إيليا توبوريا يتعهد بأن يكون بديلاً لكريستيانو رونالدو

من كان يتخيل أن يُزاحم اسم إيليا توبوريا، المقاتل الشرس في الفنون القتالية المختلطة، اسم كريستيانو رونالدو، أسطورة كرة القدم الذي رسّخ مكانته بين عظماء الرياضة لعقود؟ من حلبات القتال إلى ملاعب الكرة، ظهرت مقارنة غير متوقعة بين رجلين ينتميان إلى عالمين مختلفين، لكن الطموح كان الجسر الوحيد الذي ربط بينهما.

في مقابلة مثيرة للجدل مع منصة Sportsbet.io، فجّر إيليا توبوريا مفاجأة مدوية حين أعلن عن هدفه لعام 2025 قائلًا، دون تردد: “أستطيع أن أؤكد لك، دون ذرة شك، أنني سأكون الرياضي الأعلى أجرًا في العالم، هل تعرف من كان الأعلى أجرًا في 2024؟ نعم، كريستيانو رونالدو. حسنًا، دوري قادم، وسأكون هناك، بل سأتفاجأ إن لم أكن”.

كلمات نارية لم تأتِ من فراغ، بل من مقاتل يُلقّب بـ”الماتادور”، عرف كيف يلفت الأنظار ويصنع لنفسه مساحة في ساحة رياضية تتجاوز حدود القفص الحديدي.

كريستيانو رونالدو قائد النصر - أخبار النصر اليوم
كريستيانو رونالدو قائد النصر – (المصدر : حساب النادي الرسمي)

لكن الطموح الذي أعلنه لم يكن محض أمنية، بل خطة مدروسة مدفوعة بالثقة المطلقة.

تحدٍ شرس من توبوريا تجاه كريستيانو رونالدو

رغم أن تصريحه أثار استغراب البعض وسخرية آخرين، فإن توبوريا لم يتراجع، بل مضى في طريقه، وواصل التأكيد على هدفه مرارًا وتكرارًا في مقابلات لاحقة، مُشيرًا إلى أن جاذبيته الإعلامية وقدرته على التسويق لنفسه، بالإضافة إلى مهاراته القتالية، ستجعل منه نجمًا عالميًا لا يقل لمعانًا عن أساطير الكرة والسلة والملاكمة.

ما زاد القصة غرابة، أن توبوريا ليس مجرد رياضي عادي ينظر إلى رونالدو من بعيد، بل هو مشجع مخلص لريال مدريد، الفريق الذي ارتبط اسم نجم النصر السعودي الحالي به أكثر من أي نادٍ آخر، والذي صنع فيه جزءًا كبيرًا من مجده وأسطوريته.

توبوريا، الذي يحمل الجنسية الإسبانية إلى جانب الجورجية، اختار ملعب سانتياجو برنابيو ليكون المنصة التي يستعرض فيها حزام بطولة وزن الريشة الذي حصل عليه، وسط تصفيق جمهور الميرنجي.

كما أنه يرتبط بعلاقة صداقة قوية مع سيرجيو راموس، أحد رموز النادي، وزميل كريستيانو السابق في الخط الخلفي للوس بلانكوس.

هذه الخلفية جعلت تصريحات توبوريا أكثر غرابة، وكأن الابن المدريدي قرر أن يتحدى الأب الروحي لأمجاد النادي الحديثة.

عداوة كريستيانو رونالدو وتوبوريا تبدأ من التصريحات

لكن التحول من الإعجاب إلى العداوة بدأ حين تحدث كريستيانو رونالدو مع المقاتل الكاميروني المخضرم فرانسيس نجانو قبل إحدى مواجهاته في UFC، حيث أعرب رونالدو عن تحفظه تجاه شخصية توبوريا، وقال إن الأخير يبالغ في الحديث عن نفسه، مشيرًا إلى أن ماكس هولواي، خصم توبوريا، هو الأجدر بالفوز في أي نزال قادم.

إيليا توبوريا
إيليا توبوريا

كلمات رونالدو لم تمر بصمت، فقد بادر “الماتادور” بالرد سريعًا عبر تغريدة حادة قال فيها: “لم أتوقع أن شخصًا مثلك لا يستطيع التمييز بين الثقة والغرور، لكن في النهاية، كلٌّ يعكس واقعه على الآخرين، أتمنى لك التوفيق في ما تبقى من مسيرتك، وبارك الله في عائلتك”.

الرد الأقوى لم يكن بالكلمات، بل بالأفعال، ففي واحدة من أقوى لحظات مسيرته، واجه إيليا توبوريا المقاتل الشرس ماكس هولواي، وتمكن من تحقيق انتصار مدوٍّ بالضربة القاضية، ليصبح أول مقاتل في تاريخ UFC يسقط خصمه بهذه الطريقة في وزن الريشة.

بذلك، لم يثبت فقط أن ثقته لم تكن غرورًا، بل أنه على استعداد لتحويل كلماته إلى إنجازات ملموسة، خطوة بعد خطوة.

طموح توبوريا لا يقتصر على الحلبة فقط. هو يريد أن يكون علامة تجارية، نجمًا عالميًا، ومصدر إلهام لشباب لا يشاهدون الفنون القتالية كرياضة فقط، بل كوسيلة لتحقيق الذات وتحطيم الحواجز.

هو يعلم جيدًا أن الوصول إلى قمة قائمة الرياضيين الأعلى أجرًا يتطلب أكثر من مهارة قتالية؛ يتطلب تسويقًا، وحضورًا، وصفقات رعاية، وارتباطًا وثيقًا بعالم الأعمال والموضة والترفيه.

لكن هل يستطيع مقاتل واحد أن يحل محل رجل مثل كريستيانو رونالدو، الذي لم يكن فقط ماكينة أهداف، بل أيضًا ماكينة إيرادات؟ هذا ما سنراه في الأيام القادمة.

إحصائيات نجوم الدوري السعودي