملة نظافة ثم طاهية، تصحو قبل الجميع لتضع الخبز على الطاولة، وتعود متعبة لكن مبتسمة، لم تكن تعرف أن ابنها الأصغر، “كريستيانو”، سيحمل اسمها إلى كل ملعبٍ في الأرض.

رُزقت ماريا بأربعة أطفال، وكان كريستيانو الأصغر، وسط حي سانتو أنطونيو المتواضع، صنعت من الفقر كرامة، ومن التحديات سُلّمًا يرتقي عليه ابنها.

ماريا أفيرو.. المرأة التي صنعت كريستيانو رونالدو

في سن الثانية عشرة، غادر كريستيانو رونالدو جزيرته الصغيرة متجهًا إلى لشبونة، بحثًا عن حلمٍ لم يكن ممهّدًا، لم يكن الوداع سهلًا، لكن ماريا آمنت، آمنت بقلب أمّ، لا تسأل كيف، بل فقط تعرف أنه سيصل.

رافقت ماريا ابنها في كل محطة، من مانشستر إلى مدريد، ومن تورينو إلى لندن مجددًا ثم إلى النصر في السعودية، كانت هناك في اللحظات الكبرى: رفع الكؤوس، تسجيل الأهداف، وحصد الجوائز.

Feliz aniversário, Mãe! Obrigado por me inspirares todos os dias e pelo apoio incondicional. Amo-te! ❤️ pic.twitter.com/fj48ZSeqXz— Cristiano Ronaldo (@Cristiano) December 31, 2024

لكنها أيضًا كانت حاضرة في الانكسارات، في رحيل الأب خوسيه عام 2005، وفي اللحظات التي احتاج فيها كريستيانو لصوتٍ يهمس: “أنا هنا”.

في 2007، شُخّصت ماريا بسرطان الثدي، وتغلبت عليه بعد عامين من العلاج، لكن المرض عاد في 2019، ثم تعرضت لسكتة دماغية في 2020.

خلال كل ذلك، لم يكن رونالدو نجمًا، بل ابنًا، ألغى ارتباطاته، عاد من إيطاليا، ووقف عند سريرها يدعو ويُمسك بيدها.

قال في منشور مؤثر: “أمي بخير الآن. شكراً لكل من اهتم وسأل، إنني فخور بكوني ابن امرأة قوية مثلها”.

تمتلك ماريا أكثر من 4 ملايين متابع على إنستجرام، وتنشر بصورٍ مع أحفادها، ومع ابنها، واحتفالاتها بالأعياد، تزوجت لاحقًا من خوسيه أندرادي، وتبدو اليوم أكثر استقرارًا وسعادة، تحيطها عائلةٌ تحبها، ونجمٌ عالمي لا يتردد أبدًا في شكرها علنًا.

View this post on Instagram A post shared by Maria Dolores (@doloresaveiroofficial)

حين سُئل كريستيانو في مقابلة مؤثرة عن الشخص الذي يدين له بكل شيء، لم يتردد لحظة: “أمي، هي الحارسة، البطلة، والصخرة التي بنيت عليها كل شيء“.

إن قصة كريستيانو رونالدو لا تُروى دون ماريا، هي ليست مجرد والدة لاعب، بل أمّ مقاتلة، حاضنة حلم، وصانعة رجل اختار المجد، ورافقه اسمها كلما صعد خطوة في السلم.

ولأن وراء كل رجل عظيم إمراة؛ فـ رونالدو النجم العالمي، خلفه قلب أمّ… اسمه ماريا.

إحصائيات نجوم الدوري السعودي