لوكا مودريتش: من التهكم إلى أعظم لاعب في تاريخ ريال مدريد

لوكا مودريتش: من التهكم إلى أعظم لاعب في تاريخ ريال مدريد

من السخرية واعتباره أحد أفشل صفقات ريال مدريد، إلى أن أصبح من بين الأفضل في تاريخ النادي الملكي والأكثر تحقيقًا للبطولات، هكذا يمكن تلخيص مسيرة لوكا مودريتش بقميص ريال مدريد.

في صيف 2012، رحل شاب من بلاد الضباب إلى العاصمة مدريد. كان الجميع ينتظر منه تقديم مستوى جيد، لكن ما حدث أنه فشل في إثبات قدراته للمدرب البرتغالي جوزيه مورينيو للعب أساسيًا مع الفريق.

في ذلك الوقت، لم يكن مورينيو يرى سوى تشابي ألونسو وسامي خضيرة كثنائي قوي في خط الوسط، ولم يعتمد على غيرهما، بالإضافة إلى مسعود أوزيل الذي كان يعد أحد العناصر الأساسية في تشكيلته.

لذلك، لم يكن لمودريتش دور كبير في الفريق، وازدادت الأمور سوءًا بسبب ظهوره المتواضع في بدايته، ويعود ذلك إلى عدم تأقلمه السريع مع أجواء الليجا ومع نادٍ بحجم ريال مدريد.

لوكا مودريتش – ريال مدريد

لوكا مودريتش احتاج ملعبًا إنجليزيًا ليفرض كلمته في ريال مدريد

كان لوكا يُعد لاعبًا عاديًا في صفوف النادي الملكي، حتى جاءت مواجهة مانشستر يونايتد في دوري أبطال أوروبا على ملعب أولد ترافورد، وكأن النجم الكرواتي كان ينتظر اللعب على الأراضي الإنجليزية لاستعادة مستواه، ولكن هذه المرة بقميص الميرينجي.

صاروخية لوكا مودريتش في أولد ترافورد كانت كفيلة بتحويل مسيرته مع ريال مدريد، ليقرر مورينيو بعد ذلك الاعتماد عليه بشكل مستمر ومنحه دقائق أكثر.

وتمكن اللاعب من استغلال تلك الفرصة بأفضل شكل ممكن، وقدم أداءً جيدًا أجبر الجماهير على المطالبة بمشاركته، بعد أن كانت قد وصفته سابقًا بأفشل صفقات النادي.

مودريتش – الرجل الذي عذب برشلونة!

بداية لوكا مودريتش في مباريات الكلاسيكو في الليجا لم تكن الأفضل بالنسبة له، لكنه بعد ذلك، وخاصة بعد رحيل كريستيانو رونالدو، ظهر وكأنه “سوبرمان”، وأصبح الرجل الذي عذّب برشلونة. فقد كان، برفقة كريم بنزيما، قادرين على إلحاق الضرر بالنادي الكتالوني والسيطرة على الكلاسيكو لسنوات.

أما مودريتش، فكانت بدايته في الكلاسيكو سيئة؛ إذ خسر 8 مباريات وتعادل في 3 من أول 14 كلاسيكو له، وحقق الفوز في 3 مواجهات فقط. وقد صنع هدفًا في ثاني مشاركاته بالكلاسيكو في الليجا، ليسهم في فوز فريقه بهدفين مقابل هدف.

لكن مبارياته الأخيرة أمام برشلونة شهدت تألقًا لافتًا للنجم الكرواتي. وبغض النظر عمّا حدث في موسمه الأخير، فقد كانت لمودريتش الكلمة العليا في صراع خط الوسط أمام رفاق فرينكي دي يونغ. وعلى الرغم من عدم مشاركته أساسيًا في بعض المواسم الأخيرة، إلا أنه كان دائمًا يصنع الفارق في مواجهات الكلاسيكو.

تتويجٌ مستحق لمجهود سنوات.. مودريتش أكثر من رفع الكؤوس في تاريخ ريال مدريد

حقق النجم الكراوتي عدة ألقاب مع ريال مدريد وأصبح هو اللاعب الأكثر تتويجًا بالبطولات بقميص ريال مدريد عبر التاريخ، وأبرز بطولات مودرتش مع النادي الملكي التتويج بلقب الدوري الإسباني 4 مرات، وكأس السوبر الإسباني 5 مرات.

وعلى المستوى القاري حصل لوكا على دوري أبطال أوروبا 6 مرات وكأس العالم للأندية 5 مرات، بالإضافة إلى كأس السوبر الأوروبي 5 مرات، ووصل مجموع النجم الكرواتي إلى 28 بطولة ليصبح الأكثر تتويجًا مع الريال.