موسم عودة الطيور المهاجرة: من برودة أوروبا إلى حرارة الوطن

مثل الطيور المهاجرة، والتي حلّقت بعيدًا في فضاء الاحتراف، تنقّلت من مكان إلى آخر، ومن قارة إلى أخرى، حلّق اللاعبون العرب وهم يحملون أحلام المجد والشهرة فوق أجنحتهم، لكن القلب ظلّ معلقًا بجذورهم الأولى.
اليوم، تعود تلك الطيور المهاجرة إلى أوطانها، بعد سنوات من التحليق، ربما بحثًا عن دفء الجماهير، أو رغبة في رد الجميل، أو حنينًا لبداياتهم.
بدأت ظاهرة جديدة تفرض نفسها على الكرة العربية مؤخرًا، وهي عودة عدد من النجوم العرب إلى أنديتهم الأم، أو أندية في بلادهم.
بتتويجه بذات الأذنين للمرة الثانية في مسيرته 🏆
أصبح أشرف حكيمي أول لاعب عربي في التاريخ يُتوج بدوري أبطال أوروبا مرتين 🇲🇦🫡#حكيمي #أشرف_حكيمي #دوري_أبطال_أوروبا #365ScoresArabic pic.twitter.com/w3sx3CJz4R— 365Scores Arabic (@365scoresarabic) June 1, 2025
ومع اقتراب كأس العالم للأندية، نجد عددًا من اللاعبين قد عادوا إلى بلادهم، وهو ما يُعد ظاهرة لافتة كما أشرنا منذ الموسم الماضي.
أمرابط آخر الطيور المهاجرة
بدأ نور الدين أمرابط مسيرته الكروية في عام 2006 على المستوى الاحترافي مع فريق هويزين الهولندي، ثم فينلو وأيندهوفن، مرورًا بأندية أخرى مثل قيصري سبور، جالطة سراي، وملقا.
في إنجلترا، لعب أمرابط لواتفورد قبل أن ينتقل إلى هال سيتي، كما مثّل أندية النصر السعودي وآيك أثينا اليوناني، وليجانيس الإسباني.
بعد نهاية عقده مع هال سيتي، قرر أمرابط العودة، بل واللعب لأول مرة في الدوري المغربي مع الوداد، حيث وقّع صاحب الـ37 عامًا عقدًا يمتد لمدة موسم واحد مع إمكانية تجديده تلقائيًا لموسم إضافي، بناءً على مردوده الفني ونتائج الفريق خلال الموسم المقبل.
أمرابط، بخبراته الواسعة وقتاليته المعتادة في الملعب، سيكون إضافة قوية لفريق الوداد المغربي في بطولة كأس العالم للأندية 2025.
تريزيجيه يعود للأهلي
بعد 10 سنوات خارج مصر، عاد من جديد محمود حسن تريزيجيه، الذي كان حاضرًا في نهاية الجيل الذهبي الأول، عندما تم تصعيده في 2012.
مع مرور الوقت، أصبح تريزيجيه لاعبًا مؤثرًا مع الأهلي، وقاد الفريق للفوز بكأس الكونفدرالية 2014، لكنه رحل بعد ذلك إلى أندرلخت على سبيل الإعارة، قبل أن يشتري النادي عقده كاملًا.
بعد ذلك، أنقذ تريزيجيه موسكرون من الهبوط، وواصل تألقه في أستون فيلا عندما سجل هدفه القاتل ضد أرسنال ومنع فريق دين سميث حينها من الهبوط أيضًا.

(تصوير: مصطفى الشحات)
تألق تريزيجيه في تركيا مع قاسم باشا، وطرابزون سبور، وإسطنبول باشاك شهير، قبل أن يرحل إلى الريان معارًا في الصيف الماضي، ومن ثم يوقّع للأهلي ليعود قبل كأس العالم للأندية.
قرر تريزيجيه العودة من جديد إلى حيث بدأ التألق، من أجل مواصلة الدفاع عن القميص الأحمر، بعد 10 سنوات شهدت سطوع نجم أحد أبرز اللاعبين في المنتخب المصري خلال السنوات الماضية.
إسلام سليماني يعود إلى بلوزداد
بدأ سليماني مسيرته في 2009، وانضم إلى سبورتينج لشبونة في 2013، ومع مرور الوقت تألق مع الفريق البرتغالي، قبل أن يصبح أغلى لاعب عربي عندما انتقل إلى ليستر سيتي في 2016 مقابل 31 مليون يورو.
انضم بعد ذلك المهاجم الجزائري إلى نيوكاسل يونايتد، ثم فناربخشة وموناكو، وجميعهم على سبيل الإعارة من ليستر سيتي، قبل أن يستقر في أولمبيك ليون عام 2021 دون مقابل بعد نهاية عقده.
عاد من جديد إلى سبورتينج لشبونة في 2022، ولكن بعد 6 أشهر، انتقل إلى فرنسا ليلعب مع فريق بريست. واستمر سليماني في محاولة إحياء مسيرته بالانتقال إلى أندية أندرلخت، ثم كورتيبا في بلجيكا والبرازيل على الترتيب، وأخيرًا في صيف 2024 إلى شباب بلوزداد.
سليماني تمت إعارته في الصيف الماضي إلى ويستيرلو البلجيكي، على أن يعود في نهاية يونيو الجاري إلى شباب بلوزداد، في عمر الـ36.
ديلور لأول مرة في الجزائر
أندي ديلور، المهاجم الجزائري الذي خرج من ناشئي أجاكسيو، قضى معظم مسيرته في فرنسا من 2009 وحتى 2023، حيث مثّل العديد من الأندية مثل تولوز، مونبيلييه، وميتز، كما انضم إلى تيجريس أونال المكسيكي وويجان أتلتيك الإنجليزي.
عاد ديلور ليمثل نيس، ثم انتقل إلى أم صلال القطري في صيف 2023، ولكن بعد 6 أشهر فقط، ظهر لأول مرة مع نادٍ في بلده، وهو مولودية الجزائر في صيف 2024.
في الموسم المنصرم، شارك معارًا مع فريق مونبيلييه خلال الأشهر الستة الماضية.

بالإضافة إلى هؤلاء اللاعبين، شهد العامان الماضيان عودة عدد كبير من النجوم إلى الدوريات العربية، مثل محمد النني الذي انضم إلى الجزيرة الإماراتي، وعيسى العيدوني من يونيون برلين إلى الوكرة، وأشرف داري الذي ترك بريست وعاد إلى الأهلي المصري ليزامل مواطنه يحيى عطية الله، الذي عاد بدوره من سوتشي إلى العملاق الإفريقي.