القيم قبل الرياضة: إيماءة رائعة من نيمار

رغم غيابه عن الملاعب بسبب الإصابة، خطف النجم البرازيلي نيمار الأضواء مجددًا، ولكن هذه المرة من خارج المستطيل الأخضر، بعدما قدّم لفتة إنسانية جميلة خلال تتويج فريقه “فوريا” بلقب دوري الملوك البرازيلي، في نهائي شهد كل معاني الإثارة، والحماس، والروح الرياضية العالية.

احتضن ملعب “أليانز باركي” في ساو باولو مساء الأحد 18 مايو واحدة من أكثر المباريات جنونًا في تاريخ دوري الملوك البرازيلي، حيث انتهت المواجهة المذهلة بين فريقي “فوريا” المملوك لنيمار و”دينديلي” بالتعادل (5-5) في وقتها الأصلي، قبل أن تحسم بركلات ترجيح ابتكارية، شهدت مشاركة رؤساء الفرق في التسديد، وفق آلية “سحب الورق”.

وبينما جلس نيمار في المقصورة الرئيسية إلى جانب زميله كريس جيديس بسبب إصابة في عضلة الفخذ، تابع اللقاء بانفعال كبير، متفاعلًا مع كل هجمة ومعلّقًا على المباراة عبر البث الرسمي بقوله: “يا لها من مباراة رائعة، لقد قدمنا أداءً جيدًا في الشوط الثاني، بعد رمية النرد”.

لفتة نيمار.. الروح الرياضية تنتصر

ورغم أن قوانين الدوري تمنح رؤساء الفرق أحقية تنفيذ إحدى ركلات الترجيح، قرر نيمار، ورغم مكانته، أن يمنح الفرصة لصديقه كريس جيديس، ليتقدم ويسدد الركلة بدلًا عنه، هذه اللفتة، التي قد تبدو بسيطة في ظاهرها، عكست وجهًا راقيًا لنجم عالمي، يقدّر زملاءه ويمنحهم لحظات التألق في أوقات الحسم.

كريس سدد الركلة بثقة وأسكنها الشباك، قبل أن يرد عليه نجم دينديلي باولينيو، مع تصاعد التوتر بين الجماهير وتبادل الاستفزازات، خاصة بعد هزيمة الفريق في مواجهة سابقة أمام كورينثيانز، شهد اللقاء تفاصيل استثنائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى؛ تقلبات في النتيجة، بطاقات مفاجئة، وأهداف سريعة، بعد تأخر “فوريا”، عاد الفريق بقوة لينهي الشوط الأول متقدمًا (3-2).

فور إعلان الفوز، توجّه الأسطورة نيمار مباشرة إلى فريق الخصم لمواساتهم بروح رياضية 🥹🤍 pic.twitter.com/0wHj7X4SBR— Team Neymar (@TeamNey10) May 19, 2025

لكن دينديلي عاد في الشوط الثاني، وسجل هدفًا رائعًا عن طريق توكو في الدقيقة 34، قبل أن يعادل ليليتي الكفة في الدقيقة 36، عند انتهاء الوقت الأصلي بنتيجة 5-5، دخل الفريقان مرحلة “الهدف الذهبي المزدوج”، الذي يُنهي المباراة فور تسجيل أي هدف.

غير أن الحارسين تصدّيا ببراعة لكل المحاولات، لتذهب المباراة إلى ركلات ترجيح غير تقليدية، تُسدّد من المهاجمين نحو الحراس مباشرة، انتهت ركلات الترجيح بفوز فريق نيمار “فوريا” بنتيجة 2-1، وسط أجواء من الفرح العارم في مدرجات ساو باولو.

ورغم انشغال الأجواء بالاحتفالات الصاخبة بعد التتويج، لم ينسَ نيمار خصومه، فبمجرد انتهاء المباراة، غادر مقصورة الرئاسة وتوجه مباشرة إلى أرضية الملعب، حيث حرص على مواساة لاعبي دينديلي الذين بدا عليهم الحزن الشديد بعد الخسارة المؤلمة.

اقترب نيمار من لاعبي الفريق المنافس، وصافحهم فردًا فردًا، مع كلمات دعم واضحة ومشاعر صادقة، عكست احترامه الكامل للخصم، وهكذا تُّوج الفريق بلقب دوري الملوك البرازيلي، في نسخة استثنائية جمعت بين المهارة، والشغف، ومتعة اللعبة، وفوق كل شيء، القيم الإنسانية.