فضيحة 1982: عندما ألغى أمير الكويت هدف المنتخب الفرنسي بدلاً من الحكم!

في صيف عام 1982، كتب منتخب الكويت أول سطور مشاركته التاريخية في كأس العالم، حين ظهر للمرة الأولى في النسخة التي أقيمت بإسبانيا، الطموحات كانت كبيرة، والحماس لا يُضاهى، خاصة بعد تعادل مشرف أمام تشيكوسلوفاكيا في الجولة الأولى.
لكن كل هذه الأحلام تحوّلت إلى كابوس أمام منتخب فرنسا، وهذا ما سيوضحه تقرير موقعنا 365Scores، كان ذلك ليس بسبب نتيجة ثقيلة أو أداء كارثي، بل بفعل حادثة غير مسبوقة، حين تدخل سياسي ألغى هدفًا شرعيًا وأحرج كرة القدم أمام العالم أجمع.
منتخب فرنسا يتقدّم والكويت تقاوم
في مباراة الجولة الثانية أمام فرنسا، واجه الأزرق الكويتي اختبارًا قاسيًا أمام أحد عمالقة الكرة الأوروبية، سجل المنتخب الفرنسي ثلاثة أهداف عبر برنارد جينجيني، وميشيل بلاتيني، وديدييه سيكس، فيما قلّص عبد الله البلوشي النتيجة لصالح الكويت في الدقيقة 75.
الأمور كانت تتجه لهزيمة مشرفة، لكن المشهد انقلب رأسًا على عقب قبل عشر دقائق فقط من نهاية المباراة.
في الدقيقة 80، سجل الفرنسي آلان جيريس هدفًا رابعًا وسط ارتباك في دفاع الكويت، حيث تجمّد اللاعبون ظنًا منهم أن الحكم أطلق صافرة توقف اللعب، لكن الهدف احتُسب، واندلعت الاحتجاجات من لاعبي المنتخب الكويتي.
وهنا حدث ما لم يكن في الحسبان…
الأمير ينزل إلى أرض الملعب!
في مشهد غير مسبوق في تاريخ كأس العالم، نزل الأمير فهد الأحمد الجابر الصباح، رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم آنذاك، من المدرجات إلى أرض الملعب، واحتج بشدة على الحكم السوفيتي ميروسلاف ستوبار، معترضًا على احتساب هدف منتخب فرنسا بدعوى وجود صافرة أربكت اللاعبين.
لم يتوقف الأمر عند الاعتراض، بل لوّح الأمير بانسحاب المنتخب الكويتي من المباراة، ما لم يتم إلغاء الهدف.
2/8 Valladolid, 21 de junio de 1982. Francia y Kuwait se enfrentan en el segundo partido de su grupo. “Les blues” ganan 3 a 1 en el minuto 82. Se oye un silbato desde la grada. Los defensas árabes paran, el árbitro dice que siga el juego y Francia marca. pic.twitter.com/8LGpfAvlDE— José Luis Antúnez (@jlantunez) June 22, 2018
رضوخ الحكم وإلغاء الهدف.. سقوط الصافرة
تحت ضغط غير رياضي، رضخ الحكم السوفيتي بشكل مفاجئ وصادم، وقرر إلغاء الهدف الفرنسي، في واقعة وُصفت بأنها “عار على التحكيم”، وأثارت غضب واستغراب لاعبي ومدرب منتخب فرنسا، الذين شعروا بالمهانة.
ورغم استئناف المباراة، إلا أن الفضيحة كانت قد حُفرت في ذاكرة المونديال.
لم ينتظر منتخب فرنسا طويلًا للرد، فسجل ماكسيم بوسيس الهدف الرابع في الدقيقة 89، ليحسم الأمور بطريقة لا تترك مجالًا للتأويل أو الاعتراض.
وفي المباراة الأخيرة بالمجموعة، خسر منتخب الكويت أمام إنجلترا بهدف دون رد، ليودع البطولة من دورها الأول، دون أن يتمكن من العودة إلى نهائيات كأس العالم حتى يومنا هذا.
عقوبات دولية وشبح لا يرحل
عقب تلك المباراة، قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم إيقاف الحكم ستوبار عن التحكيم الدولي، فيما ظلّت كرة القدم الكويتية تعاني من تبعات تلك الواقعة.
لقد ألقى مشهد الأمير الذي ألغى هدفًا بسلطة سياسية بظلال طويلة على صورة الكرة الآسيوية، وكشف هشاشة العدالة حين يُكسر ميثاق التحكيم على الملأ.
فضيحة 1982 لم تكن مجرد لحظة غضب، بل كانت جرس إنذار عالمي بأن كرة القدم، إذا لم تُحمَ من التدخلات، ستخسر أعظم ما تملكه: نُبل التنافس ونزاهة القانون.