بعد وفاته – من هو مكتشف كريستيانو رونالدو ومدى تأثيره عليه؟

في حياة كل نجم، هناك شخص لا يظهر تحت أضواء الملاعب، لكنه كان النور الأول في بداية الطريق، ذلك الذي آمن بموهبة خجولة، وصقلها حتى لمع بريقها، الأشخاص الذين يكتشفوننا، ويؤمنون بنا، يتركون بصمتهم في كل إنجاز نحققه، حتى وإن رحلوا، يظل تأثيرهم خالدًا فينا، تمامًا كما هو حال كريستيانو رونالدو مع مكتشفه الراحل أوريليو دا سيلفا بيريرا.
فقدت كرة القدم البرتغالية والعالمية واحدًا من رموزها العظيمة، بوفاة أوريليو دا سيلفا بيريرا، مدير الكشّافين الأسطوري في نادي سبورتينج لشبونة، عن عمر ناهز 77 عامًا، رجل لم يكن مجرد مدرب أو مكتشف للمواهب، بل صانع نجوم تركوا بصمة في تاريخ المستديرة.
لم يتأخر كريستيانو رونالدو، قائد النصر السعودي وأسطورة كرة القدم، في رثاء مكتشفه الأول، فنشر عبر حسابه على إنستجرام كلمات مؤثرة قال فيها: “رحل عنا أحد رموز كرة القدم العالمية، لكن إرثه سيبقى خالدًا. لن أتوقف عن الامتنان لكل ما قدمه لي وللعديد من اللاعبين. إلى الأبد، أيها الرب أوريليوس، شكرًا لك على كل شيء. ارقد في سلام“.
كريستيانو رونالدو ينعي مكتشفه.. تأثير عظيم على أفضل لاعب في العالم
كانت بداية القصة عام 1997، حين كان رونالدو طفلًا في الثانية عشرة من عمره، يلعب في صفوف ناسيونال ماديرا، حينها رصده بيريرا وأصر على ضمه إلى أكاديمية سبورتينج لشبونة، ليفتح أمامه أبواب المجد، لم يكن هذا القرار عاديًا، بل كان الخطوة الأولى نحو مسيرة أسطورية بدأت باحتراف رونالدو في الفريق الأول عام 2002، ثم انتقاله إلى مانشستر يونايتد بعد موسم واحد فقط.
منذ توليه مسؤولية استقطاب المواهب في سبورتينج لشبونة عام 1988، كان بيريرا بمثابة العين التي ترى ما لا يراه الآخرون، يعود إليه الفضل في اكتشاف وتطوير جيل ذهبي من اللاعبين، أبرزهم: باولو فيوتشر، لويس فيجو، ناني، ريكاردو كواريسما، وكريستيانو رونالدو.
Um dos grandes símbolos da formação mundial deixou-nos mas o seu legado viverá para sempre. Nunca deixarei de estar grato por tudo o que fez por mim e por tantos outros jogadores. Até sempre, Senhor Aurélio, obrigado por tudo. Descanse em paz. pic.twitter.com/8PvLE73id4— Cristiano Ronaldo (@Cristiano) April 8, 2025
أكثر من ذلك، فإن بيريرا ارتبط بأحد أعظم إنجازات البرتغال الكروية، وهو التتويج بلقب يورو 2016، حيث ضم المنتخب الفائز 10 لاعبين اكتشفهم بنفسه، ما دفع نادي سبورتينج لشبونة إلى وصف الفريق في بيانه بـ”فريق الأوريليوس”.
نادي سبورتينج لشبونة، الذي احتضن مسيرة بيريرا لنحو 4 عقود، أصدر بيانًا نعي فيه أسطورته قائلًا: “سيُذكر إلى الأبد كواحد من أعظم الأسماء في تاريخ كرة القدم الوطنية، وقبل كل شيء، في تاريخ نادي سبورتينج لشبونة“.
قد يظن البعض أن العظمة تُصنع وحدها، لكنها في الحقيقة تبدأ غالبًا بنظرة مؤمن، بكلمة دعم، بفرصة صادقة، وهذا تمامًا ما كان عليه أوريليو بيريرا في حياة كريستيانو رونالدو، فلو لم يمد له يده في سن مبكرة، ويمنحه تلك الفرصة الذهبية في أكاديمية سبورتينج، ربما ما كان رونالدو ليصل إلى كل هذه القمم.
تأثير بيريرا لم يكن فنيًا فقط، بل كان إنسانيًا وتربويًا، صاغ شخصية رونالدو قبل أن يصقل موهبته، علمه الانضباط، وزرع فيه روح التحدي، وآمن بأنه مختلف… وهذا الإيمان، كان الشرارة الأولى التي أطلقت رحلة أحد أعظم من لمس الكرة على مر العصور.
إحصائيات نجوم الدوري السعودي