الهلال يشرع في مواجهة التحديات.. هل يستطيع إنزاجي تجاوز الإرث السلبي للإيطاليين؟

الهلال يشرع في مواجهة التحديات.. هل يستطيع إنزاجي تجاوز الإرث السلبي للإيطاليين؟

حين يفتح الهلال بوابة تاريخه العريق لاستقبال أول مدرب إيطالي يقود دفة الفريق، فإن الحدث لا يُعد مجرد تعاقد رياضي، بل خطوة تحمل أبعادًا تتجاوز المستطيل الأخضر، وتجسّد رهانًا على مدرسة كروية ذات هوية دفاعية صارمة وتكتيك معقّد، لم تجد حتى الآن موطئ قدم راسخ في الملاعب السعودية.

الإيطالي سيموني إنزاجي، القادم من ضفاف “السان سيرو”، حيث سطّر ستة ألقاب مع إنتر ميلان، يأتي إلى “زعيم آسيا” بعقد يمتد حتى صيف 2027، ليُدشّن مرحلة جديدة في تاريخ الهلال… مرحلة تختبر مدى قابلية الكرة الإيطالية للتكيّف مع مناخ كروي شديد الحِدة والسرعة والطموح كما هو حال الدوري السعودي.

لكن هذا التعيين، رغم زخمه، لا يمكن فصله عن التاريخ المتواضع لمدربي “الكالتشيو” في المملكة، فمن دوسينا إلى كانافارو، ومن زينجا إلى بيولي، ظلّ الحضور الإيطالي في الملاعب السعودية أشبه بزيارة عابرة، تنتهي غالبًا دون أثر أو إنجاز يُذكر.

اليوم، يعلّق أنصار الهلال والكرة السعودية آمالًا واسعة على إنزاجي، فهل ينجح في كسر القاعدة التاريخية؟ أم يُضاف اسمه إلى قائمة من حاولوا وفشلوا في ترك بصمة “أزوريّة” في رمال الملاعب السعودية؟.

بداية غير مبشرة.. دوسينا

بدأ الحضور الإيطالي في الدوري السعودي مع جوسيبي دوسينا، حين تولى قيادة اتحاد جدة في عام 2001. لم يُحقق دوسينا ما يكفي لإقناع الجماهير، إذ اكتفى بفوز في 8 مباريات من أصل 17، ليغادر سريعًا وسط أداء متذبذب.

زينجا.. تعادلات قاتلة

تكرر المشهد لاحقًا مع والتر زينجا الذي قاد النصر موسم 2010-2011، حيث خاض 16 مباراة لم يخسر فيها سوى مرة واحدة، لكنه تعادل في 8 مباريات، وهي نسبة تعادلات أثارت القلق وأدت إلى رحيله المبكر، رغم أن سجله لم يكن سيئًا رقميًا.

كانافارو.. الأسطورة التي لم تتأقلم

في 2015، لجأ النصر مجددًا للمدرسة الإيطالية، بتعيين فابيو كانافارو، أحد رموز الكرة العالمية. ورغم تاريخه كلاعب، إلا أن تجربته التدريبية كانت مخيبة، إذ لم يدم في منصبه سوى 14 مباراة، لم يحقق خلالها سوى 6 انتصارات.

فابيو كانافارو – المصدر: getty images

محاولات في الفيصلي.. دون نتيجة

نادي الفيصلي كان الأكثر ارتباطًا بالأسماء الإيطالية، بداية بـجيوفاني سوليناس الذي خاض تجربتين متقطعتين مع الفريق، ثم باولو تراميزاني الذي قاد الفريق في موسم 2021 – 2022، لكنه فشل في إنقاذه من الهبوط، رغم تحقيقه فوزين في 7 مباريات.

بيولي.. أداء هجومي بلا ألقاب

أما الحضور الإيطالي الأبرز في الوقت الحالي، فيتمثّل في ستيفانو بيولي مع النصر. ورغم أنه قدّم كرة هجومية مميزة وسجّل فريقه معه 101 هدفًا في 44 مباراة، إلا أنه لم ينجح في حصد أي لقب حتى الآن، ما يعكس استمرار التحدي أمام المدربين الإيطاليين في فرض بصمتهم داخل الملاعب السعودية.

إنزاجي.. أمل جديد

اليوم، يقف إنزاجي على أبواب تجربة جديدة في دوري يزخر بالنجوم والطموحات، ويُنتظر منه أن يكسر قاعدة فشل الطليان، ويمنح الهلال إضافة فنية تليق بتاريخه الكبير. فهل ينجح في رسم ملامح فصل جديد ومشرق في العلاقة بين المدرسة الإيطالية والدوري السعودي؟ أم تُكتب عليه النهاية نفسها التي لحقت بمن سبقوه؟