4 عمليات إنقاذ – نور الدين بن زكري قائد سفينة الأمل في دوري روشن

4 عمليات إنقاذ – نور الدين بن زكري قائد سفينة الأمل في دوري روشن

في دوري لا يرحم، حيث تتصارع الأندية على القمم، وتئنّ أخرى في قاع الجدول باحثة عن طوق نجاة، يظهر الجزائري نور الدين بن زكري كقصة لا تشبه غيرها.

ليس لأنه صعد بفريق إلى قمة، ولا لأنه صنع مجدًا بالكؤوس، بل لأنه انتشل ما حسبه الجميع غارقًا، وأعاد الروح إلى فرق لفظها الحظ والنتائج، وأبقى أسمائهم على وجه منافسات الدوري السعودي.

بين موسم وآخر، يتكرر اسمه في اللحظة التي يفرّ منها الجميع، ويأتي صوته هادئًا، لا يعد بالمعجزات، لكنه يعرف الطريق جيدًا، وفي خمس سنوات فقط، أخرج 4 فرق من نفق السقوط، وكتب سيرة “المنقذ” بحبر المواقف لا بالكلام.

المحطة الأولى.. حين قال للفيحاء: لن تسقط

في موسم 2018-2019، تولّى بن زكري تدريب الفيحاء، وكان الفريق على شفير الهبوط، في المركز 14 وبرصيد 15 نقطة من 18 مباراة. كان ثالث مدرب للفريق في موسمٍ فوضوي، لكنّه عرف من أين تبدأ الحكاية.

حفّز لاعبيه، وأعاد ترتيب الأوراق، ليختم الموسم بفوز كبير على الوحدة بخماسية، ويقود الفريق للبقاء في المركز 12 برصيد 32 نقطة، في أول فصول “المنقذ”.

المحطة الثانية.. ضمك يعود من بعيد

في موسم 2019-2020، انتقل إلى ضمك، الذي كان يئن تحت الضغط. بدأ مبكرًا هذه المرة، في أكتوبر، خلفًا للتونسي محمد الكوكي.

بهدوء وثقة، أعاد للفريق توازنه، وكانت مباراته الأخيرة أمام الفتح ملحمة بحد ذاتها، حيث فاز 4-3 في واحدة من أكثر مباريات الموسم إثارة.. وضمنت لضمك البقاء.

المحطة الثالثة.. الأخدود يتنفس

حين عاد بن زكري في موسم 2022-2023 لتدريب الأخدود، بدا وكأنه لا يعرف سوى العودة إلى الأماكن التي تحتاجه.

كان الفريق بالمركز 16 برصيد 24 نقطة، في دوامة السقوط، بعد تجارب غير موفقة مع خورخي مندوسا ومارتن سيفيلا. لكن “المسعف” جاء، فقاد الفريق في 7 مباريات، حقق فيها نقاطًا ثمينة، وضَمِن البقاء قبل الجولة الأخيرة.

المحطة الرابعة.. نهاية سعيدة للخلود

وفي موسم 2024، تلقى فريق الخلود ضربة موجعة بخطر السقوط، فاستدعى الرجل الذي اعتاد التحدي.

قاد الفريق في سباق قصير لكن حاسم، وكان الفوز على الفيحاء بثنائية نظيفة في الجولة 33 تتويجًا لمهمته.. فبقي الخلود، ورفرفت راية البقاء للمرة الرابعة تحت إمرة بن زكري.

خيط سريّ يربط المحطات

ما يجمع القصص الأربع ليس مجرد النجاة، بل طريقة النجاة، بن زكري لا يغيّر فلسفته، هو يؤمن بالروح، والانضباط، ويجيد شحن لاعبيه نفسيًا، كما لو أنه يطلب منهم القتال على حياة لا مباراة.

النتائج لم تكن دائمًا ساحقة، لكنها دائمًا كافية، مدرب لا يصنع “تيكي تاكا”، لكنه يصنع “فريقًا يقاتل من أجل البقاء”.