لماذا يختار اللاعبون الانضمام إلى المنتخبات الأوروبية بدلاً من الإفريقية؟

اختيار المنتخب الذي يمثله اللاعب قد يبدو أمرًا سهلًا، ولكنها مسألة لها حساسية كبيرة خاصة في إفريقيا، فقد خسرت القارة السمراء في الفترة الماضية العديد من مواهبها الذين فضلوا اللعب لصالح منتخبات أوروبا.
وبعد اختيار اللاعبين تمثيل المنتخبات الأوروبية بدلًا من منتخبات بلادهم العربية أو في إفريقيا بالتحديد، يجدون نفسهم في مرمى النيران ويتعرضون لانتقادات حادة من الجماهير، والقائمة تطول بالأمثلة لهؤلاء اللاعبين.
واليوم الأربعاء 21 مايو، انضم إلى هذه المجموعة لاعب جديد وهو ريان شرقي نجم فريق أولمبيك ليون، الذي ظهر في قائمة منتخب فرنسا الأول لفترة التوقف الدولي المقبلة للمرة الأولى في مسيرته.
ريان الذي لعب لمختلف الفئات العمرية لمنتخب فرنسا سواء تحت 16 و19 و21 إضافة للمنتخب الأولمبي، ولد في مدينة ليون لأب فرنسي ذو أصول إيطالية وأم جزائرية الأصل، لذلك ظن الجميع أن صاحب 21 عامًا سيفضل تمثيل محاربو الصحراء خاصة وأن فرصته مع الديوك كانت بعيدة جدًا.
📋 THE SQUAD FOR THE FINAL FOUR! 🔥
Here are the 25 players called up for the Nations League Final Four featuring fresh faces and some big returns 😄💙
05/06: Semi-final vs Spain 🇪🇸
08/06: Final or third-place match vs Germany 🇩🇪 or Portugal 🇵🇹#FrenchTeam pic.twitter.com/nZQp1rKKd5— French Team ⭐⭐ (@FrenchTeam) May 21, 2025
ليست الصفعة الأولى للجزائر
ولكن وبالرغم من تعرضه لبعض الانتقادات على قراره هذا، لم يكن ريان شرقي بالطبع هو الأول الذي يفضل تمثيل منتخب أوروبي على نظيره الإفريقي، فقد سبقه لامين يامال نجم برشلونة الذي فضل إسبانيا على المغرب، وسبقهما الكثير.
وعلى الجانب الأخر هناك مواهب عديدة في الفترة الأخيرة اختارت تمثيل منتخبات بلادها العربية وفضلتها على منتخبات أوروبا الكبرى، مثل إبراهيم دياز الذي اختار المغرب بدلًا من إسبانيا، وحسام عوار الذي اختار الجزائر على فرنسا.
(المصدر:Gettyimages)
ولكن قبل الحديث عن أبناء الجيل الجديد هؤلاء يجب التحدث عن الأساطير الذين سبقوهم ولكن قرروا مثل ريان تمثيل منتخبات أوروبا عن منتخبات بلادهم في إفريقيا، والمصادفة أنهم أشهرهم كانوا من أصول جزائرية أيضا.
زيدان وبنزيما السبب فيما فعله ريان شرقي
وبالطبع بما أن الحديث عن الأصول الجزائرية ستكون البداية من زين الدين زيدان أسطورة فرنسا وريال مدريد، وقصته المعروفة للجميع أنه ذهب إلى الدولة الفرنسية بسبب الأوضاع في الجزائر آنذاك، واختار اللعب مع الديوك بداية من منتخب تحت 17 عامًا وحتى الفريق الأول.
وبدأ زيزو مسيرته مع منتخب فرنسا الأول بداية من أغسطس عام 1994 وكان آنذاك في عمر 22 عامًا، وحقق إنجازات عديدة مع الديوك أبرزها بالطبع كأس العالم 1998 وكأس أمم أوروبا “يورو 2000″، وشارك في 108 مباراة سجل خلالهم 31 هدفًا وصنع 29 آخرين، وكان أحد قادة المنتخب.

