فضيحة في البرازيل: قرار تحكيمي يمنح لقب الدوري لفريقين!

فضيحة في البرازيل: قرار تحكيمي يمنح لقب الدوري لفريقين!

في واحدة من أظلم اللحظات في تاريخ الكرة البرازيلية، انفجرت “مافيا الصافرة” عام 2005، لتصبح أكبر فضيحة تحكيمية تهز ليس فقط كرة القدم، بل المشهد الرياضي في البرازيل بأكملها.

ما كشفه الصحفي أندريه ريزيك آنذاك، عبر مجلة فيجا، لم يكن مجرد تلاعب بنتيجة مباراة، بل شبكة فساد كاملة اخترقت قلب اللعبة الأكثر شعبية في البلاد، وأعادت رسم هوية بطل الدوري بأوامر من تحت الطاولة.

كانت البداية مع الحكم الدولي إيديلسون بيريرا دي كارفاليو، أحد قضاة اتحاد ساو باولو لكرة القدم، وعضو معتمد من الاتحاد الدولي “فيفا”، وهو ما سيقصّه عليكم موقع 365Scores عبر تقريره الآتي.

كرة القدم – البرازيل

فضيحة القرن في البرازيل.. حين توّج الحكم فريقين بلقب واحد!

في 23 سبتمبر 2005، فجّر ريزيك القضية، وبعدها بيوم فقط، اعتقلت الشرطة الفيدرالية كارفاليو من منزله، بينما أُلقي القبض على رجل الأعمال نجيب فياض، العقل المدبر للمخطط، داخل ملهى ليلي؛ فياض كان يدير مجموعة مراهنين تتحكم بنتائج المباريات مقابل دفع رشاوى للحكام، بلغت 10 آلاف ريال برازيلي عن كل مباراة تم التلاعب بها.

التحقيقات أشارت إلى أن كارفاليو وزميله باولو خوسيه دانيلون عبثا بنتائج نحو 40 مباراة، بعضها في بطولات كبرى مثل كوبا ليبرتادوريس، وكوبا سودأمريكانا، والدوري البرازيلي بدرجتيه، لكن لظروف تنظيمية، لم تُعاد إلا مباريات الدرجة الأولى من الدوري المحلي، وعددها 11 مباراة، تلك الإعادة لم تكن بلا تأثير… بل قلبت الجدول رأسًا على عقب.

كورينثيانز، الذي خسر سابقًا أمام ساو باولو وسانتوس، حصل على فرصة جديدة لخوض اللقاءين، فتعادل مع الأول وهزم الثاني، هذه النتائج المعدّلة قلبت موازين البطولة، ومنحت كورينثيانز اللقب الذي كان في طريقه إلى إنترناسيونال، فضيحة تحكيمية انتهت بفائز مختلف، وبطولة مشوهة، وبحالة نادرة في التاريخ تُتوَّج فيها الأندية بالأحكام لا بالأهداف.

أُقصي كل من كارفاليو ودانيلون من التحكيم مدى الحياة، وواجهوا تهماً جنائية إلى جانب نجيب فياض وأربعة أعضاء آخرين من الشبكة، لكن المفارقة أن المحكمة العليا في ساو باولو أسقطت التهم لاحقًا، لعدم وجود توصيف قانوني لجريمة “الاحتيال الرياضي” وقتها، حيث لم يُدرج في القانون البرازيلي إلا عام 2010.

مافيا الصافرة لم تُغيّر فقط هوية البطل، بل غيّرت أيضًا ثقة الجماهير، ونزاهة المنافسة، وأعادت تعريف كلمة “الفضيحة” في قاموس كرة القدم اللاتينية.