هل كيليان مبابي يتفوق على بولت في السرعة؟

هل كيليان مبابي يتفوق على بولت في السرعة؟

حين تنطلق أقدام كيليان مبابي في سباق خلف الكرة، تتسارع القلوب قبل الخطى، هو لاعب يركض وكأن الريح تدفعه، يسبق المدافعين وكأنهم يتحركون بالتصوير البطيء، مع كل سباق يخوضه على المستطيل الأخضر، يعود السؤال الذي يشعل فضول الجماهير والإعلام: هل مبابي، نجم ريال مدريد الجديد، أسرع من الأسطورة يوسين بولت، أسرع إنسان في التاريخ؟

في أكتوبر 2022، تصدّر كيليان مبابي قائمة أسرع لاعبي كرة القدم في العالم، بعد أن سجّل سرعة قصوى بلغت 10.6 أمتار في الثانية، أي ما يعادل 38.16 كم/ساعة أو 22.4 ميلاً في الساعة، وفقًا لتقارير تحليل الأداء الرياضي.

وهي أرقام مرعبة، خاصة إذا وُضعت في سياق لعبة جماعية تتطلب تغيير اتجاه، ومراوغة، وتحمل بدني، لا مجرد عدو مستقيم، غير أن هذه الأرقام، رغم بريقها الكروي، تتراجع أمام واقع مضمار ألعاب القوى، حيث ينتمي يوسين بولت.

يوسين بولت

ففي بطولة العالم لألعاب القوى 2009 في برلين، سجل العداء الجامايكي رقمًا قياسيًا عالميًا في سباق 100 متر بزمن 9.58 ثانية، وبلغت سرعته القصوى خلال السباق 47.72 كم/ساعة، أي 29.65 ميلاً في الساعة، بحسب البيانات الرسمية للموقع الأولمبي.

الفجوة بين الرقمين واضحة. مبابي سريع، لكن بولت… شيء آخر تمامًا.

ماذا لو كيليان مبابي وبولت تنافسا على نفس الحلبة؟

قناة Speed Showdown على يوتيوب طرحت هذا السؤال وذهبت أبعد من التخيل، فصنعت محاكاة ثلاثية الأبعاد لسباق افتراضي بين مبابي وبولت، المشهد كان حيويًا للغاية: مبابي يبدأ السباق بقوة، لكنه سرعان ما يجد نفسه خلف العداء الجامايكي الذي يفتح الفارق تدريجيًا، ويعبر خط النهاية بزمنه التاريخي.

ووفقًا للمحاكاة، أنهى مبابي السباق في زمن قدره 10.9 ثانية، وهو زمن جيد للغاية بالنسبة للاعب كرة قدم، لكنه لا يكفي لمنافسة الأبطال الأولمبيين، للمقارنة، فإن أندريه دي جراس، صاحب الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو، أنهى السباق بزمن 9.89 ثانية، أي أسرع من مبابي بفارق يزيد عن ثانية.

ببساطة، بولت لا يُقارن، والمقارنة هنا لا تُقلل من شأن مبابي، بل تُظهر مدى تفوق بولت في مضمار يُقاس فيه الإنجاز بأجزاء من الثانية.

عدد أهداف كيليان مبابي ضد برشلونة
كيليان مبابي – ريال مدريد (المصدر:Gettyimages)

السرعة… في خدمتك أم ضدك؟

في كرة القدم، لا تُقاس السرعة فقط بالكيلومترات، بل بكيفية استخدامها، ومبابي يُجيد ذلك ببراعة، تحركاته السريعة خلف المدافعين تمثل كابوسًا للخصوم، وقدرته على تغيير الاتجاه مع الحفاظ على السرعة تمنحه الأفضلية في المواجهات الثنائية.

أما بولت، فرغم محاولاته في خوض تجربة احترافية قصيرة في كرة القدم بعد اعتزاله، لم يتمكن من إقناع أي نادٍ كبير بقدراته الفنية، والنتيجة؟ كلٌ عاد إلى ملعبه الطبيعي؛ مبابي إلى المستطيل الأخضر، وبولت إلى صفحات المجد الأولمبي.

لكن المثير أن كيليان مبابي، رغم كل هذه الفوارق، استطاع أن يكون “مُقاربًا” لبولت على الأقل في المحاكاة، وهو ما يؤكد أن هذا الشاب الفرنسي لا يُشبه أحدًا… حتى حين يخسر السباق.

إحصائيات نجوم ريال مدريد