هدف نيمار المذهل يشبه هدف مارادونا في البرازيل

هدف نيمار المذهل يشبه هدف مارادونا في البرازيل

في كرة القدم، هناك لحظات لا تُنسى، لا لأنها أجمل ما في اللعبة، بل لأنها أكثرها إثارة للجدل؛ هدف مارادونا الشهير بيده في شباك إنجلترا عام 1986 كان لحظة كتبتها “يد الله”، كما وصفها الأسطورة الأرجنتينية بنفسه، وبعد عقود من تلك اللقطة، جاء نيمار ليعيد المشهد، لكن برواية جديدة على الملاعب البرازيلية.

لقاء نيمار بمارادونا حين كان طفلًا لم يكن عابرًا؛ في إحدى الصور الشهيرة، يظهر نيمار الصغير إلى جوار دييجو، وهو ينظر إليه بنظرة انبهار، كأنما يشاهد “تاريخ الكرة”.

بعد سنوات، يصبح لاعب منتخب السيليساو أحد أبرز الأسماء التي ألهبت الملاعب بمهاراتها، لكنه على ما يبدو تأثر أكثر من اللازم بروح الأرجنتيني المتمردة.

نيمار – سانتوس – Getty Images

مارادونا ونيمار.. تشابه اللحظة واختلاف السياق

خلال مباراة سانتوس ضد بوتافوجو، حاول البرازيلي أن يترك بصمة قد تكون الأخيرة له بقميص فريق طفولته، وبينما كانت المباراة تسير بشكل اعتيادي، ارتقى جونيور لكرة عرضية وسدّدها بيده في المرمى، في حركة لم تكن خفية على حكم اللقاء، الذي أشهر البطاقة الحمراء فورًا.

هكذا خرج اللاعب مطرودًا، لا لأنه سجّل، بل لأنه حاول أن يبعث روح “يد الله” في وقت لا يُسامح فيه أحد على خطأ مكشوف.

لكن الفرق كبير، مارادونا سجّل هدفه في كأس العالم وسط عاصفة سياسية وتاريخية، فصارت اللقطة أسطورة.

أما نجم منتخب السامبا، فسجّلها في مباراة محلية، وبشكل مكشوف، فلم يجد سوى الطرد والجدل.

كانت هذه المباراة مرشّحة لأن تكون الأخيرة له مع سانتوس، النادي الذي احتضنه منذ نعومة قدميه، لكنه اختار أن ينهي الفصل بلقطة مشوّشة، وسط انتقادات محلية ودولية، كأنها رسالة غير مكتملة.

هل كانت محاولة تقليد؟ أم لحظة انفعال؟ أم رغبة في ترك لقطة للذكرى؟
الأسئلة كثيرة، لكن المؤكد أن “يد نيمار” لن تُنسى، لا بسبب جمالها، بل لأنها أعادت الجدل من باب الأسطورة.

كرة القدم لا تنسى، لكنها لا تغفر دائمًا، هدف مارادونا كان استثناء صنع أسطورة.

أما هدف نيمار، فهو استنساخ لم ينجح في تجاوز الأسطورة، بل وقع في فخّها.

اليد التي رفعت مارادونا إلى قمة المجد، لم تمنح نيمار سوى بطاقة حمراء ووداعًا رماديًا مع سانتوس.