روما ولاتسيو – عندما تتكاتف العاصمة ضد الأفاعي دون الوصول إلى المراد

أحيانًا تُكتب فصول في كرة القدم بأقدام فرق لم تلمس المجد، لكنها غيّرت وجهته، وهذا ما حدث مع قطبَي العاصمة الإيطالية، روما ولاتسيو.
تُوّج نابولي ببطولة الدوري الإيطالي 2024-2025 على حساب إنتر ميلان، بفارق نقطة واحدة عن النيرازوري، ليستعيد البارتينوبي لقب الاسكوديتو.
نابولي بطلًا للدوري الإيطالي بمساعدة قطبَي العاصمة، اللذين لم يحقق أيٌّ منهما هدفه هذا الموسم، لكنه منع إنتر ميلان من تحقيق اللقب.
هل فعلاً فيه شباك في نابولي ما بيفتحش غير لما الفريق ياخد الدوري؟ 🙃
حكاية بين السحر والصدفة، بس هل تصدقها ولا لأ؟ 🤔#نابولي #مارادونا #الكالشيو #إيطاليا #365ScoresArabic pic.twitter.com/xePeGvzQYG— 365Scores Arabic (@365scoresarabic) May 26, 2025
ذئاب ونسور العاصمة يتحالفون على الأفعى
إنتر ميلان، الذي تصدّر الدوري الإيطالي في 9 جولات من أصل 38، خسر لقب الاسكوديتو في الوقت الحاسم، وتبدّد حلمه في التتويج والحفاظ على اللقب.
حافظ إنتر ميلان على سلسلة لا هزيمة وصلت إلى 7 مباريات، وتمكّن من تصدّر الترتيب مستغلًا تعثّر نابولي وأتالانتا.
ورغم التعادل مع نابولي وبارما، ظل النيرازوري في الصدارة، وحقق انتصارات على أتالانتا وكالياري وأودينيزي، بالإضافة إلى جنوى، لتأتي الفترة الأهم في مشواره.
في الجولة 33، واجه إنتر ميلان نظيره بولونيا وتلقى هزيمة قاتلة بهدف أورسوليني من خلفية مزدوجة في الدقيقة الأخيرة، ليتساوى في النقاط مع نابولي.
ثم جاءت أزمة وفاة البابا فرانسيس، وتأجيل المباريات إلى يوم الأحد بدلًا من السبت، وذلك قبل 72 ساعة فقط من مواجهة برشلونة في كتالونيا، مما دفع إنتر ميلان لمحاولة الحصول على قرار من رابطة الدوري الإيطالي بتأجيل مواجهة روما.
رفضت رابطة الدوري الإيطالي التأجيل، فواجه إنتر نظيره روما، وظهر النيرازوري منهكًا بدنيًا في جميع خطوطه، وخسر على ملعبه “جوسيبي مياتزا” بنتيجة 1-0 أمام الذئاب.
كانت تلك الخسارة هي المباراة الثامنة عشرة التي يحافظ فيها روما على سجله الخالي من الهزائم تحت قيادة المدرب كلاوديو رانييري.
المدرب الإيطالي قاد الفريق للمنافسة على المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، وازداد طموح ذئاب العاصمة بعد النتائج الممتازة مع رانييري.
خسر إنتر ميلان وترك الصدارة لنابولي، الذي تصدّر الترتيب كأكثر فريق احتل المركز الأول هذا الموسم.
بعد ذلك، فاز روما على فيورنتينا، لكنه سقط أمام أتالانتا، ليفقد فرصة استغلال تعثّر يوفنتوس واحتلال المركز الرابع المؤهل لدوري أبطال أوروبا.
في الجولة قبل الأخيرة، فاز روما على ميلان، وانتظر هزيمة يوفنتوس من فينيسيا في الجولة الأخيرة، لكن البيانكونيري كشر عن أنيابه وتأهل إلى دوري أبطال أوروبا، مانعًا ذئاب العاصمة من تحقيق هدفهم.
لاتسيو يدق المسمار الأخير
أما لاتسيو، الذي يعتبر روما عدوًا له، فتحالف بشكل غير مباشر على إسقاط إنتر ميلان، ووجّه الدوري إلى مدينة نابولي كهدية لأنطونيو كونتي في موسمه الأول.
ورغم نتائج لاتسيو المتذبذبة، وخسارته في لقاء الذهاب أمام إنتر ميلان بنتيجة 6-0 على ملعبه “أوليمبيكو” في العاصمة، فإنه كان سببًا رئيسًا في خسارة النيرازوري للقب.
الجولة 37 كانت تاريخية، وشهدت كل أنواع الإثارة بين ملعبي “جوسيبي مياتزا” و”إينيو تارديني”.
نابولي، الذي واجه بارما في ملعب “إينيو تارديني”، حاول التسجيل بشتى الطرق، وجاء الخبر اليقين من “جوسيبي مياتزا” بتقدُّم إنتر ميلان في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول.
في الشوط الثاني، تعادل بيدرو للاتسيو، قبل أن يُعيد دينزل دومفريس التقدُّم لإنتر قبل 10 دقائق من النهاية.
كان على نابولي أن ينتصر حتى لا يفقد الصدارة قبل الجولة الأخيرة، وحصل البارتينوبي على ركلة جزاء في الدقيقة 97 بعد تدخل على ديفيد نيريس.
لكن الحكم عاد وألغى الركلة بسبب مخالفة في البداية من سيميوني على مدافع أتالانتا.
في الوقت نفسه، كان إنتر ميلان متعادلًا بهدف لبيدرو من ركلة جزاء في الدقيقة 90. وفي الدقيقة 94، سجّل أرناوتوفيتش هدفًا قاتلًا، لكن الحكم ألغاه بداعي التسلل.
المصدر:Gettyimages
في النهاية، ورغم تعثّر نابولي، ظل في الصدارة، واحتاج إلى انتصار في الجولة الأخيرة من أجل تحقيق اللقب، وهو ما تحقق بالفعل.
أما إنتر ميلان، فقد كانت لدغة نسور لاتسيو لا تقل إيلامًا عن تلك التي تلقاها من روما، فخسر اللقب بسبب المباراتين.
في الجولة الأخيرة، خسر لاتسيو أمام ليتشي، ورغم فوز روما على تورينو، لم يتأهل أيٌّ منهما إلى دوري أبطال أوروبا، واكتفى الجيالوروسي بالدوري الأوروبي، بينما فشل اللاتسيالي في بلوغ أي بطولة أوروبية.
لم يحقق روما أو لاتسيو هدفهما الأساسي، لكن كليهما أسقط من كان يمد يده نحو اللقب. فريقان لم يبلغا الحلم الذي سعيا خلفه، ولم يعبروا بوابة دوري الأبطال، لكنهما وقفا حجر عثرة أمام من ظن أن الطريق نحو التتويج سيكون سهلًا.