الهلال 2024/2025: من الصدارة إلى الانحدار… فشل نيمار وأزمة تكتيكية وغياب عن البطولات

الهلال 2024/2025: من الصدارة إلى الانحدار… فشل نيمار وأزمة تكتيكية وغياب عن البطولات

شهد موسم 2024/2025 تجربة استثنائية وغير معتادة لنادي الهلال السعودي، الذي عانى بشكل واضح في مختلف البطولات التي شارك فيها. بعد أن كانت التوقعات مرتفعة جدًا بفضل تاريخ الفريق العريق وجماهيره الكبيرة، وجد الهلال نفسه يواجه تحديات كبيرة أدت إلى خسارة جميع الألقاب التي كان ينافس عليها. هذا الموسم ترك أثرًا واضحًا على مسيرة النادي، وجعل الجميع يتساءل عن أسباب التراجع المفاجئ.

لم يكن الأمر مجرد هزائم متفرقة، بل كان موسمًا شهد تذبذبًا ملحوظًا في الأداء والنتائج. فالفريق الذي بدأ بقوة وانتصارات كاسحة، تراجع تدريجيًا إلى أداء متذبذب لا يليق بحجم وطموح الزعيم. التذبذب في المستوى الفني انعكس بشكل مباشر على نتائج المباريات، مما أثر على موقع الهلال في جدول الدوري ومكانته في البطولات القارية.

هذه التقلبات شكلت تحديًا كبيرًا للجهاز الفني والإداري، خصوصًا مع ضغوط الجماهير والإعلام الذين اعتادوا على رؤية الهلال في قمة المنافسة دائمًا. موسماً مثل هذا يفرض على الجميع إعادة التفكير، ووضع خطط جديدة من أجل العودة إلى المسار الصحيح في المستقبل القريب.

بداية قوية لـ الهلال وانتصارات تاريخية

افتتح الهلال موسمه على وقع انتصار ثمين في كأس السوبر السعودي على غريمه التقليدي النصر، ما منح الفريق دفعة معنوية كبيرة. استمر الزعيم في الانطلاق بشكل قوي في دوري روشن تحت قيادة مدربه خورخي جيسوس، محققًا نتائج إيجابية وأداء مميز خلال أول شهرين من الموسم.

لم يقتصر التألق على الدوري فقط، بل استمر الهلال في تقديم مستويات مبهرة في دوري أبطال آسيا للنخبة. خلال هذه الفترة، حطم الفريق عدة أرقام قياسية، حيث أظهر ثباتًا كبيرًا في الأداء. الهلال حقق نتائج لافتة أمام كبار الدوري، مثل فوزه على الأهلي والاتحاد وتعادله مع النصر.

الهلال – الاتحاد (المصدر:Gettyimages)

ومن أبرز إنجازاته في بداية الموسم، الفوز التاريخي على الفتح بنتيجة 9-0، أكبر نتيجة في تاريخ الدوري السعودي للمحترفين. كما حافظ الفريق على سلسلة طويلة من عدم الهزيمة، مما جعل الجماهير تتفاءل بموسم قوي وطموح.

ضربات موجعة.. إصابة ميتروفيتش ورحيل نيمار

تلقى الهلال ضربة كبيرة في منتصف الموسم بعد إصابة المهاجم الصربي ألكسندر ميتروفيتش، الذي كان يقدم أداءً رائعًا ويشكل ثقلًا هجوميًا كبيرًا. الإصابة أبعدته عن الملاعب لما يقرب من ثلاثة أشهر، ما أثر بشكل مباشر على قوة الفريق الهجومية.

في الوقت نفسه، أثارت مغادرة النجم البرازيلي نيمار جونيور خلال فترة الانتقالات الشتوية الكثير من الجدل. رحيله المفاجئ جاء في وقت حساس، ومعه خسر الهلال أحد أبرز نجومه التسويقيين والفنيين، على الرغم من عدم مشاركته مع الفريق بسبب كثرة الإصابات.

نيمار

نيمار دا سيلفا – الهلال السعودي (المصدر:Gettyimages)

غياب المهاجم ميتروفيتش ساهم بشكل كبير في تراجع نتائج الفريق. لم يجد الهلال بدائل بنفس المستوى، وظهر واضحًا أن الفريق يعاني من غيابات مؤثرة قلّصت من قدرته التنافسية.