وصاحب الأصول الجزائري الثاني الذي يحظى بشهرة كبيرة هو كريم بنزيما نجم ريال مدريد السابق والاتحاد السعودي حاليًا، والذي فعل مثل مواطنه والذي أصبح مدربه فيما بعد في الميرينجي، وفضل تمثيل الديوك بدلًا من بلده الأصل.
ومثله مثل زيدان لعب بنزيما لصالح منتخب فرنسا بداية من تحت 17 عامًا، ثم تدرج في الفئات العمرية حتى وصل للمنتخب الأول في مارس 2007 وكان في عمر 19 عامًا، ولكن لم يصادفه الحظ لحصد البطولات مع بلاده وشارك في 97 مباراة بمختلف المسابقات، وسجل خلالهم 37 هدفًا وصنع 20 آخرين.
لامين يامال الصفعة الأكبر للمغرب
وكانت الصفعة الأكبر للمنتخبات العربية والإفريقية بشكل عام والتي حدثت مؤخرًا، هي اختيار لامين يامال نجم برشلونة تمثيل منتخب إسبانيا بدلًا من المغرب، وحصد معهم لقب يورو 2024 بل كان السبب الرئيسي في هذا الإنجاز.
وأصبح لامين واحد من نجوم إسبانيا بالرغم من أنه لا يزال في الـ17 من عمره، بل وكان ظهوره الأول في سبتمبر 2023، بعدما تدرج في مختلف الفئات العمرية، ولم يخض مع الفريق الأول سوى 19 مباراة فقط حتى الآن وسجل خلالهم 4 أهداف وصنع 9 آخرين.

مواهب فضلت البلاد العربية على الأوروبية
ولكن على النقيض هناك أيضا عدد من المواهب اختارت تمثيل منتخبات بلادها العربية أو الإفريقية بالتحديد، بدلًا من تمثيل منتخبات أوروبا، وأصبحوا أحد أبرز المواهب في القارة السمراء في وقت قصير جدًا.
وفي المقدمة سيأتي إبراهيم دياز نجم فريق ريال مدريد والذي اختار تمثيل منتخب المغرب بدلًا من إسبانيا، بالرغم من أنه لعب مع الماتادور في مختلف الفئات العمرية بداية من تحت 17 عامًا وصولًا إلى الفريق الأول الذي لعب له في 2021 في مباراة وحيده.
وظهر دياز للمرة الأولى مع منتخب المغرب الأول في مارس من عام 2024 وكان الرابعة والعشرين من عمره آنذاك، وقدم مستويات مميزة وأصبح أحد نجوم أسود الأطلس البارزين، وشارك حتى الآن في 10 مباريات سجل خلالهم 8 أهداف وصنع هدفين، ولكن لم يحصد أي بطولات بعد.

وفي قائمة الأبرز أيضا يأتي حسام عوار نجم فريق الاتحاد السعودي، والذي يحمل نفس قصة دياز تقريبًا فقد اختار تمثيل منتخب الجزائر بدلًا من المنتخب الفرنسي، بالرغم من أنه لعب للديوك في مختلف الفئات العمرية بداية من فريق تحت 17 عامًا وحتى الفريق الأول في أكتوبر 2020 وخاض مباراة وحيدة، ولكنه حصد معهم لقب دوري الأمم الأوروبية في العام ذاته.
وقرر عوار تمثيل منتخب الجزائر وظهر لأول مرة معهم في يونيو 2023 وكان في الـ 24 من عمره، ولم يحالفه الحظ في حصد أي ألقاب مع بلاده حتى الآن وشارك في 13 مباراة سجل خلالهم 5 أهداف ولم يصنع أي هدف.

اللاعبون أصحاب الجنسيتين
والثنائي عوار ودياز سيقودانا إلى نوع أخر من أنواع القرارات المثيرة للجدل بشأن اختيار اللاعبين للمنتخبات التي يمثلونها، وهو اللاعبون الذين يحملون جنسيتين ولعبوا لمنتخبين، وهذه القائمة يتواجد بها الكثير من النجوم ولكن أبرزهم هم كالآتي:
اللاعب | المنتخبان اللذان لعبا لهما |
إبراهيم دياز | إسبانيا والمغرب |
حسام عوار | فرنسا والجزائر |
أسامة الصحراوي | النرويج والمغرب |
دييجو كوستا | البرازيل وإسبانيا |
ديكلان رايس | أيرلندا وإنجلترا |
تياجو موتا | البرازيل وإيطاليا |
والآن جاء الدور على لاعب جديد سيكون أثار الجدل بقراره وهو ريان شرقي، فهل سيحقق النجاح مع منتخب فرنسا ويثبت أن قراره صحيح ليكمل مسيرة زيدان، أم سيختار طريق بنزيما؟