عندما أحرز حارس مرمى جلطة سراي هدف الفوز بالدوري وامتنع عن الاحتفال.. ما السبب وراء ذلك؟

في ليلة طغت عليها الدراما الكروية من نوع مختلف، خطف فرناندو موسليرا، حارس مرمى جلطة سراي، الأضواء ليس بتصدٍ خيالي أو إنقاذ حاسم، بل بهدف سجله بنفسه في شباك الخصم، ساهم به في حسم تتويج فريقه بلقب الدوري التركي الممتاز.
لكن الحارس امتنع عن الاحتفال، ليطرح سؤالًا أكبر من مجرد نتيجة: لماذا رفض موسليرا الفرح؟
في المباراة الحاسمة التي جمعت جلطة سراي بضيفه قيصري سبور، تقدم الفريق العاصمي بثلاثة أهداف دون رد، في لقاء شهد أجواءً احتفالية مبكرة.
افتتح فيكتور أوسيمين التسجيل، وأضاف باريس ألبر يلماز الهدف الثاني، ثم جاءت اللحظة التي تحوّلت فيها الأنظار من الهجوم إلى حارس المرمى، حين منح أوسيمين، بلفتة كريمة رغم منافسته على جائزة الحذاء الذهبي، ركلة الجزاء الأخيرة لزميله المخضرم موسليرا.
هدفٌ ذهبي من أقدام حارس جلطة سراي.. وموقف إنساني نادر
وقف موسليرا خلف الكرة، بثقة لاعب يعرف وزنه في تاريخ النادي، وسددها بقوة في مرمى الحارس بلال بايزيد، ليؤكد بها الفوز ويحسم رسميًا اللقب الثالث على التوالي لجلطة سراي، قبل جولتين من نهاية الدوري، موسعًا الفارق إلى ثماني نقاط كاملة عن الغريم التقليدي فنربخشة.
لكن على غير المتوقع، لم ينفجر موسليرا بالاحتفال، ولم يركض نحو الجماهير، بل أظهر احترامًا بالغًا للحظة ولزميله في الجهة المقابلة من الميدان. فقد بدت عليه ملامح التعاطف مع الحارس الشاب الذي تلقى الهدف، وكأنه يقول: “حتى في لحظات المجد، ثمة مساحة للرحمة”.
O guarda-redes do Galatasaray Muslera converteu a grande penalidade e fez o terceiro 😱#sporttvportugal #SUPERLIGnaSPORTTV #SuperLigaTurca #Galatasaray #Kayserispor pic.twitter.com/ulI6NZ1FPD— sport tv (@sporttvportugal) May 18, 2025
لم تكن هذه الركلة مجرد ضربة حظ أو نزوة احتفالية، بل كانت امتدادًا لتاريخ طويل يربط موسليرا بجلطة سراي، فمنذ انضمامه للفريق في 2011، أصبح الحارس الأوروجوياني أحد أعمدة النادي ووجوهه الرمزية، وسبق له أن سجّل من علامة الجزاء في موسم 2011/2012، حين ضمن الفريق أيضًا لقب الدوري، وكأن التاريخ يكرر نفسه لكن بمزيد من النضج والوعي.
موسليرا، الذي يحرس عرين النادي منذ 14 عامًا، أثبت في هذه المباراة أنه لا يحمي المرمى فقط، بل يحمي أيضًا قيم اللعبة: الاحترام، التواضع، والإنسانية.
ومع انطلاق صافرة النهاية، كان الحارس المخضرم قد سجّل هدفًا على طريقتين: الأولى في شباك الخصم، والثانية في قلوب جماهير كرة القدم.