كيليان مبابي يتفوق على ميسي في الويب الصيني
قبل أن يرتدي قميص ريال مدريد الأبيض ويشعل مدرجات البرنابيو، كان كيليان مبابي لا يزال لاعبًا في صفوف باريس سان جيرمان، وكانت الصين تكتشف جانبًا جديدًا من النجم الفرنسي، لكن هذه المرة خارج المستطيل الأخضر.
في 26 أبريل 2024، سجّل مبابي خطوة غير متوقعة لكنها مدروسة حين انضم رسميًا إلى منصة شياوهونغشو (RED)، وهي إحدى أبرز منصات التواصل الاجتماعي في الصين، والمعروفة بجمهورها الشاب واهتمامها بالموضة والسفر والرياضة.
بعد أربعة أيام فقط، نشر النجم ثلاث منشورات مكتوبة باللغتين الفرنسية والصينية، جاذبًا أكثر من 192 ألف متابع، فيما حصد أول فيديو له، والذي وجّه فيه التحية للمستخدمين، أكثر من 88 ألف إعجاب و11 ألف تعليق.
كيليان مبابي يثبت حضوره على منصات التواصل الصينية
كان هذا الظهور الرقمي لمبابي نقيضًا كاملًا لصورة ليونيل ميسي التي اهتزت لدى كثير من المستخدمين الصينيين، بعد زيارته المثيرة للجدل إلى هونغ كونغ مطلع 2024، والتي وُصفت بأنها “باردة” وتفتقر إلى التفاعل الحقيقي مع الجمهور المحلي.
بينما فضل ميسي الصمت، انخرط مبابي بذكاء في بيئة الإنترنت الصيني، وبدأ فريقه باستخدام ميمات شهيرة مثل “مبابي يستمع للنصائح” (姆巴佩听劝)، في إشارة إلى تفاعله مع اقتراحات الجمهور، وهو أمر لا يُرى كثيرًا من نجوم بحجمه.
وسرعان ما تحولت هذه الخطوة إلى ظاهرة تفاعلية على المنصة، أطلق المستخدمون حملات مثل “قصتي مع المدرب مبابي”، وبدأوا في إنتاج محتوى خاص بهم يُبرز جانبًا مختلفًا من شخصية النجم الفرنسي، بدعم مباشر من إدارة المنصة وبمشاركة تلقائية لافتة.
Muchas gracias a todos los Madridistas por el cariño y la confianza desde el Día 1. Un honor de vivir este sueño cada día.
Hala Madrid 🤍🤍 @realmadrid https://t.co/Q3d2c17vcV— Kylian Mbappé (@KMbappe) May 28, 2025
اللافت في حضور كيليان مبابي على شياوهونغشو أنه لم يكن مجرد واجهة إعلانية، بل بدا حسابه وكأنه نافذة شخصية؛ صور ومقاطع عن مشجعي باريس سان جيرمان، اهتمام واضح بالباندا، اقتراحات للسفر إلى مدن صينية مثل سانيا وشانغهاي، وحتى منشورات عن الطعام الشعبي مثل تيانشوي مالاتانغ.
هذا التنوع والتلقائية لفتت أنظار المستخدمين، لدرجة أن الوسم #谁能教姆巴佩关下收藏夹# (من يستطيع تعليم مبابي إغلاق المفضلات؟) تصدّر قائمة المواضيع الأكثر بحثًا في شياوهونغشو يوم 28 أبريل، وحقق 11 مليون مشاهدة خلال يومٍ واحد.
أما على منصات أخرى مثل ويبو (النسخة الصينية من تويتر) وهوبو (الموقع المهتم بالرياضة وشؤون الرجال)، فقد أثار حضور مبابي نقاشات جماهيرية واسعة، بعض المستخدمين لاحظوا أن مبابي لم يتابع حساب باريس سان جيرمان على شياوهونغشو، ما أثار تكهنات حول قرب رحيله، وهو ما ثبت لاحقًا بالفعل.
بينما رصد آخرون أنه نطق اسم نيمار كأول كلمة صينية له على المنصة، ثم قام بحذف التعليقات المتعلقة به، في إشارة محتملة للخلاف الشهير بين النجمين في موسم 2022–2023.
EL MEJOR CLUB DEL MUNDO 🤍🙏🏽…@realmadrid https://t.co/JJ47iYP2ys— Kylian Mbappé (@KMbappe) January 21, 2025
من المثير أن لكيليان مبابي مجتمعًا خاصًا على ويبو يتابعه 68 ألف شخص، ويضم محتوىً تجاوزت مشاهداته 1.04 مليار مشاهدة، إلا أن اختياره التوجه أولًا نحو منصة شياوهونغشو لم يكن عشوائيًا.
فالمنصة تتمتع بجمهور نسائي كبير، وهو ما يتماشى مع استراتيجية تسويقية تُركّز على بناء صورة مبابي كوجه عالمي محبوب يتجاوز حدود الرياضة.
هذه الخطوة تزامنت مع موجة رياضية اجتاحت شياوهونغشو منذ مونديال قطر 2022، حين بدأ كبار النجوم مثل زيدان ومورينيو وسيميوني بالنشر على المنصة، ومنذ ذلك الحين، ومع انضمام أندية مثل برشلونة ويوفنتوس ومانشستر يونايتد، تجاوز عدد المنشورات المرتبطة بكلمة “كرة القدم” على المنصة حاجز 2.81 مليون منشور.
باختصار، ما فعله كيليان مبابي في الإنترنت الصيني لم يكن مجرد تحية للكاميرا، بل بناء جسر طويل المدى بينه وبين واحدة من أكبر قواعد الجماهير في العالم الرقمي.
وفي وقت فشل فيه ميسي في استيعاب مزاج الجمهور الصيني، انتصر مبابي بفضل الذكاء، التفاعل، والبساطة… فاستحق أن يكون الوجه الأبرز لكرة القدم الفرنسية في الشرق.
إحصائيات نجوم ريال مدريد