ميركاتو شتوي باهت وفشل في التعويض

رغم حاجة الهلال لتدعيم الصفوف في الميركاتو الشتوي، إلا أن التحركات لم تكن بالمستوى المطلوب. اكتفى النادي بضم اللاعب البرازيلي الشاب كايو سيزار، في محاولة لتعويض غياب نيمار.

كايو لم ينجح في سد الفجوة، وواجه صعوبات في التأقلم مع أجواء الفريق والدوري السعودي. غابت عن الهلال الصفقات الكبيرة التي يمكن أن تحدث الفارق في هذه الفترة الحرجة.

افتقاد الهلال لصفقات نوعية خلال الشتاء ساهم في استمرار التراجع. الجماهير كانت تأمل بتحركات أقوى تعكس حجم الفريق وطموحاته، لكن الواقع خالف التوقعات.

بداية التراجع والهزائم المؤثرة

مع حلول شهر نوفمبر 2024، بدأت معاناة الهلال تظهر جليًا بعد خسارته المفاجئة أمام الخليج، والتي أنهت سلسلة اللا هزيمة. تبع ذلك تراجع في الأداء وظهور علامات الضعف في بعض المباريات.

رحلة الفريق السلبية تواصلت بالخروج المبكر من كأس الملك السعودي على يد الاتحاد في دور الثمانية. بعد ذلك، تعرض الهلال لهزائم قاسية أمام فرق كبار دوري روشن في الدور الثاني، أبرزها الهزيمة أمام الاتحاد برباعية، وأخرى أمام الأهلي في الدقائق الأخيرة على أرضه.

كما تعرض الفريق لهزيمة مخيبة في ديربي الرياض أمام النصر، حيث ظهر الهلال بأداء باهت وضعيف. تذبذب الأداء تسبب في فقدان نقاط كثيرة، وسمح للاتحاد بالتقدم في جدول ترتيب الدوري السعودي، مما دفع إدارة النادي لإعادة التفكير في خياراتها الفنية.

إخفاقات آسيوية ومحلية وتغيير المدرب

واصل الهلال خسائره على المستوى القاري، حيث ودع بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة من نصف النهائي على يد الأهلي السعودي، الذي نجح لاحقًا في الفوز باللقب. هذه الخسارة كانت نقطة فاصلة في موسم الهلال وأثرت على معنويات اللاعبين والجماهير.

الأداء الضعيف دفع إدارة الهلال لاتخاذ قرار إقالة خورخي جيسوس من تدريب الفريق، بعد فترة صبر طويلة. تم تعيين محمد الشلهوب مدربًا مؤقتًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه خلال بقية الموسم ومحاولة تصحيح المسار قبل بطولة كأس العالم للأندية.

رغم تعيين الشلهوب، لم يتمكن الفريق من اللحاق بالاتحاد في المنافسة على لقب الدوري، حيث أنهى الهلال الموسم في مركز متأخر بفارق نقاط كبير. كما شهد الموسم صراعًا قويًا مع النصر على المقعد الثالث المؤهل لدوري أبطال آسيا، الذي حسمه الهلال في اللحظات الأخيرة.

قد يهمك أيضًا:

النصر 2024/2025: موسم بلا تتويج رغم كل النجوم

الاتحاد… حيث تُكتب الحكاية في الـ+90

الاستعداد لمستقبل جديد

مع نهاية موسم 2024/2025، يواجه الهلال مرحلة انتقالية جديدة. تعاقد النادي مع المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي لقيادة الفريق في الفترة المقبلة. يبدأ إنزاجي مشواره مع الهلال من خلال المشاركة في بطولة كأس العالم للأندية.

الإدارة والجماهير يعلقون آمالًا كبيرة على المدرب الجديد لاستعادة مكانة الهلال على منصات التتويج. الطموح الآن هو العودة للمنافسة على جميع البطولات، وإعادة الفريق إلى مستواه المعهود.

الفريق يحتاج إلى إعادة بناء فني على مستوى التعاقدات والتكتيك، ليتمكن من تجاوز تعثرات الموسم المنصرم والعودة إلى طريق البطولات.