المغرب وتونس: أكثر من مجرد لقاء رياضي

المغرب وتونس: أكثر من مجرد لقاء رياضي

عندما يُواجه منتخب المغرب نظيره التونسي فوق المستطيل الأخضر، فإن الأمر يتجاوز مجرد مباراة في كرة القدم، لأن اللقاء يحمل طابعًا خاصًا، مشبعًا بتاريخ طويل من التنافس والندية.
ويمتد التنافس بين المنتخبين المغربي والتونسي منذ أول لقاء جمع الطرفين يوم 23 أكتوبر 1957، وحتى أحدث المواجهات التي لا تزال تشعل الحماس الجماهيري في كلا البلدين.
ويتواجه المنتخبان مرة أخرى يوم الجمعة 6 يونيو على الملعب الكبير بمدينة فاس، ورغم أن المباراة تندرج ضمن استعدادات أسود الأطلس ونسور قرطاج لخوض كأس أمم إفريقيا 2025، إلا أنها تحمل طابعًا تنافسيًا.

تصريحات تونسية تشعل أجواء الديربي

التصريحات التي أطلقها زياد الجزيري، مدرب المنتخب التونسي، عقب فوز “نسور قرطاج” على بوركينا فاسو (2/0) وديًا، كانت الشرارة التي فجّرت أجواء اللقاء.
وقال الجزيري للتلفزيون التونسي: “تونس دائمًا ما تتمتع بأفضلية في مباريات الديربي ضد المغرب. نعلم أنهم يسعون للثأر بعد نهائي كأس الأمم، لكننا لن نمنحهم الفرصة”.

منتخب تونس (تصوير: مصطفى الشحات)

من جانبه، صرّح القائد فرجاني ساسي بثقة: “يبدو أنهم دعونا لافتتاح ملعبهم الجديد، لكننا سنذهب هناك لنفوز على أرضهم. نحن نؤمن تمامًا بقدرتنا على تحقيق الانتصار”.

تاريخ حافل بالتعادل والمواجهات المثيرة

وبالاستناد على لغة الأرقام، فقد خاض المنتخبان حتى الآن 40 مباراة، فاز المغرب في 10 منها، بينما حققت تونس الانتصار في 7 مناسبات، فيما انتهت 23 مباراة بالتعادل.

أفضلية مغربية في تصفيات كأس إفريقيا

وفي إطار تصفيات كأس أمم إفريقيا، تواجه المنتخبان أربع مرات، تفوّق فيها المغرب في 3 مواجهات، مقابل فوز واحد للمنتخب التونسي.

إبراهيم دياز
منتخب المغرب (تصوير عمر الناصري)

وتبقى أبرز هذه المواجهات خلال تصفيات “كان 2002″، حين فاز “أسود الأطلس” ذهابًا بهدف عبد الجليل حدا “كماتشو”، وإيابًا بثنائية نظيفة من توقيع يوسف شيبو وكماتشو مجددًا.

الكأس الأغلى.. في رصيد تونس

رغم التفوق المغربي في التصفيات، فإن الانتصار الأغلى في تاريخ المواجهات يعود للمنتخب التونسي، الذي فاز على أسود الأطلس في نهائي كأس الأمم الإفريقية 2004 بنتيجة 2/1 في ملعب رادس، وتُوّج بلقبه القاري الوحيد.
وسجّل للمنتخب التونسي كل من دوس سانتوس وزياد الجزيري، بينما سجل يوسف المختاري هدف المغرب الوحيد في تلك الليلة التاريخية.

تونس تخطف تذكرة المونديال من المغرب

ومن أبرز محطات هذا الصراع بين المنتخبين، كانت تصفيات كأس العالم 2006، حيث انتهت المباراة الحاسمة في ملعب رادس بتعادل 2/2، وهي النتيجة التي منحت تونس بطاقة التأهل إلى المونديال وأقصت المغرب من السباق.

وشهد اللقاء أهدافًا مثيرة حيث سجل للمنتخب المغربي المهاجم مروان الشماخ (هدفين)، بينما سجلت تونس الهدفين عبر جوزيه كلايتون، إلى جانب هدف عكسي سجله طلال القرقوري ضد مرماه.

أجواء جماهيرية مشتعلة.. وودية بطابع نهائي

ورغم الطابع الودي للمباراة، من المتوقع أن تقام أمام مدرجات ممتلئة بالكامل، حيث يُنتظر حضور أكثر من 43 ألف متفرج في ملعب فاس الذي يُفتتح رسميًا في هذه المناسبة، ما يُضفي بعدًا آخر على اللقاء.
وتُعد المواجهة اختبارًا قويًا للمنتخبين قبل الاستحقاقات الرسمية المقبلة، لكنها تحمل في طياتها أبعادًا نفسية وتاريخية، خصوصًا بعد المواجهات الأخيرة بين الفريقين في المنافسات القارية.
وتتجه كل الأنظار إلى فاس، حيث المنافسة على أشدّها قبل صافرة البداية، خصوصًا بعد تصاعد التوترات والتصريحات النارية من كلا المعسكرين.