إلقاء القبض على بطل الأولمبياد بتهمة خطيرة

قبل أكثر من أربعة عقود، كانت ماري لو ريتون مجرد مراهقة أمريكية قصيرة القامة، لكن دورة الأولمبياد في لوس أنجلوس عام 1984 حولتها إلى أسطورة رياضية، بعدما أصبحت أول أمريكية تحرز الميدالية الذهبية في منافسات الجمباز الفردي الشامل، بنتيجة مثالية بلغت 10.00 نقاط.
بأداء استثنائي، وتحديدًا في القفز، أطاحت ريتون حينها بالرومانية إيكاترينا زابو المرشحة الأولى للفوز، ونفذت حركة تسوكاهارا مزدوجة أنهاها بهبوط خالٍ من العيوب، لتكتب اسمها بحروف من ذهب في تاريخ الجمباز الأمريكي.
النتيجة المثالية التي ظهرت على لوحة النتائج أعقبها احتضان عاطفي لمدربها الشهير بيلا كارولي، واحتفاء جماهيري عارم نقلها من ملاعب الرياضة إلى قلب الثقافة الأمريكية.
سرعان ما أصبحت وجهاً إعلاميًا مألوفًا، ظهرت على أغلفة المجلات وشاشات التلفاز، وكانت أول رياضية تتصدر غلاف علبة حبوب الإفطار “ويتيز”، فيما اختارتها مجلة Sports Illustrated كـ”رياضية العام”، ونالت تكريمًا من الرئيس رونالد ريجان، واحتفلت في ديزني لاند، في مشاهد جعلت منها بطلة قومية وأيقونة لجيل كامل.
بطلة الأولمبياد تدخل في طريق مظلم.. من المجد إلى السقوط
لكن اليوم، وبعد أن بلغت 57 عامًا، تسير ريتون على طريق مغاير تمامًا.. وهو ما يقصّه عليكم موقع 365Scores، عن طريق مظلم يبدأ بعنوان صادم: “القبض على بطلة الأولمبياد بتهمة القيادة تحت تأثير الكحول”.
ففي 17 مايو الجاري، ألقت الشرطة في مقاطعة ماريون بولاية فرجينيا الغربية القبض على لاعبة الأولمبياد، ووجهت إليها تهمة القيادة تحت تأثير الكحول أو مواد خاضعة للرقابة، وفقًا لما كشفت عنه محكمة الصلح بالولاية.
وقد أُفرج عنها لاحقًا بكفالة مالية بلغت 1500 دولار، دون أن يُعلن اسم محاميها، كما لم يعلّق أي من ممثليها على الحادث.
موقع DailyMail.com حاول التواصل مع ابنتيها شايلا وإيما، لكن لم يصدر عنهما أي تصريح حتى الآن، في وقت أثار فيه اعتقال والدتهما ضجة كبيرة، لاسيما أنه يأتي بعد أشهر فقط من تعافيها من أزمة صحية كادت تودي بحياتها.
Previously healthy AF Olympic Great Mary Lou Retton 55 years old, Opens Up About the Mystery Illness That Almost Put Her on Life Support.
“She was tested for everything – COVID, Flu, RSV, everything negative.
Guess what she had in common w others?
pic.twitter.com/m5nLx7EKfg— Erin Elizabeth Health Nut News🥜 (@unhealthytruth) January 12, 2024
في أكتوبر 2023، وجدت ماري لو ريتون نفسها على فراش الموت، بعدما أصيبت بنوع نادر وخطير من الالتهاب الرئوي، تم العثور عليها على أرضية غرفة نومها، عاجزة عن التنفس، ونُقلت إلى المستشفى حيث دخلت وحدة العناية المركزة، وخلال تلك الأيام العصيبة، ودّعتها بناتها الأربع بالفعل، معتقدات أن الأم البطلة لن تعيش حتى صباح اليوم التالي.
وقتها، أنشأ أطفالها حملة لجمع التبرعات عبر منصة SpotFund، زاعمين أن والدتهم لا تملك تأمينًا صحيًا يغطي تكاليف علاجها الباهظة، ونجحت الحملة في جمع أكثر من 500 ألف دولار من المتبرعين، لكن مع تعافي ريتون، بدأت الأسئلة تتصاعد: إلى أين ذهبت الأموال؟ وهل كانت حقًا دون تغطية تأمينية؟
الأسرة امتنعت عن توضيح تفاصيل استخدام التبرعات، ما أثار جدلًا واسعًا وفتح أبواب الانتقاد على مصراعيها، غير أن ريتون دافعت لاحقًا عن بناتها قائلة: “لا يستحقن الهجوم. كنّ فقط يحاولن الاعتناء بي. لا يهمني المتشائمون.. هذه هي أمريكا، كل شخص له رأي”.
الاعتقال الأخير لبطلة الأولمبياد يعيد للأذهان حكايات النجومية التي أشرقت ثم انطفأت، ويطرح سؤالًا حزينًا: هل تنجو الأيقونات من أنفسهن بعد أن تنحسر عنها الأضواء؟