تشجيع باريس سان جيرمان في إحدى مدن فرنسا يعد فعلًا مجرمًا!

أن تكون مشجعًا لنادي باريس سان جيرمان يعني أنك تخوض معركةً يومية مع الأحكام المسبقة من مشجعي الأندية الفرنسية الأخرى، خاصة في المدن التي تُعتبر معاقل فرق منافسة قوية.
وفي مرسيليا، حيث الخصومة وصلت إلى حد الكراهية، يصبح التشجيع لنادي العاصمة قضية معقدة، تلامس أحيانًا أبعادًا اجتماعية وثقافية تتجاوز الرياضة.
يتفاخر جمهور مرسيليا بلقب دوري أبطال أوروبا الذي أحرزه ناديهم عام 1993 على حساب ميلان الإيطالي بهدف بازيل بولي، وهو اللقب الفرنسي الوحيد في تاريخ المسابقة حتى اليوم.
(المصدر:Gettyimages)
هذا الفخر يصبّ الوقود على نار التنافس مع سان جيرمان، الذي يسعى للانضمام إلى قائمة الأندية الفرنسية المتوجة باللقب، مما يزيد من الاحتقان الكروي والاجتماعي في المدينة.
جمهور باريس سان جيرمان في مرسيليا.. حب في ظل عداء
رغم أن مشجعي باريس موجودون في مرسيليا، إلا أنهم يعيشون تجربة صعبة لا تشبه أي تجربة تشجيع أخرى، يقول ماتيو، مشجع سان جيرمان، إن التعبير عن الحب للنادي في مرسيليا ليس سهلًا، لكنهم يحاولون الحفاظ على شغفهم وسط أجواء مشحونة، حيث يرى أكسيل، أستاذ محاط بمشجعي مرسيليا، أن كراهية باريس هي «عامل جمع» لجماهير مرسيليا.
⚽️ هدف !!
أسد الأطلس يزأر في معقل الأسود 🦁🇲🇦
الدقيقة 11 | أستون فيلا 0-1 باريس سان جيرمان #دوري_أبطال_أوروبا #استون_فيلا #باريس_سان_جيرمان #UCL pic.twitter.com/WkqUqX1W5s— beIN SPORTS (@beINSPORTS) April 15, 2025
في بعض الأحيان، تكون التوترات بين المشجعين ظاهرة في المزاح، كما يروي أوليفييه الذي عثر على ملصق لباريس في سلة المهملات، لكن المزاح قد يتجاوز الحدود، خصوصًا مع قصص يزيد سعيود الذي تلقى صناديق تحمل شعار باريس سان جيرمان مرفقة بنعش رمزي، في إشارة إلى جدية الموقف ومدى عمق التوتر.
الهوية والتغير الاجتماعي.. الكراهية من نافذة السياسة
يرى يزيد أن تفشي جائحة كورونا وتدفق سكان باريس إلى مرسيليا أثارا تساؤلات عن الهوية والتغيرات الاجتماعية في المدينة، مشيرًا إلى أن الكراهية تجاه باريس تتخذ أبعادًا سياسية واجتماعية، وتنعكس في نقاشات ساخنة حول المال والهوية: «أنتم من أصحاب الملايين، ونحن لا نملك شيئًا».
ماكسيم، مشجع سان جيرمان، لا يفصح عن انتمائه الحقيقي خوفًا من المضايقات، وهذا يعكس حالة الخوف التي يعيشها مشجعو باريس في مرسيليا، حيث يمكن أن تتحول الهوية الرياضية إلى عبء ثقيل.
في 2020، حاول رئيس شرطة منطقة بوش دو رون منع ارتداء قميص باريس سان جيرمان خلال نهائي دوري أبطال أوروبا لتفادي اضطرابات محتملة، ما يؤكد أن المشكلة لم تعد مجرد خلافات بين مشجعين بل وصلت إلى مستويات أمنية وتنظيمية.
🔥⚽️ باركولا في المكان المناسب يمنح باريس سان جيرمان هدف التعادل#دوري_أبطال_أوروبا#UCL pic.twitter.com/pXHTW2BWTJ— beIN SPORTS (@beINSPORTS) January 22, 2025
جيريمي، الذي يعمل في المجال السمعي والبصري، يصف شعوره عند ارتداء قميص سان جيرمان في الشارع بأنه «مواجهة مع أغبياء»، ويشير إلى أنه رغم كونه أبًا لعائلة، فهو يواجه كراهية تعكس عمق المشكلة، في المقابل، يحاول مشجعو باريس التمويه والتصرف بحذر، كما حدث مع ماتيو وجيريمي الذين حضروا مباريات مرسيليا متنكرين لتجنب المواجهات.
دعم زين الدين زيدان وبازيل بولي لنادي باريس في نهائي دوري الأبطال أثار غضب مشجعي مرسيليا، مؤكدين أن الخصومة ليست مزحة، كما أن الشراكة التي جمعت نادي باريس مع شركة «بيرنو ريكار» للخمور أثارت سخطًا واسعًا أدى إلى إنهائها.
في الميناء القديم، نادرًا ما تفتح الحانات مثل «أوماليز» أبوابها أمام مشجعي باريس، إذ اضطر مالكها إلى شراء قمصان إنتر للنادلين لتجنب الصدامات مع مشجعي مرسيليا، مما يعكس بُعد الأزمة وتأثيرها على الحياة اليومية.
هل تشجيع باريس سان جيرمان في مرسيليا جريمة فعلية؟
في مدينة تصنف بين أقدم وأعرق المدن الفرنسية، لا تزال قوانين العشق الكروي تعاقب من يختار فريق العاصمة، ليجد نفسه عالقًا بين وعي اجتماعي ثقيل وكراهية متأصلة.
شاهد هدف الجزائري أمين غويري في شباك ليل#الدوري_الفرنسي #مارسيليا #ليل pic.twitter.com/0JmDz4sBK6— beIN SPORTS (@beINSPORTS) May 4, 2025
التشجيع هنا لا يعد مجرد اختيار رياضي، بل معركة هوية يتوجب أن يخوضها المشجعون بوعي، حتى لو كلفتهم الغربة وسط جمهور معادٍ.