قصة العضّ: اللاعبين الذين تعرضوا لعضّ لويس سواريز

قصة العضّ: اللاعبين الذين تعرضوا لعضّ لويس سواريز

في تاريخ كرة القدم، عرفت الملاعب حماسةً زائدة، اندفاعاتٍ طائشة، وأحيانًا لحظات من فقدان السيطرة، لكن قليلًا ما تحوّلت تلك اللحظات إلى “عضّات”!

ومع لويس سواريز، المهاجم الأوروجوياني المشاكس، تحوّلت فكرة “الاحتكاك” إلى شيء حرفي… ومؤلم! وهذا ما يسترسله لكم موقع 365Scores عبر تقريره.

مرّ أكثر من عقد على الواقعة الأشهر التي هزّت كأس العالم 2014، حين فقد سواريز أعصابه في مباراة مصيرية أمام إيطاليا، وقام بعضّ المدافع جورجيو كيليني في كتفه داخل منطقة الجزاء، أمام أعين العالم، وفي وضح النهار.

لويس سواريز – كيليني

عضّة كأس العالم: العقوبة الأكبر في تاريخ المونديال

في 24 يونيو 2014، كانت الأعين كلها متجهة إلى ملعب “أرينا داس دوناس” في مدينة ناتال البرازيلية، حيث واجهت أوروجواي منتخب إيطاليا في الجولة الأخيرة من دور المجموعات.

بينما كانت المباراة تسير نحو تعادل سلبي يُقصي منتخب سواريز، فجّر الأخير سلوكًا غريبًا عندما انقضّ بأسنانه على المدافع جورجيو كيليني.

ورغم أن الحكم المكسيكي ماركو رودريجيز لم يشاهد الواقعة، فإن الاحتجاجات العلنية من كيليني، ومقاطع الفيديو المنتشرة، دفعت الفيفا لفتح تحقيق سريع انتهى بعقوبة تاريخية.

العقوبات كانت على النحو التالي:

العقوبةالتفاصيل
الإيقاف عن ممارسة أي نشاط متعلق بكرة القدم لمدة 4 أشهر كاملة
الإيقاف الدولي 9 مباريات مع منتخب أوروجواي، مما أنهى مشاركته في مونديال 2014
الإيقاف محليًا غياب عن 9 مباريات من الدوري الإنجليزي الممتاز
الغرامة المالية 100 ألف فرنك سويسري (حوالي 65,000 جنيه إسترليني)
الحظر الكامل ممنوع من دخول الملاعب أو حتى التدريبات مع ناديه ليفربول خلال فترة الإيقاف

ووصف رئيس اللجنة التأديبية بالفيفا آنذاك، كلاوديو سولسر، ما فعله سواريز بأنه “سلوك غير مقبول تمامًا، ولا يمكن التسامح معه، خاصة في بطولة يتابعها الملايين حول العالم”.

ورغم صدمة القرار، سارع الاتحاد الأوروجوياني للطعن، معتبرًا أن العقوبة “قاسية ومبالغ فيها”، بينما اعتبر رئيس الاتحاد ويلمار فالديز أن “العالم شاهد حوادث أعنف لم تُعاقب بمثل هذه الشدة”.

ليست الأولى.. عضّات سابقة في سجل لويس سواريز

حادثة كيليني لم تكن الأولى، بل كانت الثالثة في سلسلة “عضّات” غريبة من مهاجم يتمتع بموهبة استثنائية وشخصية غير منضبطة.

الضحيةالتاريخالناديالعقوبة
عثمان باكال (PSV) 2010 أياكس 7 مباريات
برانيسلاف إيفانوفيتش (تشيلسي) 2013 ليفربول 10 مباريات
جورجيو كيليني (إيطاليا) 2014 منتخب أوروجواي 4 أشهر + 9 مباريات دولية

حادثة إيفانوفيتش في البريميرليج عام 2013 كانت بمثابة الإنذار، حيث قام لويس سواريز بعض ذراع المدافع الصربي خلال مباراة ليفربول ضد تشيلسي، في لقطة تم توثيقها بوضوح.

أما أولى عضّاته فكانت في الدوري الهولندي، حين غرس أسنانه في كتف باكال لاعب بي إس في أيندهوفن، أثناء وجوده في أياكس.

بين الموهبة والغضب.. لماذا عضّ لويس سواريز اللاعبين؟

عبر السنين، انقسمت الآراء حول لويس سواريز؛ فنيًا، لا أحد يشك في قدراته: هدّاف، مقاتل، وصاحب لمسة حاسمة في المباريات الكبرى، لكن نفسيًا، بدا دائمًا لاعبًا يعيش على الحافة، لا يحتمل الاستفزازات ولا يقبل الخسارة بسهولة.

العديد من المحللين رأوا في عضّاته نوعًا من التنفيس العدواني المرتبط بالضغط النفسي، لكن الآخرين لم يغفروا له، معتبرين أن التكرار يجعل منه “جريمة متسلسلة”، لا مجرد هفوة عابرة.

رغم هذه اللحظات السوداء في مسيرته، إلا أن سواريز كتب لنفسه فصولًا من المجد، خاصة مع برشلونة، حيث توج بدوري أبطال أوروبا، وسجل أكثر من 190 هدفًا للنادي الكتالوني، وكان جزءًا من ثلاثي هجومي تاريخي مع ميسي ونيمار.